تطوان تحتضن مؤتمر "في الحاجة إلى التأويل" نهاية إبريل
بمشاركة باحثين من مختلف أنحاء العالم العربي
إشكالية الراهن وتأويل النص الديني، وموضعة التأويل في النص الأدبي، وتأويل النص التاريخي، والتأويل في الفلسفة أهم محاور المؤتمر.
يعقد مختبر التأويليات والدراسات النصية واللسانية ومركز دراسات الدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والترجمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان "جامعة عبد المالك السعدي" يومي 25 و26 أبريل الجاري، مؤتمرا علميا بعنوان "في الحاجة إلى التأويل" بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في الجامعات العربية والمغربية.
وعن موضوع ومحاور المؤتمر، يقول د. محمد الحيرش، منسق مختبر التأويليات، إنه "كان من أولويات المختبر التفكير في محور علمي مرتبط بانشغالاته العلمية والفكرية، فكان أن وقع الاختيار على موضوع: (في الحاجة إلى التأويل) نظرا إلى اتصاله الحيوي براهن الفكر وأسئلته الملحة، ولم يكن اختيارنا هذا منحصرا في النظر إلى التأويل بوصفه معرفة جاهزة تنطبق على نصوص وموضوعات مختلفة فحسب، بل كان نابعا من استشكال هذه المعرفة وإبراز ما يتخفى فيها من مضمرات معرفية وفلسفية، ومن تلمس الآفاق الممكنة التي يقودنا إليها الفكر التأويلي المعاصر، ولهذا جاءت الأرضية العلمية التي صيغت فيها أسئلة هذا المؤتمر مستجيبة لذلكم الاختيار ومعمقة لرهاناته".
وتتطرق محاور المؤتمر إلى: تأويل التراث في ضوء حاجات الراهن، وإشكالية الراهن وتأويل النص الديني، وموضعة التأويل في النص الأدبي، وتأويل النص التاريخي، والتأويل والنص القانوني، والتأويل والنص العرفاني، ومناحي التأويل في البلاغة، وحدود التأويل الفلسفي، وأخلاقيات التأويل.
تكمن أهمية المؤتمر في وجود حاجة ملحة إلى التأويل اليوم كقضية لها أهميتها البالغة في تحسين الممارسة التأويلية، وتتصل هذه القضية بشرط الحرية، وتجنب الهاجس المنهجي في التأويل واستنباط المعاني، بمبرر أن المنهج متصل بالعلوم ومحاكاتها في مراميها وأدواتها. ويسعى المؤتمر لتأكيد فكرة أنه لا مناص في التأويل من عمل منهجي قائم على آليات وضوابط.
ويتضمن برنامج المؤتمر عددا من الأوراق البحثية التي يناقشها المشاركون من مختلف أنحاء العالم العربي، حيث يتحدث عبدالسلام بنعبد العالي عن “التأويل في الفلسفة، بورقة بحثية تتناول جانب "في المعرفة والسلطة”، وعز العرب لحكيم بناني: “الهيرمنيوطيقا والنظرية الاجتماعية”، وفوزية ضيف الله (جامعة تونس): “نيتشه المتعدد، في لا نهائية التأويل”.
وتتمحور الجلسة العلمية الثانية حول “التأويل في اللسانيات وفلسفة اللغة” بمشاركة محمد غاليم: “بعض مقتضيات الكفاية المعرفية في لسانيات الخطاب وتأويله”، ومحمد الرحالي: “عن التأويل”، ومحمد الحيرش: “تحولات اللغة وتحولات التأويل: نحو تأويلية فيلولوجية”.
ويتواصل المؤتمر في يومه الثاني بجلسة عن “التأويل في الأدب”، يستهلها عبد الرحيم جيران بمحاضرة بعنوان “من التأويل إلى التآول”؛ وفيما يتطرق محمد بازي إلى “مشروع القارئ البليغ: المسار المسلوك والأفق المنتظر”، ويقدم نزار مسند قبيلات (الجامعة الأردنية- عمان) ورقته البحثية بعنوان “من التخيل التاريخي إلى التأويل.. في رواية الأسير الفلسطيني باسم خندقجي”، لتختتم الجلسة بمداخلة عبد الرحمن التمارة “التراث السردي.. التأويل بالحكاية عبد الفتاح كيليطو نموذجا”.
وتشتمل الجلسة الرابعة على مداخلات لعبد اللطيف محفوظ، بعنوان "آليات التأويل الانفعالي.. قراءة في تأويلات عبد الفتاح كيليطو"، ويتطرق عبد الله بريمي إلى “السميائيات الثقافية والضرورة التأويلية”، ويشير محمد بوعزة إلى "تأويل النص.. من الجماليات إلى السياسات"، ويتحدث محمد مساعدي عن "الحقيقة والتأويل بين التنظير العلمي والأدبي.. من الإبدال البنيوي إلى الإبدال التأويلي".
وتنطلق الجلسة العلمية الخامسة المخصصة لمقاربة "التأويل في النص الديني والنص التاريخي" بمداخلة مولاي أحمد صابر حول "التأويل.. قراءة جديدة في التداول اللغوي للمفردة بين الشعر والقرآن"؛ وعبد الرحيم الحسناوي، الذي يتطرق إلى "النص التاريخي.. دلالات التفسير والتأويل"، فيما يتحدث أحمد مونة عن "مقتضيات النفي في الاستدلال الاستصحابي في النظر الأصولي"، ويناقش رشيد بن السيد في ورقته البحثية" منهج النقد التاريخي للنص المقدس عند سبينوزا".