من النفايات إلى الوعي البيئي.. طريق الاستدامة في قطاع الصحة

في يوم الصحة العالمي؛ كيف نجعل القطاع الصحي أكثر استدامة؟
بعد سنوات طويلة من إصرار ممثلي القطاع الصحي على أهمية دمج الصحة في العمل المناخي، جاءت الصحة على أجندة "مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين" (COP28)، وخرج "إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة في COP28 بشأن المناخ والصحة"، مرة أخرى في باكو عاصمة أذربيجان، حيث انعقد COP29، أطلقت رئاسة المؤتمر "تحالف استمرارية رئاسات مؤتمر الأطراف في باكو من أجل المناخ والصحة"، وهو يضم 5 رئاسات في الفترة ما بين 2021 إلى 2025، وهم: المملكة المتحدة (COP26)، جمهورية مصر العربية (COP27)، الإمارات العربية المتحدة (COP28)، أذربيجان (COP29)، والبرازيل (COP30)، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وهذا يبرز أهمية دمج قطاع الصحة في العمل المناخي؛ فقد أثبتت العديد من الدراسات عن العلاقة الوثيقة بين الصحة والعمل المناخي، وضرورة إعطاء الصحة أولوية في خطط التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية وكذلك الاستدامة. وبالفعل، وضعت الأمم المتحدة الصحة كأولوية في "الهدف الثالث" من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. وينعقد اليوم العالمي للصحة يوم 7 أبريل/نيسان من كل عام لتسليط الضوء على موضوعات معينة في كل دورة وفي هذا العام يبرز موضوع "صحة الأم والوليد"؛ لتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء حالات وفيات الأمهات والأطفال، والحفاظ على صحتهم على المدى الطويل. وخُصص يوم 7 أبريل تحديدًا؛ لأنه يصادف تأسيس "منظمة الصحة العالمية" (WHO) عام 1948.
في الاستدامة
يمكن تحقيق الاستدامة البيئية في قطاع الصحة من خلال:
1- تقليل النفايات
يصدر عن قطاع الصحة كميات هائلة من النفايات الناتجة عن الرعاية الصحية، وتتسبب في إطلاق الانبعاثات الدفيئة. لكن بإعادة تدويرها، يمكن تقليل آثارها البيئية أو التخلص الآمن منها. إضافة إلى نشر الوعي بين العاملين في القطاع الصحي بتطوير استراتيجيات الحد من النفايات.
2- تعزيز كفاءة الطاقة
من المعروف أنّ المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية المختلفة تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء والطاقة؛ لتشغيل الأجهزة وفي غرف العمليات. لكن عند الانتقال لمصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح؛ فهذا من شأنه أن يقلل انبعاثات الوقود الأحفوري الذي تعتمد عليه أغلب القطاع الطبي. من جانب آخر، من الضروري التركيز على كفاءة الطاقة واستخدام مصابيح تقلل استهلاك الطاقة.
3- وسائل النقل
هناك بعض وسائل النقل البديلة، مثل النقل العام وركوب الدراجات والمشي. من خلال تشجيع العاملين في قطاع الصحة والمرضى على استخدام تلك الوسائل؛ فهذا يساهم في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
4- الطب عن بُعد
على الرغم من أنّ جائحة كورونا قد تسببت في الكثير من الخسائر، إلا أنها لفتت نظر الناس إلى الخدمات المقدمة عن بُعد، ما سهل حياة الكثيرين، بل وأحدث ثورة جعلت كل القطاعات تفكر في كيفية تقديم خدماتها عبر الإنترنت، من ضمنها القطاع الطبي. وهذا وفر على المرضى السفر للأطباء، ما ساهم في خفض الانبعاثات الدفيئة.
5- التوعية
إنّ توعية المرضى والعاملين في القطاع الطبي بالتأثيرات البيئية لقطاع الصحة على البيئة والمناخ، وتوعيتهم بأهم الأساليب المتبعة نحو الاستدامة.
يؤثر القطاع الصحي في الانبعاثات الدفيئة كما يتأثر بها. لذلك؛ فإنّ اتباع استراتيجيات التخفيف والحد من العوامل التي تقلل استدامة ذلك القطاع، من أهم عوامل نجاحه وتقدمه.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز