"فخ".. المعارضة اللبنانية ترفض حوار "حزب الله" المزعوم
موقف موحد أعلنته المعارضة اللبنانية برفض دعوات "حزب الله" المتكررة لـ"الحوار المزعوم"، بشأن أزمة انتخاب رئيس جديد للبلاد.
ووصف عدد من ممثلي المعارضة في الوقت ذاته، عبر أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، دعوات الحوار، بأنها بـمثابة "فخ منصوب للبنانيين"، مشيرين إلى أن حل أزمة انتخاب الرئيس، يتحقق عبر إبقاء جلسة انتخاب الرئيس الجديد مفتوحة في شكل جلسات متتالية حتى يتم انتخاب رئيس للجمهورية، دون تحديد لعددها.
وفشل برلمان لبنان خلال جلسته العامة الثانية عشرة التي عقدت الأربعاء 14 يونيو/حزيران الماضي، في انتخاب رئيس يخلف ميشال عون الذي انتهت ولايته منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس، لم يحصل لا سليمان فرنجية المرشح الذي تدعمه جماعة حزب الله وحلفاؤها، ولا جهاد أزعور وزير المالية السابق ومرشح قوى معارضة ونواب مستقلين على العدد الكافي من الأصوات للفوز.
وحصل أزعور على تأييد 59 صوتا من أصل 128 نائبا في البرلمان في تصويت أولي، أي أقل من الثلثين المطلوبين للفوز في الجولة الأولى. وفي المقابل، حصل فرنجية على 51 صوتا.
وإزاء الفشل المتكرر لمجلس النواب في انتخاب الرئيس، يواجه لبنان شللا سياسيا غير مسبوق في ظل امتداد الشغور الرئاسي، ومجلس وزراء غير كامل الصلاحيات، وانقسام البرلمان، وذلك وسط أزمة اقتصادية خانقة.
ويتمدد الفراغ تدريجيا ليشمل كل مرافق الدولة مع اقتراب انتهاء ولاية حاكم "مصرف لبنان"، أواخر يوليو/تموز الحالي، وقيادة الجيش أواخر العام الحالي.
تشدد
ومجددا، زعم النائب محمد رعد رئيس تكتل "الوفاء للمقاومة" (الذراع السياسية لحزب الله)، في مناسبة خاصة للحزب، اليوم الإثنين، أن "المعبر الإلزامي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في ظل المعطيات والظروف الراهنة، هو الحوار للتفاهم حول هذا الأمر".
وفي تعنت جديد، قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"، الشيخ علي دعموش، قبل أيام، إن "عناد الفريق الآخر، ورفضه للحوار يبقي باب الحل مقفلا إلى أجل غير مسمى، ونحن نصر على الحوار لأننا لا نرى طريقا يؤدي إلى حل مشكلة الرئاسة والخروج من الأزمات التي تعصف بالبلد غير الحوار".
لكنه واصل حديثه بشكل ناقض به نفسه، بقوله إن "سحب خيار سليمان فرنجية (مرشح الحزب) من بين الخيارات المطروحة لرئاسة الجمهورية في أي حوار هو أمر غير وارد، فنحن متمسكون بدعم هذا الخيار، وربط الحوار بإسقاطه هو إقصاء مرفوض وتحد لا يمكن أن نقبل به".
وفي تعقيبه، رأى النائب فادي كرم، عضو تكتل الجمهورية القوية (التكتل النيابي لحزب القوات)، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الحوار الذي يدعو له حزب الله هو "فخ منصوب للبنانيين".
وقال إن"الحزب يهدف إلى إدخالنا في عملية نقاش عقيم يأخذنا الى التخلّي عن الدستور واعتماد أوراق تسوية يُنفّذ منها ما يُناسبه،ويضرب بعرض الحائط ما يقف عائقاً بوجه مخططاته لتغيير هوية لبنان".
وأضاف أن "تجاربنا مع محور المُمانعة (حزب الله وحلفائه) ما زالت ماثلة أمامنا، ولبنان يدفع حاليا ثمن اتفاقات مشابهة"، مضيفا أن "حزب القوات يعمل على لم شمل القوى السياسية تحت شعار احترام الدستور اللبناني والشراكة اللبنانية".
كرم قال أيضا إن "واجب الوقت حاليا هو الانتخاب لا الحوار".
الدور الخارجي
وحول تعويل البعض على زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان المرتقبة للبنان من أجل حل أزمة انتخاب الرئيس، أكد كرم "نحن لا ننتظر حلول من الخارج، بل ندعو إلى إحجام الخارج على عقد تسويات مع محور المُمانعة على حساب مصلحة اللبنانيين والدستور اللبناني والهوية اللبنانية".
وأشار إلى أن "الدستور ينص على عقد جلسات متتالية لا تحديد لعددها".
من جهته، قال النائب غياث يزبك، عضو تكتل الجمهورية القوية عبر حسابه على "تويتر"، إن "إصرار حزب الله على الحوار المزعوم، يستهدف تعطيل الاستحقاق الرئاسي ويمهّد لفرض رؤية الدويلة للبنان".
وأوضح "من هنا، ندعو للوحدة وللعمل على إسقاط أقنعته (حزب الله) المزيّنة بالتسميات الخادعة".
كما أكد النائب أنطوان حبشي عضو تكتل "الجمهورية القوية"، في حديث إذاعي اليوم، أن "حزب الله اعتاد منذ العام 2005 على القيام بما يريد وهو يتجه بلبنان إلى الهاوية، واليوم لا يستطيع فرض ما يريده بدليل أنه غير قادر على فرض مرشحه لرئاسة الجمهورية".
وقال إن "حزب الله، حين يقع في مشكلة يدعو للحوار، وعندما يعبر المرحلة الصعبة يعود إلى سابق عهده، وعندما تتأزم الأمور يذهب إلى الحرب".
وأضاف "نحن نقول لهم الآن: لا تعوّلوا على الخارج فالحلّ في لبنان وعبر عقد دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية".
في سياق متصل، أعلن النائب المستقل غسان سكاف تأييده لمبادرة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والمتمثلة في الدعوة إلى جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، ومن ثم الذهاب إلى الحوار الهادف".
وقال في حديث إذاعي: "أتخوف من خطورة التطبيع مع الفراغ بعد أن أصبح الاستحقاق الرئاسي في المراتب الخلفية ومسألة تعيين حاكم مركزي جديد طُويت لأسباب سياسية".
فيما علق النائب سامي الجميّل، رئيس حزب الكتائب، في حديث إذاعي، على أزمة الفراغ الرئاسي قائلا: " لم نرفض الحوار ونحن دعاة حوار، لكن المطروح علينا التعطيل ومحاولة فرض الحوار فرضا".
وأضاف الجميّل أنه "كمواطن لبناني كرامتي منتهكة بسبب أن دولتي المخطوفة من قبل الحزب الذي يورّطني بسياسات لا أوافق عليها".
بدوره، قال النائب إلياس حنكش، عضو تكتل الكتائب النيابية، إنه "لا يمكن الذهاب إلى حوار لمجرّد تمرير الوقت ولغرض إقناعنا بمرشح حزب الله سليمان فرنجية".
وأضاف "نسعى لتوحيد العدد الأكبر من النواب حول مُرشّح مُعيّن، وكان الأجدى بالفريق الآخر التنازل عن مُرشحه والتوجه نحو مُرشح مقبول من الجميع".