حزب الله يحاول قطع الطريق على التوجه العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة لتحييد إيران ووضعها تحت المراقبة
من الواضح أن تهديدات حزب الله الإرهابي فعليا تفوق إمكاناته، فلا يوجد في الحقيقة معايير يمكن من خلالها قياس حجم التهديدات التي تطلقها مليشيا حزب الله وفاعليتها في مقابل قدرته الحقيقية على تنفيذ أي منها.
فمع كل مواجهة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية نجد حزب الله يسارع إلى إقفال المشهد بسرعة خوفا من تطورات غير محسوبة يمكنها أن تضاعف من خسائر الحزب في المواجهة.
وحزب الله يسعى دائما لتحقيق انتصار معنوي، مستغلا ذلك الخلل الكبير في الدولة اللبنانية، وكذلك عبر اعتماده المستميت على العاطفة الشعبية.
المشهد السياسي في لبنان خلال العامين الأخيرين بالتحديد يوحي بانحسار كبير للمشهد العاطفي المؤيد لحزب الله، المواطن اللبناني تغيرت اهتماماته بشكل كبير، وبدأنا نسمع مطالبات إصلاحية للمنظومة اللبنانية والمشهد السياسي بالكامل.
هذه الصحوة في المشهد اللبناني حتى وإن كانت تبدو نواة صغيرة يتم بلورتها واحتواؤها مع كل مظاهرة أو دعاية سياسية شعبية في لبنان، إلا أنها تؤكد وجود تغير إيجابي في الرؤية المغلوطة التي كان الشعب اللبناني يرى فيها حزب الله ونشاطاته تحت مفهوم "المقاومة".
حزب الله يحاول قطع الطريق على التوجه العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة لتحييد إيران ووضعها تحت المراقبة ومنعها من امتلاك سلاح نووي يهدد المنطقة والعالم.
تراكم الأسئلة حول لبنان شعبيا وعربيا لا يستثني حزب الله من المعادلة، فكثير من الدول العربية تدرك أن هذا الحزب هو تهديد مباشر على المنطقة، وما يلفت النظر هو تزايد المنفصلين عن فكرة حزب الله وتمثيله لما يسمى "المقاومة"، فالحزب أصبح فعليا غير قادر على الظهور بنفس الدرجة التي كان يظهر بها خلال السنوات الأربع الماضية على الأقل.
حزب الله يحاول قطع الطريق على التوجه العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة لتحييد إيران ووضعها تحت المراقبة ومنعها من امتلاك سلاح نووي يهدد المنطقة والعالم، وهذا ما يفسر ذلك الظهور السريع للحزب ومن ثم الاختفاء بنفس السرعة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
حزب الله كان ولا يزال خطرا على الداخل اللبناني وعلى المنطقة العربية بأكملها، أما عن كونه يشكل خطرا على إسرائيل فهذه خدعة كشف زيفها التاريخ الطويل من ممارساته تجاه إسرائيل التي تدرك الواقع الفعلي لهذا الحزب.
ما حدث في الأيام القليلة الماضية ومحاولة مليشيا حزب الله الهرب وبسرعة إلى الوراء يعكس الكثير من السيناريوهات الجديرة بالتدقيق، وخاصة ما يمكن القول إنه حدث خلف الكواليس، ومن تلك السيناريوهات أن الحكومة اللبنانية بجناحها المؤيد للحزب قد أرسلت رسالة سريعة له مفادها أن الدولة اللبنانية والأزمات الداخلية وأزمة كورونا لن تحتمل المزيد وخاصة مع إسرائيل مما يستوجب التوقف.
ثانيا: إدراك الحزب أن ردود الفعل العربية حول مواجهة إسرائيل لن تكتسب ذلك الكم الهائل من العاطفة الشعبية تحديداً، فالوعي العربي وبدون شك بدأ وبشكل تدريجي فهم حقيقة حزب الله.
أما السيناريو الثالث فإن عملية حزب الله كانت محاولة يائسة لتخفيف الحصار الذي يواجهه الحزب في أوروبا وتواجهه إيران من أمريكا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة