متلازمة القلب المنكسر.. هل يموت الإنسان حزنا؟

بعد يومين من مقتل معلمة في حادث إطلاق نار جماعي في ولاية تكساس الأمريكية، توفي زوجها جراء أزمة قلبية.

ووفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قالت أسرة زوج المعلمة الراحل، جو جارسيا، إنه مات بسبب قلبه المكسور حزنا وكمدا، على فراق زوجته الضحية، إذ أنه أثناء تحضيره لجنازتها، انهار وتوفي.

رغم عدم الكشف عن الظروف الدقيقة للوفاة، قالت ديبرا أوستن، ابنة عم جارسيا: "أعتقد حقاً أن جو مات بسبب كسرة قلبه وفقدان حب حياته لأكثر من 25 عاماً، إذ كان أمراً لا يمكن تحمله".

• ومن الفراق ما قتل.. زوج مدرسة قُتلت في مجزرة تكساس يلحق بها

وبعد هذه الواقعة، بدأ كثيرون في التساؤل، هل يمكن أن يتوفى شخص من الحزن أو الحسرة؟

وفقاً لهيلين ويلسون، رئيسة الأبحاث في مؤسسة أبحاث القلب الخيرية في المملكة المتحدة: "متلازمة القلب المنكسر Broken heart syndrome ظاهرة حقيقية، تحدث عندما يمتلئ الجسم بهرمونات التوتر مثل الأدرينالين والنورادرينالين".

يمكن أن يضعف الأدرينالين الزائد من عضلة القلب ويضعف الشرايين، ما يقلل بشكل كبير من قدرتها على ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، عندما لا يكون لدى الجسم ما يكفي من الدم، يمكن أن تقف الأعضاء الحيوية.

وتصيب متلازمة القلب المنكسر، المعروفة طبياً باسم اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو، ما يصل إلى 3 آلاف بريطاني و11 ألف أمريكي كل عام.

ويمكن أن يكون الفقدان أو الوفاة والطلاق وحتى الإفلاس من الأسباب، لكنها ليست قاتلة في العادة ويتعافى معظم المرضى في غضون أسابيع، إلا أن 1% فقط يموتون من هذه الحالة.

وقالت البروفيسور سيان هاردينج، خبيرة علم العقاقير القلبية في إمبريال كوليدج لندن، إن زيادة الأدرينالين من الصدمة العاطفية "معروفة جيداً" كجزء من متلازمة القلب المكسور.

وأضافت: "غالباً ما يكون الوفاة دافعا، لكن الظروف المأساوية والصادمة الكبيرة، في حالة زوج المعلمة، زادت من التأثير".

ويمكن أن تشبه أعراض تاكوتسوبو أو متلازمة القلب المنكسر، النوبة القلبية، ما يسبب ألماً مفاجئاً وشديداً في الصدر وضيقاً في التنفس وخفقاناً.

لكن هذه الحالة النادرة لا تنتج عن انسداد الشرايين، كما يحدث في النوبات القلبية بشكل عام.

وبدلاً من ذلك، فإن اندفاع الأدرينالين يغلق أسفل البطين الأيسر، حجرة الضخ الرئيسية.

يظهر هذا الشكل المميز في الأشعة السينية للقلب وهو مفتاح في تشخيص المتلازمة.

يذكر أنه تم تصوير جارسيا، الذي كان يعمل أيضاً مدرساً، وهو يزور نصباً تذكارياً لزوجته الراحلة بالورود الحمراء بعد يومين من وفاتها قبل ساعات فقط من وفاته.

وقال جون مارتينيز، ابن شقيق جارسيا، إن خاله توفي من "الحزن" بعد عودته إلى المنزل من تسليم الزهور إلى نصب تذكاري لزوجته الراحلة.

ولكنه قال أيضاً أنه توفي إثر إصابته بنوبة قلبية.

ولكن يصعب تشخيص متلازمة القلب المنكسر وغالباً ما يتم الخلط بينها وبين النوبة القلبية، وعادة ما تكون هناك حاجة لاختبارات الدم والفحوصات للتأكد.

يذكر أن المدرسة إيرما جالاسيا، زوجة المتوفى جو جارسيا، قُتلت برصاص مراهق مسلّح اقتحم مدرسة ابتدائية ببلدة يوفالدي في ولاية تكساس الثلاثاء الماضي، وارتكب مجزرة راح ضحيّتها 19 طفلاً ومدرّستان.