مساعدو "عشماوي".. كلمة السر في كشف ممولي الإرهاب بدرنة
نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق قال إن عملية القبض على مرعي زغبية و بهاء علي وصفوت زيدان خطوة كبيرة لتحرير مدينة درنة.
قال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق، إن عملية إلقاء القبض على الإرهابي الليبي مرعي زغبية، والمصريين بهاء علي وصفوت زيدان هي خطوة كبيرة لتحرير درنة من الجماعات المتطرفة ولم يتبقَّ سوى حى المغار، الذى تتمركز به بعض القيادات الإرهابية.
وكانت قوات الجيش الوطني الليبي تمكنت من إلقاء القبض على قيادات إرهابية برفقة الإرهابي المصري هشام عشماوي، في مقدمتهم الليبي مرعي عبد الفتاح زغبية، وهو من أبرز قيادات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وشارك الأخير في القتال بأفغانستان والعراق، وتم وضعه على قوائم الإرهاب الدولي بسبب الجرائم الإرهابية التي تورط في تنفيذها ضد الليبيين.
- اعترافات عشماوي تكشف تفاصيل تمويل قطر للإرهاب في مصر وليبيا
- السيسي يطالب بتسليم الإرهابي عشماوي من ليبيا لمحاسبته
عمليات استخباراتية متزامنة
وأكد غوقة في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" من مدينة بنغازي، اليوم الخميس، أن الجيش الليبي بجانب العمليات العسكرية، ينفذ عمليات استخباراتية دقيقة، معتبرا أن القبض على هؤلاء الأشخاص يساعد في معرفة المتبقي من التنظيمات الإرهابية بدرنة، والأماكن التي يتمركزون بها ومن يمولهم، موضحا أن الإرهابي زغبية، ضالع في عدة عمليات إرهابية ومطلوب دوليا، وله دور بارز في تنظيم القاعدة.
وزغبية من مواليد مدينة بنغازى الليبية، وتم إدراجه على قوائم الإرهاب عام 2006، وحصل على لجوء سياسي في تركيا إبان أحداث 17 فبراير/شباط 2011، وشارك في تأسيس كتيبة "راف الله السحاتي" الإرهابية، وتورط في عمليات إرهابية في عدة مدن إيطالية وصدرت ضده أحكام بالسجن، إلا أنه تمكن من الهرب والتنقل بين الدول الأوروبية حتى تمكَّن من الاستقرار في تركيا.
وأشار عبد الحفيظ غوقة إلى أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر، نجحت بشكل كبير في قطع التمويل عن الجماعات المتطرفة، وذلك عقب فرض المقاطعة على الدوحة التي موّلت وسلّحت الإرهابيين في ليبيا، مؤكدا أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الليبي ساهمت بشكل كبير في تجفيف منابع الإرهاب.
وأوضح أن قضية تمويل الجماعات الإرهابية كانت تشغل المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا، خلافا لدور الدول الأربع التى اتخذت خطوات لقطع التمويل على الجماعات الإرهابية، بوضع قائمة للكيانات والأشخاص الممولين للإهاب القطري في ليبيا، مشيرا إلى أن الجماعات المتطرفة في الشرق الليبي كانت تحظى بدعم من جماعات في غرب البلاد، عبر تمويل تلك الجماعات عبر الحكومات المتتالية التي سمحت بتمويل الإرهابيين بأموال النفط الليبي.
ضربة قاضية للإرهاب في ليبيا
وأكد نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق، أن القيادات الإرهابية التى ألقي القبض عليها رفقة عشماوي، تورطت في عمليات إرهابية ومطلوبة للقضاء، مشيرا إلى أن القبض عليهم يمثل ضربة كبيرة للجماعات الإرهابية، وأن الحرب على الإرهاب في لببيا في فصولها الأخيرة.
