فضيحة «سيغنال» تهدد جولة خارجية لوزير الدفاع الأمريكي

للمرة الثانية على التوالي، يحيط الجدل بوزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، بالتزامن مع قيامه بجولة خارجية.
الشهر الماضي، قام وزير الدفاع الأمريكي بجولته الخارجية الأولى التي أثارت التوترات بعدما استبعد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
الآن، ومع وصوله إلى آسيا، يجد هيغسيث نفسه في ورطة مرة أخرى بسبب فضيحة "سيغنال" والتي تتعلق بمشاركته خططا حربية حول الهجمات على الحوثيين في محادثة جماعية عبر تطبيق "سيغنال" انضم إليها على سبيل الخطأ، صحفي من صحيفة "ّذا أتلانتيك".
ويُلقي هذا الخطأ بظلاله على تقديم هيغسيث لحليفين رئيسيين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ؛ هما اليابان والفلبين.
كما أنه يجعل انتقادات الديمقراطيين وبعض الجمهوريين لوزير الدفاع ومقدم البرامج السابق على قناة "فوكس نيوز"، بأنه غير مؤهل للمنصب، تبدو في محلها، وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وقال ميك مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع السابق في ولاية ترامب الأولى "لستَ بحاجة لأن تكون عضوًا في الجيش أو الاستخبارات لتعرف أن هذه المعلومات هي بالضبط ما يريد العدو معرفته.. ومن الواضح أن هذا يُعرّض أفراد جيشنا للخطر".
ومن المفترض أن يحاول هيغسيث خلال رحلته الآسيوية تعزيز التحالفات في المحيط الهادئ والتي قد تكون حاسمة لمواجهة الصين.
إذ يتوجه إلى غوام، مركز الدفاع الجوي الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ثم سيلتقي بالرئيسين الياباني والفلبيني، ولكن الأسئلة ستلاحقه حول ما إذا كان قد أساء التعامل مع معلومات سرية وخالف القانون.
وقال مسؤول دفاعي سابق: "إنه بالتأكيد تشتيت غير مفيد"، موضحا: "من المتوقع أن تكون أول رحلة للوزير إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ فرصة لإعطاء الأولوية للمنطقة. وبدلاً من ذلك، سيغرق في شرح كيفية حدوث خطأ سيغنال".
وقال مسؤول دفاعي سابق آخر: "الحلفاء لا يعلقون عليه آمالًا كبيرة".
"لن تشتّت الانتباه"
في المقابل، أصرت وزارة الدفاع الأمريكية على أن فضيحة "سيغنال" لن تشتّت الانتباه عن رحلة هيغسيث، إذ قال شون بارنيل المتحدث باسم "البنتاغون": "حققت الزيارة الرسمية للوزير هيغسيث إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ لتعزيز تحالفاتنا ودفع أولويات الرئيس ترامب للأمن القومي نجاحًا باهرًا، وستظل كذلك".
وأضاف: "الروايات الإعلامية التقليدية المُبالغ فيها ليست، ولن تكون أبدًا، مصدر إلهاء.. نحن مُركّزون تمامًا على مهمتنا".
وفي حين لم يذكر هيغسيث منطقة المحيطين الهندي والهادئ خلال المحادثات التي نشرتها "ذا أتلانتيك"، إلا أنه أعرب عن "اشمئزازه من الاستغلال الأوروبي" للجيش الأمريكي، ووصفه بأنه "مثير للشفقة" وهو ما أثار غضبا عبر الأطلسي.
وقال المسؤول الدفاعي السابق إنه من غير المرجح أن يُثير حلفاء مثل اليابان والفلبين تفاصيل جدل الدردشة الجماعية، حتى في الجلسات الخاصة مشيرا إلى عدم انتماء البلدين إلى تحالف "العيون الخمس" لتبادل المعلومات الاستخباراتية.
لكنه أضاف أن الجدل الذي أحاط برحلات هيغسيث كوزير للدفاع ربما يكون قد أضرّ بالثقة بين حلفاء الولايات المتحدة، الذين يتساءلون الآن عن نظرة إدارة ترامب إليهم خلف الأبواب المغلقة.
aXA6IDE4LjExNy4yMTYuMTkxIA==
جزيرة ام اند امز