كتائب حزب الله العراق.. إرهاب في الداخل والخارج بـ"تأشيرة إيرانية"
كتائب حزب الله العراق تأسست بعد تحالف 5 فصائل ظهرت في أعقاب الغزو الأمريكي في 2003 تنفيذاً لأجندة إيران في خارج وداخل العراق.
تاريخ قصير لكتائب حزب الله العراق، تمتد جذوره لنحو 16 عامًا، غير أنه ملغم بالعمليات الإرهابية في المنطقة، والتي حاكها ونفذها مسلحون بغطاء رسمي في كثير من الأحيان.
وتأسست كتائب حزب الله العراق بعد تحالف 5 فصائل ظهرت في أعقاب الغزو الأمريكي في 2003، حيث اندمجت مليشيات "لواء أبو الفضل العباس" و"كتائب كربلاء" و"كتائب علي الأكبر" و"كتائب السجاد" و"كتائب زيد بن علي"؛ تنفيذاً لأجندة إيران في خارج وداخل العراق.
رغم أن الكتائب غير ممثلة في حزب سياسي؛ فإنها تنتشر بجناحين مدني يتمثل في مؤسسات تابعة لها: (جمعية كشافة الإمام الحسين، مؤسسة المصباح الثقافية، مؤسسة الزينبيات النسوية الثقافية، ومؤسسة النخب الأكاديمية)، وآخر عسكري.
وبدأت الكتائب نشاطها أولًا في محافظات العراق الجنوبية مثل العمارة والناصرية والسماوة ثم امتد نشاطها إلى بقية أنحاء البلاد ولاحقا تورطت في الحرب السورية بأوامر من طهران التي اندفعت هي الأخرى للساحة أملا في تثبيت موضع قدم جديد في بلاد الشام.
استهداف القوات الأمريكية
مع بداية ظهورها، تعمدت الكتائب إخفاء هويتها المذهبية وتبعيتها لإيران؛ إذ روجت منذ عام 2003 إلى أنها تستهدف القوات الأمريكية حتى إخراجها من العراق.
وبالفعل وسعت هذه الكتائب الإرهابية من خريطة عملياتها العسكرية، لتمتد من بغداد إلى البصرة في الجنوب، بجانب المناطق الشرقية والغربية والشمالية من العاصمة.
بمرور السنوات خلعت كتائب الله العراق أقنعتها معلنة تأييدها لإيران، وذلك عبر مجموعة رسائل حملت لغة تهديد واضحة لواشنطن حال استمرار "أعمالها العدائية ضد طهران"، وهو ما ردت عليه الولايات المتحدة بإدراجها على قوائم الإرهاب في 2009.
لكن بعد انسحاب الأمريكيين من العراق في نهاية 2011 حاولت الترويج لاسمها الجديد حزب الله-النهضة الإسلامية.
وتتبع هذه الكتائب أسلوب عمل شبيه بمليشيا حزب الله اللبناني الإرهابية، خاصة أن المشرف العام على هذه الحركات كان عماد مغنية، أحد أبرز القادة العسكريين للحزب والذي قُتل في غارة إسرائيلية بسوريا عام 2015، ما جعلها متأثرة بأسلوب عمله وتؤمن بولاية الفقيه.
استهداف معسكر ليبرتي
لم يكن توجيه ضربات للأمريكيين هو الوحيد لـ(كتائب حزب الله) في العراق؛ بل امتدت أذرعها لتقصف معسكر ليبرتي، الذي يضم قوات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بنحو 50 صاروخاً.
ولعل أبرز تلك الهجمات على (ليبرتي)، والذي كان قاعدة عسكرية أمريكية في السابق، وقعت في عام 2013 وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى حيث يقيم فيه نحو 3 آلاف عضو في منظمة مجاهدي خلق.
الحدود السعودية
مع تنفيذ كتائب حزب الله العراق هجمات على الحدود السعودية، أعيد فتح الملف الأمني الخاص بالشريط الحدودي؛ حيث ظلت الكتاب تماطل وترفض الانسحاب من نقاط وجودها.
وبحسب وسائل إعلام عراقية فإن الكتائب تسيطر على 6 مواقع داخل منطقة النخيب الموجودة على الحدود السعودية؛ حيث توجد فيها منذ عام 2016، رغم صدور قرار رسمي من بغداد بإخلائها وتسليمها للجيش.
تهديد الكويت
لم تسلم الكويت كذلك من الأعمال العسكرية الإرهابية التي نفذتها كتائب حزب الله الإرهابية، بإشارة من نظام المرشد في طهران.
وسبق أن حذرت الكتائب في عام 2011 الشركات العاملة في مشروع ميناء مبارك الكويتي من الاستمرار في العمل هناك، وكان ذلك في بيان منشور على الموقع الإلكتروني لـ(حزب الله العراق).
حينها زعمت كتائب حزب الله العراق أنها لم تنس الدعم الذي قدمته الكويت لنظام صدام حسين في حرب السنوات الثمان ضد إيران (1988-1980).
التوسع تحت زعم مواجهة داعش
خارج حدود العراق، وتحديداً على أراض الجارة سوريا، شاركت كتائب حزب الله في معارك طهران من أجل ضمان موقع قدم جديد مستندة على قدرات عسكرية واستخباراتية إيرانية.
شاركت "حزب الله" في المعارك الجارية في سوريا، وسيطرت على طريق بغداد-دمشق، إضافة إلى بعض الأماكن المهمة داخل سوريا.
ولا يخفى على أحد الدور الذي أدته الكتائب في دعم حكومة رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، المدعومة من إيران.
كما استغلت الكتائب الحرب على داعش في العراق وانضوت تحت مظلة الحشد الشعبي مستفيدة من صبغته شبه الرسمية لكنها مارست جرائم اختطاف مدنيين على أساس مذهبي في محافظات لم تكن توجد بها من قبل.