وشدد غوقة على أن التنظيمات الإرهابية كانت تنشط في كافة مدن الشرق الليبي في الماضي، وباتت الآن متواجدة في حي المغار بمدينة درنة؛ ما دفع إلى نزوح عدد كبير من سكان مدينة درنة لكنهم عادوا إلى المدينة عقب تحرير جزء كبير من أحيائها، ويتبقى فقط حسم المعارك تجاه المتطرفين في حي المغار.
وأوضح أن إلقاء القبض على القيادات البازرة للجماعات الإرهابية يؤكد أنها ستنهار أمام تقدم الجيش الليبي، الذي يسعى لتحرير المدينة بالكامل من قبضة المتطرفين، مشيرا إلى أن الجماعات المتطرفة انهارت أمام تقدم الجيش، وهو ما يؤكد أن الحرب الممتدة ضد الإرهاب باتت في نهايتها.
يُذكر أن الإرهابي المصري بهاء علي -ألقي القبض عليه رفقة هشام عشماوي في درنة- انضم إلى صفوف تنظيم "المرابطون" الذي شكله هشام عشماوي عام 2013، وتلقى تدريبات مع الجماعات الإرهابية في سيناء قبل التوجه إلى ليبيا والمشاركة في معسكرات تدريب المتطرفين في درنة.
صيد ثمين
بدوره قال إبراهيم بلقاسم الباحث السياسي الليبي، إن الصيد الثمين الحقيقي في عملية الجيش الليبي النوعية في درنة، تكمن بشكل فعلي في القبض على الإرهابي الليبي مرعي زغبية، كونه من القيادات المسؤولة عن التواصل والدعم اللوجسيتي للعناصر الإرهابية في عدة دول ليس في ليبيا فقط، موضحا أن لهذا دلالات خطيرة جدا، كون زعبية من عناصر الجماعة الليبية المقاتلة المصنفة من عدة دول كجماعة إرهابية.
وأوضح بلقاسم في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن أكثر من 3000 عنصر من الجماعة المقاتلة موجود في ليبيا، إضافة إلى 800 عنصر حول العالم عقب ابتعادهم عن تلك التنظيمات، منوها بوجود عشرات المقاتلين التابعة للقاعدة، ومن أبرزهم العناصر التي قاتلت إلى جانب إبراهيم الجضران، فمنهم ما لا يقل عن 60 عنصرا من الجماعة الليبية المقاتلة، وما يقرب من 10 قيادات من بينهم الساعدي النوفلي، الذي صنفته دول الرباعي العربي إرهابيا، موضحا أن المئات من الإرهابيين باتوا يشكلون خطرا حقيقيا على الأمن القومي الليبي وحتى المصري، لاختفائهم عن الرصد الأمني بسبب الأزمات التي عاشتها ليبيا وتمكن عدد كبير من الفرار خارج البلاد.
وأشار الباحث الليبي إلى تمكن أجهزة الأمن الليبية من رصد عدد من العناصر الإرهابية التي كانت ترغب في توجيه ضربة تستهدف الأمن القومي المصري خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مؤكدا أن القبض على الإرهابي مرعي زعبية ومن معه أحبط هذا التهديد، نظرا لارتباط زعبية بعناصر وتنظيمات إرهابية في مصر، سواء عبر هشام عشماوي أو عبر الحارس الشخصي صفوت زيدان أو حتى عبر الإرهابي المصري بهاء علي وآخرين.
وأكد بلقاسم أن الجيش الليبي استهدف طيلة السنة الماضية عدة جرافات وسفن تنقل الدعم والإسناد للجماعات الإرهابية في المياه الليبية، وتمكنت سرية سوسة البحرية المقاتلة وسلاح الجو الليبي من احتجاز تلك السفن التي كانت تحمل ذخيرة ومتفجرات مهربة من خارج ليبيا لدعم الإرهابيين.
aXA6IDEzLjU4LjQwLjE3MSA= جزيرة ام اند امز