مفاجآت عن ضربة الشمس.. 4 حالات تجعلها مميتة
إذا كان العالم قد عانى خلال السنوات الماضية من وباء "كوفيد- 19"، الذي تسبب في قرابة 15 مليون وفاة، وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن تغيرات المناخ، أوجدت وباء على ما يبدو أنه سيكون دائماً، وهو الإجهاد الحراري، الناتج عن ضربات الشمس.
ما هي ضربة الشمس وكيف تحدث؟
وتعرف ضربة الشمس علميا بأنها مرض شديد مرتبط بالتعرض المفرط للحرارة أو النشاط البدني في درجات حرارة مرتفعة.
وتحدث ضربة الشمس عندما يفشل الجسم في تنظيم درجة حرارته، مما يؤدي إلى ارتفاعها عادة فوق 104 درجة فهرنهايت (40 درجة مئوية)، ويمكن أن تكون مهددة للحياة إذا لم يتم علاجها على الفور.
وكانت حالات الإصابة بضربات الشمس محدودة وقاصرة على أوقات محددة من العام، ولكن تغيرات المناخ تسببت في زيادة معدلات درجات الحرارة، وكذلك في زيادة فترات المعاناة من هذا الارتفاع، وهو ما أدى لارتفاع كبير في عدد الإصابات والوفيات.
وشهدت الهند على سبيل المثال خلال الفترة من شهر مارس/آذار إلى مايو/أيار الماضيين، ما يقارب 25 ألف إصابة بضربة شمس، ولقي العشرات حتفهم.
وكان شهر مايو/أيار الماضي هو الأسوأ بالنسبة للمنطقة، حيث بلغت درجات الحرارة في العاصمة نيودلهي وولاية راجاستان القريبة منها، ما يقارب 50 درجة مئوية.
وقبل أيام، كانت دراسة أسترالية لباحثين من جامعة موناش، نشرتها دورية "بلوس ميدسين"، قد حذرت من تنامي خطر ضربات الشمس.
حللت الدراسة بيانات عن الوفيات اليومية ودرجات الحرارة من 750 موقعا في 43 دولة أو منطقة.
ساعد ذلك الباحثون في رسم خريطة عالمية للوفيات المرتبطة بموجات الحرارة على مدى ثلاثة عقود من عام 1990 إلى عام 2019.
ووجدت الدراسة أن أكثر من 153 ألف حالة وفاة إضافية، لكل موسم دافئ، كانت مرتبطة بموجات الحرارة، وكان نحو نصف تلك الوفيات في آسيا.
تأثير تغير المناخ على زيادة حالات ضربة الشمس
وعزت الدراسة ذلك إلى تغيرات المناخ الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض، حيث ذهبت إلى أنه "بالمقارنة مع الفترة من 1850 إلى 1990، زادت درجة حرارة السطح العالمية بمقدار 1.1 درجة مئوية في الفترة من 2013-2022، ومن المتوقع أن تزيد بمقدار 0.41-3.41 درجة مئوية أخرى بحلول الفترة 2081-2100، ومع تزايد تأثيرات تغير المناخ، تتزايد موجات الحرارة ليس فقط من حيث تواترها، بل أيضا من حيث شدتها وحجمها".
وإذا كان هذا هو الحال كما ذهبت الدراسة، فيجب إعطاء مزيد من الاهتمام بالتوعية حول ضربات الشمس وأخطارها وطرق الوقاية منها، كما يقول، محمود عبدالتواب، أخصائي الأمراض المدارية بوزارة الصحة المصرية في تصريحات لـ"العين الإخبارية".
أعراض ضربة الشمس وكيفية التعرف عليها
ويوضح أنه يجب أن تكون أعراض المرض وإسعافاته الأولية وأساليب العلاج، واضحة في أذهان الجميع، حتى يمكن اتخاذ إجراءات سريعة، كما يجب أيضاً التوعية بأساليب الوقاية المختلفة.
ويحصر عبدالتواب أعراض هذا المرض في:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم: أعلى من 104 درجة فهرنهايت (40 درجة مئوية).
- تغير الحالة العقلية أو السلوك: الارتباك، وثقل الكلام، والتهيج، والهذيان، والغيبوبة.
- غثيان وقيء.
- احمرار الجلد.
- التنفس السريع.
- تسارع معدل ضربات القلب.
- الصداع.
- غياب التعرق.
الإسعافات الأولية لضربة الشمس: خطوات حاسمة لإنقاذ الحياة
وعن الإسعافات الأولية التي يجب اتخاذها، قال عبدالتواب، إنه يجب عمل الآتي:
- الاتصال بخدمات الطوارئ على الفور، حيث تعد ضربة الشمس حالة طبية طارئة.
- الانتقال إلى بيئة أكثر برودة: حيث يتم نقل الشخص إلى منطقة مظللة أو في الداخل.
- تبريد الشخص بإزالة الملابس الزائدة.
- استخدم الماء البارد بالغمر في حمام بارد.
- وضع كمادات الثلج على الإبطين والرقبة والفخذ.
