قصة نجاح هنري نستلة.. مأساة رضاعة تحول عامل الزجاج إلى "ملك الألبان"
تعتبر شركة "نستلة"، واحدة من أكبر شركات المواد الغذائية بأنواعها على مستوى العالم، وتتميز منتجاتها بالجودة التي أكسبتها ثقة المستهلكين.
الفضل في تأسيس هذه الشركة العملاقة يعود لمؤسسها رائد الأعمال الملهم، هنري نستلة، الذي أسسها في عام 1866.
نشأة هنري نستلة
كان هنري نستلة من مواليد مدينة فرانكفورت الألمانية عام 1814، وكان ينتمي لأسرة كبيرة تضم إلى جانب أبويه، 13 أخا وأختا، كان نستلة من بينهم في الترتيب هو الحادي عشر.
بسبب متطلبات أسرته الكبيرة، كان هنري نستلة مجبرا على العمل في سن صغيرة، حيث امتهن مهنة صناعة الزجاج، التي تعلمها من والده وكانت مهنة أجداده من قبله، غير أن العمل في سن مبكرة، لم يمنع هنري نستلة من إتمام سنواته الجامعية بنجاح، وحصوله على شهادة في علم الكيمياء والصيدلة.
الحياة المهنية لهنري نستلة
بعد إتمامه لسنواته الجامعية في ألمانيا، توجه هنري نستلة للسفر إلى سويسرا واستقر هناك بمدينة فيفي بالقرب من جنيف.
في ذلك الوقت كان هنري نستلة في سن الـ22 عاما، وتولى هناك وظيفة تتبع دراسته الجامعية بمجال الصيدلة، وأتقن عملية إعداد العقاقير، وعن طريق هذه الوظيفة، جمع مبلغ مكنه من إنشاء أول مصنع خاص به لبيع مركبات الأعشاب، وكان في ذلك الوقت قد بلغ سن الـ29.
ظهور فكرة تأسيس شركة هنري نستلة
حصل هنري نستلة على فكرة تأسيسه لشركته العملاقة المنتجة للمواد الغذائية حين استمع لقصة طفل من سكان المنازل المحيطة به في سويسرا.
هذا الطفل، كان يعاني من سوء التغذية لرفضه للرضاعة بشكل طبيعي من والدته، ولما شعر به من الأسى على هذا الطفل، قرر أن يبتكر منتجا يساعد الأطفال التي تعانين من الأمر نفسه، وهو عبارة عن منتج حليب من نوع خاص، يصنع من الحليب البقري والدقيق والسكر، ليكون بديلا غذائيا متكاملا وصحيا عن حليب الأم.
وفي بداية طرح المنتج، لم يلق إقبالا كبيرا من المستهلكين، غير أن هنري لم يستسلم وظل في محاولة الترويج لمنتجه، حتى نجح في تجربته مع طفل يعاني من سوء التغذية بسبب رفضه للرضاعة الطبيعية في عام 1867، وكانت هي عام الانطلاق للشركة العملاقة "نستلة".
وعلى مدار ما يزيد عن عقد، أسهمت شركة نستلة في سد احتياجات الغذاء للشعوب بمختلف منتجاتها، والآن الشركة تنتج أكثر من 8500 نوع مختلف من المنتجات الغذائية، ولديها أكثر من 489 مصنعا في أنحاء العالم.