التهاب الكبد في أفريقيا.. 90 مليون مصاب و125 ألف وفاة
يحدث التهاب الكبد عادة بسبب عدوى فيروسية، لكنه ينطوي على عوامل خطر تزيد من فرص الإصابة بالمرض الذي يصيب الملايين على مستوى العالم.
والتهاب الكبد هو أحد الأمراض التي تؤدي إلى التهاب أنسجة الكبد، وتؤثر على مئات الملايين من الأفراد على مستوى العالم، ويطلق عليه اسم "القاتل الصامت".
ويشير هذا المرض إلى مجموعة من الأمراض المعدية المعروفة بمتغيراتها المختلفة، مثل التهاب الكبد A وB وC وD وE، وتلعب بعض عوامل الخطر دوراً في الإصابة، مثل الاستهلاك المفرط للكحول وبعض الأدوية والسموم، والإصابة بحالات طبية معينة.
ويتم الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد 28 يوليو/تموز من كل عام، بهدف توعية الناس بالعبء العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي، والدعوة إلى تغيير حقيقي من خلال تعزيز الوقاية والتشخيص والعلاج.
وتم الاعتراف باليوم العالمي لالتهاب الكبد بعد صدور قرار في مايو/أيار 2010 خلال الدورة الثالثة والستين لجمعية الصحة العالمية، واختيار هذا التاريخ جاء ليتوافق مع ذكرى ميلاد الحائز على جائزة نوبل باروخ صموئيل بلومبرج، الذي اكتشف فيروس التهاب الكبد B وقام بإنشاء اختبار تشخيصي وتطعيم له.
أرقام عن التهاب الكبد في أفريقيا
بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد، كشف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا عن أحدث الأرقام لضحايا هذا المرض في القارة السمراء.
وقال الدكتور ماتشيديسو مويتي، في رسالة بثها، الثلاثاء، إن هذا "القاتل الصامت" مسؤول عن وفاة نحو 125000 شخص في أفريقيا كل عام، على الرغم من توافر العلاج.
يهدف موضوع هذا العام "تقريب رعاية التهاب الكبد إليك"، إلى تسليط الضوء على الحاجة إلى تقريب رعاية التهاب الكبد من مرافق الرعاية الصحية الأولية، وكذلك المجتمعات؛ لضمان وصول أفضل إلى العلاج والرعاية.
ووفقاً للمسؤول، يعيش أكثر من 90 مليون شخص مصابين بالتهاب الكبد في أفريقيا، وهو ما يمثل 26% من الإجمالي العالمي.
ولكن نظرًا لأن المرض لا يتم اكتشافه في الغالب بسبب عدم وجود أعراض حتى فوات الأوان للعلاج، فإن الخسائر في الأرواح التي يمكن الوقاية منها هي النتيجة المأساوية.
وكشف مويتي عن إطلاق منظمة الصحة العالمية في الإقليم الأفريقي بطاقة قياس الأداء لعام 2021 الخاصة بالتهاب الكبد، حيث كشفت اختبارات الدم عن ارتفاع معدل انتشار التهاب الكبد B في أكثر من 8% من إجمالي السكان في 19 دولة.
وأضاف: "بالنسبة لالتهاب الكبد الوبائي C، يبلغ معدل الانتشار في 18 دولة أكثر من 1%، بينما لا يزال انتقال التهاب الكبد B من الأم إلى الطفل مرتفعاً، مع انتشار بنسبة 2.5% بين الأطفال دون سن الخامسة في الإقليم".
وتمكنت 14 دولة فقط من الإقليم الأفريقي من خفض هذا العدد إلى 1%، وهو ما تم تحقيقه من قبل جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية الأخرى.
ووفقا للمسؤول، ذكّرنا تقرير التهاب الكبد العالمي لعام 2021 بأن 2% فقط من الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد B في أفريقيا يعرفون حالتهم، وأن أقل من 1% يتلقون العلاج.
وبالنسبة لالتهاب الكبد الوبائي C، يعرف 5% فقط من المرضى حالته بمعدل علاج ينذر بالخطر بنسبة 0%، كما تلقى 6% فقط من الأطفال لقاح التهاب الكبد B عند الولادة الذي يمنع انتقال الفيروس من أمهاتهم.
وعلق المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا: "هذه مهزلة بالنظر إلى قدرة لقاح التهاب الكبد B المتاح على إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح".
القضاء على التهاب الكبد في أفريقيا
المسؤول الأممي أوضح أن هناك العديد من العوائق الأساسية التي تحول دون القضاء على المرض وتعوق خدمات علاجه.
وتشمل العوائق الرئيسية أن خدمات التهاب الكبد تتمركز في المدن والمناطق الحضرية الرئيسية، ويتم تقديمها في المقام الأول من قبل المتخصصين، إلى جانب التكلفة العالية للتشخيص والأدوية، وعدم كفاية منصة المختبرات، وفقا للمسؤول.
في عام 2021، اعتمدت منظمة الصحة العالمية في الإقليم الأفريقي إطار 2021-2030 للاستجابة المتكاملة متعددة القطاعات لمرض السل وفيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي والتهاب الكبد في المنطقة.
والهدف هو إدخال لقاح التهاب الكبد B عند الولادة في 35 دولة عضو، وتشخيص ما لا يقل عن 30% من المصابين بالتهاب الكبد المزمن، وحصول 30% من المصابين بالتهاب الكبد B والتهاب الكبد C على العلاج.
لكن للوصول إلى هذه الطموحات، يجب على البلدان أن تتقدم نحو الرعاية اللامركزية، وهو ما تدعمه منظمة الصحة العالمية بإطلاق مواد تدريبية هادفة لتمكين العاملين الصحيين من توسيع نطاق تقديم خدمات التهاب الكبد B والتهاب الكبد C المبسطة.
ورأى المسؤول أن التطورات الواعدة العديدة في الكفاح من أجل القضاء على التهاب الكبد هي سبب للأمل، حيث بدأ إطلاق الاستراتيجيات العالمية بشأن التهاب الكبد في عامي 2016 و2022، جنبًا إلى جنب مع زيادة الإرادة السياسية، ما ترجم إلى عمل.
على سبيل المثال، أصبحت أدوية التهاب الكبد في متناول الجميع مع أسعار منخفضة الآن تصل إلى 60 دولارًا لكل مريض في دورة علاج التهاب الكبد الوبائي لمدة 12 أسبوعًا.
في رواندا، تلقى أكثر من 50000 مريض العلاج بحلول نهاية العام الماضي، وتقوم دول مثل بنين وبوركينا فاسو وموزمبيق وأوغندا بتعبئة الموارد المحلية لتنفيذ برامج التهاب الكبد.
ودعا مويتي جميع الحكومات الأفريقية إلى الالتزام بتحقيق اللامركزية في الرعاية إلى مستوى الصحة الأولية، والوصول إلى الجميع بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، وإعطاء الأولوية للتمويل لمواجهة هذا التهديد الصحي الذي يمكن الوقاية منه.
وحث على على تعزيز قدرات الأنظمة الصحية لفحص التبرع بالدم بحثًا عن التهاب الكبد، ولضمان استخدام المحاقن مرة واحدة فقط والتخلص الآمن منها، باعتبارها عوامل تسهم في انتقال التهاب الكبد.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA= جزيرة ام اند امز