- إذا كان الشخص واعيا وقادرا على الشرب، يمنح الماء البارد.
- مراقبة التنفس والوعي حتى وصول المساعدة الطبية.
العلاجات الطبية لضربة الشمس
وعن طريقة العلاج التي يخضع لها المصاب، أوضح الطبيب المصري أنها تشمل الآتي:
- التبريد الفوري: يشمل الغمر في الماء البارد، أو تقنيات التبريد بالتبخير (الرش بالماء والتهوية)، أو وضع أكياس الثلج.
- استعادة السوائل: قد تكون السوائل الوريدية ضرورية لإعادة الترطيب واستعادة الشوارد الكهربائية.
- المراقبة والدعم: تحتاج العلامات الحيوية ودرجة حرارة الجسم ووظيفة الأعضاء إلى مراقبة دقيقة، وقد يكون العلاج في وحدة العناية المركزة مطلوبا في الحالات الشديدة.
- الأدوية: في بعض الحالات، يمكن استخدام مرخيات العضلات أو أدوية أخرى لمنع النوبات أو الارتعاش.
الوقاية من ضربة الشمس
وقبل كل ذلك يؤكد عبدالتواب أن الوقاية أهم وأفضل من العلاج، وتتلخص عناصرها في الآتي:
- المحافظة على رطوبة الجسم بشرب الكثير من السوائل.
- تجنب المشروبات السكرية أو التي تحتوي على الكافيين أو الكحول لأنها قد تؤدي إلى الجفاف.
- ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة والفضفاضة والقبعة واسعة الحواف يمكن أن يساعد في الحفاظ على برودة جسمك.
- استخدام واقي الشمس، حيث تؤثر حروق الشمس على قدرة الجسم على تبريد نفسه.
- تجنب النشاط المجهد، خاصة خلال الأوقات الأكثر حرارة في اليوم.
- البقاء في أماكن باردة: استخدم مكيفات الهواء، والاستحمام بماء بارد، واستخدم المراوح.
الفئات الأكثر عرضة لضربة الشمس
ويشير عبدالتواب إلى بعض الحالات المرضية، والتي يجب على أصحابها أن يكونوا أكثر حرصا وهي:
- أمراض القلب والأوعية الدموية: يمكن أن تؤدي حالات مثل ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب ومرض الشريان التاجي إلى إضعاف قدرة الجسم على الاستجابة للإجهاد الحراري وتنظيم درجة حرارة الجسم.
- أمراض الجهاز التنفسي: يمكن أن يحد مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو من القدرة على زيادة معدلات التنفس اللازمة لتبريد الجسم.
- مرض السكري: يمكن أن يؤدي مرض السكري الذي تتم إدارته بشكل سيئ إلى الجفاف وضعف تبديد الحرارة، و يمكن أن يؤدي الاعتلال العصبي السكري أيضا إلى تقليل إنتاج العرق.
- السمنة: الوزن الزائد في الجسم يمكن أن يجعل تبديد الحرارة أكثر صعوبة، تعمل الدهون كعازل، حيث تحبس الحرارة داخل الجسم.
- اضطرابات الجلد: يمكن أن تؤدي حالات مثل الأكزيما أو الصدفية أو الندبات الواسعة إلى إضعاف قدرة الجلد على التعرق وتبريد الجسم بكفاءة.
- اضطرابات الغدد الصماء: يمكن لحالات مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أن تزيد من معدل الأيض، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الحرارة الداخلية.
- العوامل المرتبطة بالعمر: كل من الصغار وكبار السن معرضون لخطر أكبر، حيث يعاني الرضع والأطفال من أنظمة تنظيم درجة الحرارة غير مكتملة، بينما يعاني كبار السن غالبا من انخفاض القدرة على التعرق، ويعانون من حالات طبية مزمنة، وقد يتناولون أدوية تؤثر على تنظيم الحرارة.
الأدوية التي قد تزيد من خطر ضربة الشمس
- الأدوية: قد تؤدي بعض الأدوية إلى إضعاف التنظيم الحراري، بما في ذلك:
مدرات البول: تزيد من خطر الجفاف.
الأدوية الخافضة للضغط: يمكن أن تؤثر على تدفق الدم وتبديد الحرارة.
مضادات الاكتئاب: يمكن أن يتداخل بعضها مع تنظيم درجة حرارة الجسم.
مضادات الذهان: يمكن أن تضعف قدرة الجسم على التعرق.
المنشطات: مثل الأمفيتامينات، يمكن أن تزيد من إنتاج الحرارة.
عوامل قد تجعل ضربة الشمس مميتة
1. حرارة الجسم: إذا ارتفعت إلى 40 مئوية أو أكثر قد تتلف الأعضاء الداخلية مثل القلب.
2. تأخر العلاج: قد يؤدي إلى فشل عضوي متعدد وموت محتمل.
3. الأمراض المزمنة: أصحابها أكثر عرضة لمضاعفات قاتلة.
4. عدم الوعي بالأعراض: قد يؤدي إلى تأخر العلاج والموت.
aXA6IDMuMTMzLjEzMy4zOSA= جزيرة ام اند امز