"طريق الحرير الصحي".. بارقة أمل صينية واعدة للقضاء على فيروس كورونا
خبراء صينيون وعرب يؤكدون أن بناء "طريق الحرير الصحي" الذي طرحته الصين، سيلعب دورا مهما في مكافحة كورونا.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إنه يؤمن بأن مرض فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، قد أكد الحاجة إلى تعزيز التعددية، معربا عن أمله في مواصلة العمل بشكل وثيق مع الصين، لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه العالم.
ومع إحياء الذكرى الـ75 لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، وخاصة في ظل الحرب العالمية ضد "كوفيد-19"، ذكر الخبراء الصينيون والعرب أن بناء "طريق الحرير الصحي" الذي طرحته الصين، سيلعب دورا مهما.
ووفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، يعد "طريق الحرير الصحي" تعاون مرتبط بمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين بهدف تحسين التكامل الإقليمي وتعزيز التجارة وتحفيز النمو في البلدان على طول الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين وما وراءهما.
وفي إطار فكرة بناء "طريق الحرير الصحي"، توصل الصين بين النقاط على طول طريق الحرير لتعزيز التعاون الصحي، من خلال إرسال الفرق الطبية، والمساعدة في بناء المستشفيات، والتبرع بالمواد، ونتيجة لذلك، تتحسن المعايير الطبية والصحية للبلدان الواقعة على طول الطريق.
لقد قدمت الصين 50 مليون دولار أمريكي كمساعدات نقدية لمنظمة الصحة العالمية، وأرسلت 34 فريقا من الخبراء الطبيين إلى 32 دولة، وقدمت 283 دفعة من مساعدات مكافحة الوباء إلى 150 دولة و4 منظمات دولية، إضافة لتوفير مواد الوقاية من الوباء وتصديرها إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة بالعالم.
وأعلنت الصين أنها ستقدم ملياري دولار أمريكي من المساعدات الدولية في غضون عامين، وتتعاون مع الأمم المتحدة لإنشاء مستودع ومركز عالمي في الصين لضمان التقديم السلس للدعم للطوارئ الإنسانية، وإنشاء 30 آلية تعاون بين المستشفيات الصينية- الأفريقية، وسيتم استخدام اللقاح الصيني كمنتج منفعة عامة عالمي بعد اكتمال تطويره ووضعه قيد الاستخدام، وستعمل الصين يدا بيد مع أعضاء مجموعة العشرين على تنفيذ "مبادرة تعليق تسديد ديون الدول الأكثر فقرا".
ومتابعة لأوجه التعاون والالتزام هذه، أعرب خبراء ومتابعون عرب عن آرائهم، حيث أكد ناظم علي، وهو خبير عراقي مهتم بالشأن الصيني وبالعلاقات العربية- الصينية، أن التجربة الصينية بالسيطرة على جائحة كورونا، تعد تجربة فريدة من نوعها ورائدة، فقد تعاونت الصين مع جميع دول العالم التي اجتاحها الوباء، مشيرا إلى إرسالها المساعدات الطبية وفرق الخبراء إلى أكثر من 150 دولة، لإيمانها العميق بالمصير المشترك للبشرية التي تعيش على كوكب واحد.
أما الدكتور ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي- الصيني للتنمية، في المغرب، فقال إن الصين راكمت تجربة غنية في مجال الصحة العامة منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، وقد خصص القادة الصينيون الأوائل، إبان حرب التحرير، اهتماما بالغا للعنصر البشري، فتألق العديد من الأطباء الصينيين في ساحات القتال، وكذلك في توفير خدمات صحية جيدة للفلاحين.
ومع ولوج فترة الإصلاح والانفتاح، ضاعفت الصين جهودها في إصلاح منظومة الصحة العامة حيث تم تشييد المئات من الجامعات والمعاهد الطبية وشبه الطبية في جميع أنحاء البلاد، وخصصت ميزانيات ضخمة للبحث العلمي والتطوير وكذلك لتوفير منح الدراسة داخل الصين، وفي أرقى الجامعات الدولية أيضا. لذلك، فقوة المنظومة الصحية الصينية تكمن في الأهمية التي توليها للعنصر البشري وهذا ما نحتاجه في البلدان العربية، وفقا للدكتور بوشيبة.
تعاون إماراتي- صيني
على الصعيد نفسه، قالت الدكتورة وانغ يوى تينغ، الخبيرة الصينية في العلوم الاجتماعية بالجامعة الأمريكية في الشارقة بالإمارات، إن التعاون بين الصين والإمارات في مكافحة "كوفيد-19"، يكشف عن الثقة القوية بين الجانبين، ولاحظت وانغ أنه منذ مارس الماضي، دخلت مجموعة كبيرة من الموارد الطبية والصحية من الصين، في إطار فكرة دفع بناء "طريق الحرير الصحي" بين الصين والدول العربية.
وفي إطار العمل المشترك في هذا المجال، وتطلعا للمزيد من التعاون النافع للجميع في كافة المجالات، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، في مكالمة هاتفية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في بداية الشهر الجاري، إن الصين ستعمل مع السعودية من خلال إطار مجموعة العشرين لجعل لقاحات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) متاحة لجميع الدول والشعوب وميسورة التكلفة.
وذكر الرئيس الصيني شي جين بينج أن الصين ستواصل العمل مع السعودية في البحث والتطوير فيما يخص لقاحات "كوفيد-19"، ويتعين على الجانبين تكثيف التواصل والتنسيق لدعم التعاون من خلال مجموعة العشرين، والمساعدة في جعل اللقاحات منفعة عامة عالمية.
وقال الرئيس شي خلال محادثة هاتفية جرت في نهاية الشهر الماضي مع ملك المغرب محمد السادس، إن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) يظل وباء، وإن اللقاحات تلعب دورا أساسيا في التغلب عليه، وإن الصين على استعداد لتعزيز التعاون مع المغرب بشأن تطوير لقاح للمرض وإنتاجه.
ورأى الدكتور ناصر بوشيبة أنه بإمكان المغرب، بفضل موقعه الاستراتيجي وكفاءة أطره الطبية، أن يلعب دورا مهما في تطوير اللقاح.
ووفقا لما قاله جوتيريس فإنه "بالنظر إلى المشهد على الساحة العالمية اليوم، يتضح أن المصلحة العامة تتحقق على أفضل نحو من خلال زيادة التعاون الدولي، وليس الإقلال منه".