تسليح المدنيين.. تجنب «مجزرة دقيق» جديدة أم جزء من خطة اليوم التالي لغزة؟
بعد «مجزرة الدقيق» التي وضعت إسرائيل في قفص الاتهام، حاولت الدولة العبرية الفرار من مقصلة الإدانات الدولية، بإعلانها عن مقترح لـ«تسليح المدنيين».
مقترح قالت عنه صحيفة «إسرائيل هيوم»، إن المؤسسة الأمنية طلبت من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعطاءه الضوء الأخضر، لتأمين المساعدات، إلا أن الأخير لم يوافق بعد.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين كبار، قولهم، إنه «طالما أن تأمين قوافل المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة لا يتم من قبل الجيش الإسرائيلي، فإن نهبها لن يتوقف، بغض النظر عن كيفية تسليمها».
فماذا يتضمن الاقتراح؟
يدعو الاقتراح إلى «تسليح» مدنيين في قطاع غزة ممن لا يدعمون حماس، والذين «سيكونون أيضًا جزءًا من حل اليوم التالي» في قطاع غزة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وحذرت المؤسسة الأمنية، القادة الإسرائيليين من أن من يسيطر على توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة سيسيطر في نهاية المطاف على القطاع، وبالتالي يجب السماح لهذه العناصر بإنشاء «الجزر الإنسانية»، بحسب «إسرائيل هيوم».
إلا أنه مع ذلك، فإن «مسألة هوية من سيتم تسليحه لهذا الغرض لم يتم حسمها بعد، فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال إنهم لا يمكن أن يكونوا -أيضًا- أعضاء في السلطة الفلسطينية».
ومع عدم التوصل إلى حل أو حسم لهوية من سيتم تسليحهم؛ «أصبحت الخطة في طي النسيان مؤقتا»، بحسب «إسرائيل هيوم» التي قالت إنه «لم يتم إجراء مناقشة نهائية حول هذه القضية بعد لأن نتنياهو يقوم حاليًا بتأجيل القرار».
وعلمت صحيفة «إسرائيل هيوم» أن المؤسسة الأمنية أجرت مؤخرًا مناقشات بشأن قوافل الإمدادات وضرورة فصلها عن حماس، مشيرة إلى أنه حال الموافقة على المقترح، فإن «الفلسطينيين المسلحين سيتجولون في القطاع بينما لا تزال قوات الجيش الإسرائيلي تناور هناك».
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال يوم الجمعة إنه يتعيّن على بنيامين نتنياهو السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة، بعدما سُمع يقول عبر ميكروفون مفتوح إنه سيجري نقاشاً صريحاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحرب في القطاع.
«مجزرة» الدقيق
المقترح الإسرائيلي جاء بعد حوالي أسبوع، من سقوط عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين، في أثناء الحصول على مساعدات بغزة الأسبوع الماضي، في حادث عرف إعلاميا بـ«مجزرة الدقيق».
وتحولت عملية توزيع المساعدات الإنسانية إلى مأساة أدت إلى مقتل أكثر من مئة شخص في ظل تصريحات متضاربة وظروف لم يتم تحديدها بدقة.
وتنصل الجيش الإسرائيلي، الأحد، من المسؤولية عن سقوط قتلى من المدنيين، قائلا إن «مراجعة أولية خلصت إلى أن القوات لم تستهدف قافلة المساعدات وإن معظم الفلسطينيين ماتوا نتيجة التدافع».
وأضاف أن المراجعة، التي جمعت معلومات من القادة والقوات في الميدان، توصلت إلى أنه لم يتم توجيه أي ضربة تجاه قافلة المساعدات، بحسب قوله، مؤكدا أن "معظم الفلسطينيين قُتلوا أو أصيبوا نتيجة التدافع".
ماذا حدث في توزيع المساعدات؟
نقلت «فرانس برس» عن شاهد عيان قوله، إن الحادثة وقعت عندما هرع آلاف الفلسطينيين وهم في أمس الحاجة إلى الغذاء نحو شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي الواقع على شارع الرشيد في غرب المدينة.
وقال الشاهد الذي طلب عدم نشر اسمه حرصا على سلامته: «اقتربت شاحنات تنقل المساعدات من بعض دبابات الجيش التي كانت في المنطقة وانقض الحشد الذي يضم آلاف الأشخاص على الشاحنات»، مضيفًا: «أطلق الجنود النار على الحشد عندما اقترب الناس من الدبابات».
علي عوض اشقير كان من بين من ذهبوا لإحضار بعض الدقيق لأسرته التي تتضور جوعاً، فقال لـ«فرانس برس»: «في حوالي الساعة الرابعة فجرا بدأت الشاحنات بالوصول. وفور وصولها أطلق جيش الاحتلال قذائف المدفعية والرشاشات».
محمود أحمد أحد قال، إنه انتظر منذ مساء الأربعاء القافلة التي وصلت صباح الخميس، مشيرًا إلى أن الجوع أجبره على المخاطرة بالذهاب إلى مكان وصول الشاحنات على أمل الحصول على الطحين لأطفاله.