معضلة الرئاسة.. هل تنتشل "اليد الخارجية" لبنان من مأزقه؟
على مدار التاريخ مر لبنان بأزمات طوال كان للقوى الخارجية يد كبير في إنهائها في كثير من الأحيان، وهو ما تعول عليه قوى سياسية لحل معضلة
الشغور الرئاسي.
فالقوى الخارجية هي التي أنهت الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت بين عامي 1975 و1990 من خلال اتفاق الطائف للسلام، وتكرر الأمر في 2008 حينما حال اتفاق دون انزلاق لبنان في صراع.
لكن الموقف الحالي يتجه للسوء حتى بمعايير هاتين الأزمتين؛ إذ استُنزفت موارد الدولة جراء انهيار مالي مستمر منذ 2019، وفشل البرلمان للمرة الـ12 في انتخاب رئيس جديد.
اليد الخارجية
وفي هذا الإطار قال وائل أبو فاعور النائب الدرزي بالبرلمان: "الكل ينتظر الآن إذا أحد يأتي بسلّم من الخارج لينزلنا كلنا عن الشجرة".
وأضاف لـ"رويترز": "المناخ إيجابي في المنطقة.. من المفترض أن نستفيد نحن من هذا المناخ".
لكن النائب المسيحي آلان عون كان أكثر حذرا، إذا قال لـ"رويترز": "تتركز الأنظار الآن على ما قد تسفر عنه الاتصالات الدولية في نهاية المطاف، ما أخشاه هو ألا ينتج شيء عن الحراك بالمنطقة".
وفي محاولة جديدة لكسر الجمود، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، حول موضوع لبنان.
فيما يقول دبلوماسيون فرنسيون، إن "الانفراجة السعودية الإيرانية ربما يكون لها أثر إيجابي، ويأمل ماكرون في إقناع الرياض بدعم أي حلول وسط محتملة".
وتوجه المبعوث الفرنسي جان-إيف لودريان إلى بيروت للتشاور مع الأحزاب. وقال لودريان: "ليس في جعبتي أي خيارات. سأستمع للجميع".
وفشلت جهود ماكرون بصورة متكررة في حل أزمات لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت في 2020.
ويرى كثيرون أن النخبة السياسية الحاكمة مسؤولة عن عرقلة تنفيذ الإصلاحات لحماية مصالحها الشخصية.
فيما قالت دوروثي شيا السفيرة الأمريكية لدى لبنان إن "البرلمان هو المنوط به التوصل إلى توافق على اختيار رئيس بوسعه العمل مع حكومة لتنفيذ الإصلاحات".
وأضافت في تصريحات صحفية: "ينصب الكثير من الاهتمام على التقارب بين إيران والسعودية وتأثيره المحتمل على لبنان".
وقالت: "نحن أيضا نأمل في تخفيف حدة التوتر بالمنطقة. لكننا نعلم أيضا أن التغيير الحقيقي في لبنان لن يأتي من خارج حدود بلادكم، فالمستقبل في أيديكم أيها اللبنانيون".
معضلة الشغور الرئاسي
وينتظر ساسة لبنان المتشاحنون، تدخل قوى أجنبية لحل الأزمة المتعلقة بمن سيشغل مقعد الرئاسة تاركين بلادهم تسير نحو كارثة مع اقتراب أجهزتها المتداعية من حافة الانهيار.
والخلاف حول من سيشغل مقعد الرئاسة المخصص للطائفة المارونية يضع حزب الله المدعوم من إيران في مواجهة مع منافسين من بينهم الأحزاب المسيحية الرئيسية، وهو ما يضفي على الخلاف صبغة طائفية واضحة.
وأحبط حزب الله محاولة من المنافسين في الأسبوع الماضي لانتخاب جهاد أزعور، وهو مسؤول كبير بصندوق النقد الدولي ووزير سابق للمالية، معلنا تمسكه بمرشحه سليمان فرنجية.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTIuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز