عسكريون لـ«العين الإخبارية»: «جز الرؤوس» تمهيد إسرائيلي للحرب الكبرى
خروقات أمنية غير مسبوقة يواجهها حزب الله اللبناني، وسط تصاعد حدة التوتر مع الجيش الإسرائيلي، ما تسبب في تكبده خسائر مؤلمة.
وقصف سلاح الجو الإسرائيلي، الجمعة، مبنى يجتمع فيه قيادات من حزب الله، من بينهم إبراهيم عقيل، رئيس منظومة العمليات في حزب الله والقائد الفعلي لقوة الرضوان، فيما يرى مراقبون التقتهم "العين الإخبارية" أن التحركات الإسرائيلية تؤشر على بداية الحرب تجاه الجنوب اللبناني.
وارتفعت حصيلة الاستهداف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية، إلى نحو 12 قتيلا وإصابة 66 آخرين بينهم 9 حالات حرجة، وفق السلطات اللبنانية.
- الرد أو تآكل الردع.. نتنياهو ينتزع شرعية الحرب باستفزاز نصر الله؟
- أمريكا وضعت 7 ملايين دولار مقابل معلومات عنه.. من هو إبراهيم عقيل؟
استثمار حالة الإنهاك
وقال المحلل العسكري اللبناني العميد الركن المتقاعد يعرب صخر إن اغتيال عنصر من عناصر الصف الأول في حزب الله يؤكد الانكشاف الأمني للحزب.
وذكر صخر أن إسرائيل بدأت تستفيد من حالة الإنهاك، التي مارستها بحق الحزب منذ بداية عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول، ودلل على ذلك بقدرة الجيش الإسرائيلي على اصطياد رؤوس الحزب الكبيرة داخل معاقله بالضاحية الجنوبية.
وأوضح أن استراتيجية الاغتيالات الإسرائيلية تتزامن مع استراتيجية أخرى تستهدف ضرب البنية العسكرية التحتية لحزب الله، من أجل إنهاكه عسكريا، وتقليص قدراته الصاروخية، باعتبارها خطوة واسعة نحو شن العملية الكبرى.
واليوم الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي قصفه في الجنوب اللبناني نحو 100 هدف لحزب الله، الذي توعد أمينه العام الخميس إسرائيل "بحساب عسير" بعد تفجير آلاف من أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصره.
وعلى مدار الأسبوع المنقضي وقعت سلسلة تفجيرات دامية استهدفت عناصر الحزب في لبنان بعد أيام قليلة من إعلان إسرائيل توسيع حربها في غزة إلى الحدود الشمالية مع لبنان.
وألقى حزب الله وإيران، الداعم الرئيسي له، باللوم في التفجيرات على إسرائيل التي لم تعلق على ذلك.
استراتيجية الأرض المحروقة
وتابع صخر: "نشهد من الآن فصاعدا، استراتيجية عسكرية إسرائيلية (جز العشب)، تقوم على مبدأ الحرق فوق الأرض، والاختراق تحت الأرض، وتعميقها شمالا حتى تصل لعمق 15-20 كيلومترا كمرحلة أولى، من خلال كثافة النيران وزيادة الغارات الجوية".
وأشار إلى أن إسرائيل ركزت على العمليات الاستخبارية الفاعلة، وتمكنت من رصد واستهداف العقل المعلوماتي للحزب إبراهيم عقيل، ومن قبله رئيس أركان الحزب فؤاد شكر.
وشدد على أن إسرائيل تسعى لاستدراج حزب الله إلى رد يتجاوز الخطوط الحمراء، المرسومة من قبل إيران وأمريكا، بهدف استعادة ثقة بين عناصر الحزب واستراتيجية الردع المتوازن.
إطلاق صواريخ باليستية
وتساءل صخر.. هل سيطلق حزب صواريخه الباليستية التي لم يستخدمها حتى الآن؟ مشيرا إلى أن إسرائيل تدفع الحزب اللبناني للجوء لهذا السلاح، ما يعني كشف منصات إطلاقها، الأمر الذي ربما يسهل استهدافها حال اندلاع المواجهة الشاملة.
ووسط تباين المعلومات بين إسرائيل وحزب الله حول مصير إبراهيم عقيل، فإن القيادي الذي استهدفته الغارة الجوية، يترأس فرقة الرضوان "النخبة".
وتتحدث المعلومات المتوفرة عن تسمية عقيل رئيسا للأركان، عقب اغتيال القيادي البارز شكر.
وفي 21 يوليو/تموز 2015 صنفت وزارة الخزانة الأمريكية عقيل "إرهابيا" بموجب الأمر التنفيذي 13582 لقيامه بالعمل لصالح حزب الله أو نيابة عنه.
وبعد ذلك، في 10 سبتمبر/تشرين الثاني 2019 صنفت وزارة الخارجية الأمريكية عقيل بأنه إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي 13224 بصيغته المعدلة.
ويقدم برنامج مكافآت من أجل العدالة مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمعلومات عن عقيل.
وتقول وزارة العدل الأمريكية "يخدم إبراهيم عقيل، المعروف أيضا باسم تحسين، في مجلس الجهاد، الذي هو أعلى هيئة عسكرية في حزب الله".
عودة التوازن للشمال
في السياق، قال الخبير العسكري الاستراتيجي، ناجي ملاعب، لـ"العين الإخبارية"، إن إسرائيل نزعت ورقة التوت عن بيئة حزب الله الجيوسياسية، بنجاحها في اختراق جهاز اتصالات الحزب.
وتابع:" درسنا في العلوم العسكرية إنه حينما تنتصر في عمل ما، يجب عليك استثمار هذا النصر، وهذا ما فعلته إسرائيل باستهداف القيادي إبراهيم عقيل، ويبدو أن إسرائيل متمسكة بإعادة التوازن إلى الشمال بمعايير أخرى".
وشدد ملاعب على أنه يبدو من القرارات التي اتخذت على المستوى السياسي في تل أبيب، تحرر الجيش الإسرائيلي من القيود السابقة.
منوها إلى أن الموضوع لن ينتهي عند استهداف شخصية واحدة، وأنه ستكون هناك مفاجآت أكثر كما يعد الجيش الإسرائيلي.
إلى ذلك، تبدو الإشارات في إسرائيل حول تحرك بري تجاه لبنان متضاربة، فمن ناحية فإن هذه المؤشرات واضحة ومن ناحية ثانية تعارض الولايات المتحدة الأمريكية عملية برية إسرائيلية في لبنان في ذروة الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
كما أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن، الجمعة، أن نتنياهو سيغادر الثلاثاء إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث ينتظر أن يلقي خطابه الجمعة على أن يغادر في طريق عودته لإسرائيل بعد انتهاء السبت.
aXA6IDM0LjIzOS4xNTAuMTY3IA== جزيرة ام اند امز