هبة الله سيد: "ظل لا يموت" تتناول صراعات الإنسان مع نفسه (حوار)
تشارك الصحفية والكاتبة المصرية هبة الله سيد، في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 لأول مرة في نسخته الـ 54.
وتصطف مجموعة هبة الله "ظل لا يموت" على رفوف دار "حابي" للنشر، متناولة قضايا كثيرة مزجت فيها بين الواقع والخيال، والقصص الإنسانية والاجتماعية والرومانسية.
"العين الإخبارية" أجرت حواراً مع الكاتبة الشابة، تحدثت خلاله عن مشاركتها الأولى في المعرض، وتطرقت إلى فحوى مجموعتها الجديدة والإقبال الجماهيري هذا العام.
وتحدثت هبة الله السيد في حوارها عن تأثير ارتفاع أسعار الكتب على بيعها، وقدمت حلولا ومقترحات للتغلب على هذه المشكلة.
وإلى نص الحوار:
- كيف جاءت مشاركتك الأولى في معرض القاهرة للكتاب؟
جاءت مشاركتي هذا العام بعد الفوز بالمركز الأول في مسابقة النشر التي نظمتها دار "حابي" للنشر والتوزيع مؤخرًا للكتاب الشباب، وتضمنت هذه المسابقة فئات مختلفة مثل القصص القصيرة والروايات.
- بماذا تخوضين غمار أول تجربة؟
أشارك في المعرض بمجموعتي القصصية "ظل لا يموت"، الصادر عن دار "حابي" للنشر والتوزيع.
- ماذا يمثل لك المشاركة في معرض الكتاب باعتبارك كاتبة شابة؟
المشاركة في معرض الكتاب من الأحداث الثقافية المهمة لأي كاتب، كما أنه حدث جاذب لأي قارئ، وأشعر بسعادة غامرة بسبب مشاركتي في مثل هذا الحدث الثقافي البارز الذي يجذب الملايين كل عام، من مختلف الدول والثقافات المهتمين بالتعرف على كل ما هو جديد.
- ماذا تتناول مجموعتك القصصية "ظل لا يموت"؟
"ظل لا يموت" تحتوي على 15 قصة قصيرة، وناقشت فيها الجوانب النفسية لشخصيات مختلفة ورحلتها في الحياة والتحديات والأزمات التي تواجهها، والصراعات التي يعيشها الإنسان مع نفسه يوميا. القصص كلها واقعية وإنسانية ملهمة ومؤثرة من المجتمع وحولتها إلى قصص أدبية.
وهناك قصص أناقش من خلالها قضايا كثيرة، مثل حلم الشباب بالهجرة والسفر في سن العشرين، وطرحت فيها بعض المواقف والمشاعر التي يتعرض لها الشباب في هذه المرحلة والعوائق التي تمنعه من الهجرة مثل الارتباط الأسري والمكاني.
كما تضم بعض القصص الرومانسية، وتناولت فيها قضايا اجتماعية كالحب والصراعات النفسية والمشاكل التي يعيش بها المحب بسبب الانفصال والفراق، والمشاكل التي أدت للانفصال.
وأحببت أن تحتوي المجموعة القصصية على أبطال وحكايات من الواقع، وطرحت فيها قصة عن مستعمرة الجذام بأبو زعبل من خلال قصة فتاة موجودة بـ"المستعمرة".
وطرحت في المجموعة بعض القصص جمعت فيها بين الواقع والخيال، منها جزء من ثورة 23 يوليو 1952، والتغيرات التي طرأت على المجتمع المصري بعد الثورة، ومقارنة بين فكر الشباب ومشاكله قبل وبعد الثورة.
-هل هناك اختلاف بين المعرض هذا العام وبين المعارض سابقا؟
بالتأكيد، المعرض هذا العام مختلف عن الأعوام الماضية، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية المؤثرة على المستويات كلها في مصر، وبرغم الإقبال الجماهيري على المعرض، إلا أن نسبة الشراء منخفضة بشكل ملحوظ، وأصبح البعض يتعاملون معه باعتباره "فُسحة" مختلفة فقط.
وتمنيت أن تنشر مجموعتي القصصية في ظروف أفضل من ذلك، لأن السعر يحجم بعض القراء عن الشراء.
- برأيك كيف يمكن حل هذه المعضلة؟
أعتقد أن هذه المشكلة يمكن حلها عن طريق دور النشر التابعة للدولة، لا بد أن تتيح كتبا متنوعة في كل المجالات، بأسعار مخفضة، وتركز على ضخ كميات كبيرة من الكتب التي تستهوي فئة كبيرة من القراء بأسعار مدعمة تستطيع فئات كثيرة شراءها.
- كيف ترين الوضع الثقافي في مصر؟
الوضع الثقافي في مصر يمر بمرحلة تراجع ملحوظة، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار، تسبب في عدم قدرة القراء على شراء الكتب التي يرغبون في اقتنائها، وهناك أيضاً تراجع حتى على مستوى الذوق العام، فأصبح الجيل الجديد من الشباب في حالة عزوف عن القراءة، وباتوا غير مهتمين بالشأن الثقافي، إلا قلة قليلة منهم يميلون إلى قراءة الكتب الخفيفة التي لن تقدم لهم فكرا وتصورا مختلفا.
- هل لا يزال القارئ يبحث عن الكتاب المطبوع في ظل انتشار النسخ الإلكترونية؟
في وقتنا الحالي أصبحت المنافسة بين الكتب الورقية والرقمية قوية، وعن نفسي أتجه أحياناً لقراءة الكتب الإلكترونية، ولكن الكتاب الورقي أفضل بكثير بالنسبة لي فلا يمكن إنكار البهجة التي نشعر بها في حالة اقتناء الكتاب الورقي.