الخليج و«دبلوماسية الوساطة».. خبراء «هيلي» يكشفون استراتيجيات الدور المحوري

قال خبراء إن دول الخليج أصبحت لاعبا محوريا في الجهود الدولية للوساطة وتسوية النزاعات، مستندة إلى قوتها الاقتصادية والسياسية المتنامية، وبفضل تحولها إلى مراكز مالية ولوجستية مؤثرة على الساحة العالمية.
جاء ذلك في جلسة حوارية ضمن فعاليات النسخة الثانية من منتدى "هيلي" الدولي بعنوان "الخليج العالمي: القوى الوسطى ودبلوماسية الوساطة"، شارك فيها نخبة من الخبراء والإعلاميين وصناع القرار.
الاتفاقيات الإبراهيمية
أوضحت الدكتورة ابتسام الكتبي، مؤسسة ورئيسة مركز الإمارات للسياسات، أن دولة الإمارات وسعت من نطاق دبلوماسيتها الإنسانية عبر الاتفاقيات الإبراهيمية، مستفيدة من هذه الاتفاقيات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضافت أن ذلك "يعكس قدرة الدولة على الدمج بين السياسة الإنسانية والفعالية الدبلوماسية".
وأشارت إلى أن دول الخليج تمكنت من تعزيز نفوذها الدولي بفضل تحولها إلى مراكز مالية ولوجستية مهمة، وهو ما جعل القوى الكبرى تلجأ إليها للقيام بجهود الوساطة وحل القضايا العالمية الحيوية.
السعودية وسياسة توازن
بدوره، أكد الدكتور عبدالعزيز بن صقر، مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث في السعودية، أن المملكة العربية السعودية ليست جديدة على الوساطة وتسوية النزاعات، مستشهدا بدورها التاريخي في اتفاق الطائف الخاص بلبنان، وعدد من المؤتمرات التي تناولت قضايا أفغانستان والصومال.
وأضاف أن السياسة التي انتهجها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ توليه الحكم عام 2015 تقوم على مبدأي التوازن والحياد، وهو ما تجلى في النزاع الروسي-الأوكراني، إذ حافظت المملكة على مواقف إنسانية داعمة لأوكرانيا دون الاستفزاز المباشر لروسيا، محافظًة على علاقاتها القوية معها.
قطر ودور محوري
من جانبه، أشار السفير الدكتور عبدالعزيز الحر مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية القطرية إلى الدور المحوري الذي تؤديه الدوحة في جهود الوساطة وتسوية النزاعات، مشيرا إلى وساطتها بين إسرائيل والفلسطينيين، وأيضا جهودها في أفغانستان.
وأكد الحر على ضرورة ترسيخ مكانة الخليج كمركز للوساطة والتسوية السلمية للنزاعات، عبر تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم هذه الجهود في جميع دول المنطقة، بما يعزز مكانة المنطقة على الساحة الدولية.
وتحت شعار "إعادة ضبط النظام العالمي: التجارة، التكنولوجيا، الحوكمة"، انطلقت صباح اليوم الإثنين، النسخة الثانية من منتدى هيلي، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بمشاركة دولية واسعة، وبتنظيم من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.
ويهدف المنتدى إلى إثراء النقاشات الاستراتيجية في دولة الإمارات، وتقديم إضافات علمية وبحثية، والإسهام في تحديد ملامح البيئة العالمية في ظل التحولات السريعة والعميقة التي تعيد تشكيل المشهد العالمي خلال المرحلة الحالية.