"وصيتي إليك يا الله أطفالي".. رسالة طبيب الإسكندرية قبل وفاته بكورونا
أحمد ماضي يعتبر ثالث طبيب يلقى حتفه بكورونا في مستشفى صدر المعمورة، ويصف في رسالته لحظات الموت الذي كان يقترب منه.
تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الرسالة الأخيرة للطبيب أحمد ماضي الذي توفي، السبت، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد في الإسكندرية.
ويعتبر ماضي (37 عاماً) ثالث طبيب يلقى حتفه بكورونا في مستشفى صدر المعمورة، وتحدث في رسالته التي وُصفت بـ"المؤثرة وتنفطر لها القلوب" عن لحظات الموت الذي كان يقترب منه.
وقال الدكتور هيثم وفا، المقرب من الطبيب الراحل: "ماضي خريج دفعة 2006 بكلية الطب جامعة الإسكندرية، وكان نائباً لمدير مستشفى الصدر بالمعمورة في الإسكندرية، ثم بعد ذلك تولى العمل مديراً لمستشفى العزل الصحي بالعجمي"، وفقاً لوسائل إعلام محلية.
وأضاف: "شُيع جثمان الدكتور أحمد ماضي، من مسقط رأسه قرية أبوغنيمة، التابعة لمركز سيدي سالم في كفر الشيخ، عقب أداء أهالي القرية صلاة الجنازة عليه من المسجد الكبير بالقرية، وسط حشد كبير وإجراءات احترازية خلال صلاة الجنازة عليه".
وجاء في نص الرسالة: "بينما أنا راقد علي سريري في العناية المركزة، أكافح كي أتنفس الهواء بصعوبة، وأعاني من ألم رهيب ينهش كل قطعة من جسدي، الذي لم يبق فيه شيء غير متصل بأنابيب وخراطيم، أراقب نظرات زملائي من الأطباء والتمريض ما بين خوف ورجاء، وتحركات سريعة ومضطربة لتجهيز جهاز التنفس الصناعي لهبوط حاد في نسبة الأكسيجين بالدم، معلنًا فشل جهازي التنفسي الرباني في العمل وبداية طريق أنا أعلم نهايته المحتومة".
وأضاف: "طالما شاهدته وأنا الطبيب المسؤول عن علاج هذا المرض اللعين، وأستطيع أن أرى نهايته الآن بوضوح، منذ أيام ودعت زميلاً لي كان يرقد علي بعد خطوات مني وكان قد سبقني إلي ما أنا ذاهب اليه الآن".
وتابع ماضي: "لست والله خائفاً الآن، فأنا أشهد الله بأني لم أقصر في أداء الواجب وتحمل الأمانة، وأرجو من الله أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم وأن يجعل عملنا ومرضنا هذا في ميزان حسناتنا يوم نلقاه، كل ما أرجو إن بادر بي الأجل وحانت لحظة الفراق أن يتكفل الله برعايته وحفظه أسرتي وأطفالي الذين افتقدهم بشدة، ويعتصر قلبي فراقهم".
واختتم بقوله: "وصيتي إليك يا الله أطفالي الذين لن أفرح بهم وأن تذكروني إخوتي بكل جميل ولا تنسوني من صالح دعائكم.. أحمد ماضي".
aXA6IDMuMTcuMTU1LjE0MiA= جزيرة ام اند امز