خالد عزب لـ"العين الإخبارية": السياسة الثقافية في الإمارات تعمق من قيمة المتاحف

رئيس اللجنة الوطنية للمتاحف في مصر يؤكد أهمية ترجمة علم المتاحف في الدول العربية، مشيدا بدور الإمارات في الاهتمام بالثقافة المتحفية.

قال الدكتور خالد عزب، رئيس اللجنة الوطنية للمتاحف في مصر، إن الوطن العربي يعاني من ندرة الخبراء والمتخصصين في مجال المتاحف، موضحاً أن متاحف عرض القطع الأثرية والتاريخية باتت جزءاً من الماضي ولا تتناسب مع الوضع العالمي للمتاحف خلال العصر الحالي.

• المتاحف وقاعات الموسيقى مجانا للمضارين من الإغلاق الحكومي في أمريكا

وأضاف عزب لـ"العين الإخبارية"، أن انعقاد القمة الثقافية في أبوظبي ومناقشتها لمستقبل وواقع المتاحف خطوة في الاتجاه الصحيح، مشيداً بالسياسات المتحفية التي تتبناها الإمارات على صعيد البنية الأساسية والممارسات والسياسات الثقافية، واهتمامها الواسع بالثقافة والتربية المتحفية.

وعلّق على القضايا التي يطرحها مؤتمر الثقافة العربية الذي انطلق، الإثنين، في أبوظبي، قائلاً: "دولة مثل نيوزيلندا استطاعت تذويب الفوارق بين السكان الأصليين لها والسكان الوافدين إليها، وصمموا متحفاً يوضح كيف يمكن الاندماج بين أطياف المجتمع بشكل قوي وفعال، وتكرر الأمر ذاته في كندا، وتمت معالجة أزمة السكان الأصليين مع هؤلاء الوافدين إليها، كي يوضحوا أن هناك قدراً معقولاً من التعايش وقبول الآخر يسمح به المجتمع الكندي".

وأشار رئيس اللجنة الوطنية للمتاحف، مدير المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، إلى أن المتاحف العربية لم تصل لهذا المستوى، لافتاً إلى أن الدول العربية لم تعط الضوء الأخضر للمنظمة العربية للمتاحف كي تمارس عملها في هذا الخصوص.

وقال: "من يعمل في مجال المتاحف في العالم العربي، فإنه في الحقيقة يمارس عمله تحت مظلة الاتحاد الدولي للمتاحف".

وأضاف عزب: "نحتاج إلى تسليط الضوء على علم المتاحف في الجامعات العربية؛ حيث نعاني من ندرة الخبراء والمتخصصين في مجال المتاحف على المستوى العربي، وهناك العديد من الدخلاء ومدعي المعرفة ممن أقحموا أنفسهم في هذا المجال وادعوا معرفتهم به، وهذا يعود إلى سبب عدم اهتمامنا بعلم المتاحف بالقدر الكافي".

وشدد على أهمية توطين وترجمة علم المتاحف في الدول العربية، مشيداً بدور الإمارات في الاهتمام الواسع بالثقافة والتربية المتحفية.

وتابع بقوله: "السياسة الثقافية في دولة الإمارات تعمق من قيمة المتاحف، وهو موضوع مهمل في أغلب الدول العربية، رغم أن عدداً قليلاً من الدول العربية بدأت تنظر للموضوع بعين الاعتبار، وتضع في حسبانها أهمية علم المتاحف".

وأشاد عزب بمستوى المتاحف الموجودة في أبوظبي وخص جزيرة السعديات، كما شدد على القيمة العلمية لمعهد الشارقة للتراث الذي يمتلك برنامجاً للتعامل مع المتاحف، مؤكداً أن الإمارات تشهد حالياً حالة غير مسبوقة من الزخم المتحفي، سواء في متحف لوفر أبوظبي أو في عدد من المتاحف المفتوحة بدبي والشارقة.

ورفض فكرة الاعتماد على استقدام خبراء أجانب لتطوير علم المتاحف عربياً، موضحاً أن الخبير الأجنبي يأتي ليضع خلاصة تجربته، ولكنه في النهاية ليس مواطناً، ولا يشعر بالقيمة التاريخية والمشكلات المجتمعية وأبعادها وطرق التعامل معها.