لم يكتف نظام ولاية الفقيه في إيران بتلك الإهانة لمشاعر المسلمين ولم يكترث بطلبات علماء المسلمين الذين خدعوا بحوارات التقارب.
في الصف الثالث الابتدائي كان لدي زميل لا يليق، من باب التأدب واحترام القارئ، وصفه إلا بالتافه وصغير العقل. كان هذا «الزميل» يقوم بالوشاية على أصدقائه الطلبة و«عنادهم» في كل ما يطلبون من مساعدة في الدراسة. وظلت هذه الصفة «الطفولية النذلة» معه حتى كبر، واستمرت وأصبحت هذه الصفة متأصلة فيه.
فصل جديد من فصول تنظيم «حزب الله» الإرهابي في المنطقة، ولغة الشوارع الفعلية والسياسية التي يطبقها التنظيم ما هي إلا صورة للانحدار العظيم الذي وصل إليه هذا الحزب الإرهابي
تذكرت هذا الزميل وأنا أتابع تداعيات تسمية شارع في مدينة بيروت باسم الإرهابي مصطفى بدر الدين، الذي تعتبره المحكمة الدولية في لاهاي المتهم الأول في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ولأن اعتدال ووسطية ولا طائفية رفيق الحريري أرقت تنظيم «حزب الله» الإرهابي في حياته، فهي لا تزال تقهره في مماته، فلا يجد هذا الحزب إلا أسلوب «الجكر» الطفولي الخبيث للرد على المحكمة الدولية، ولكن هذا ليس نهج تنظيم «حزب الله» الإرهابي وحده، ولأنه أيضاً يتبع نظام ولاية الفقيه في طهران فهو يستمد هذه «النهفات» من مصدرها الرئيسي. فالنظام الإيراني أطلق أحد أهم شوارع طهران على اسم أبي لؤلؤة المجوسي، وهو القاتل المجرم الذي قتل الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه صاحب رسول الله وخليفته، الذي يحظى بمكانة مهمة عند جمهور المسلمين.
ولم يكتف نظام ولاية الفقيه في إيران بتلك الإهانة لمشاعر المسلمين ولم يكترث بطلبات علماء المسلمين الذين خدعوا بحوارات التقارب مع هذا النظام الطائفي في إلغاء اسم هذا الشارع، بل ورفض الفكرة تماماً وبقي اسم الشارع على ما هو عليه. كما لم يكتفِ نظام ولاية الفقيه بهذه الإهانة بل استمر في التطاول على أكبر بلد عربي مسلم، وسمي اسم شارع رئيسي في طهران على اسم المجرم الإرهابي خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس أنور السادات، ولم يعبأ بإهانة مشاعر المصريين بل كان يفعل ذلك عن علم ودراية أن في ذلك إهانة صريحة لهم.
واستمرت سياسة «الجكر» الطفولي الخبيث هذه عندما أطلق نظام ولاية الفقيه اسم الإرهابي نمر النمر على شارع مقابل مقر البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران في تحدٍ سافر للمشاعر السعودية، وتزكية لكل عفن طائفي جاءت به بعد ثورة الخميني على المنطقة بأسرها. ولذلك ليس بغريب أن ينهج تنظيم «حزب الله» الإرهابي هذا النهج الرخيص، فنحن نتعامل مع تنظيم إرهابي تابع لدولة إرهابية بامتياز. وقد سبق للتنظيم استفزاز دولة الكويت بتسمية أحد الشوارع في بيروت باسم الإرهابي عماد مغنية المتهم في عملية محاولة اغتيال أمير الكويت الشيخ جابر وعملية خطف الطائرة الكويتية قديماً.
نظام ولاية الفقيه نظام معاد لمحيطه الإسلامي والعربي، بل إنه معاد للسلام الدولي لرعايته لكثير من التنظيمات الإرهابية، والعمليات المسلحة حول العالم باعتراف أهم الدول وكبرى المنظمات الدولية.
سياسة الشوارع التي يتبناها تنظيم «حزب الله» الإرهابي في لبنان «جكارة» بخصومه هي مرآة لنفسية مريضة وطائفية بامتياز يصعب العيش معها ويستحيل احترامها. فصل جديد من فصول تنظيم «حزب الله» الإرهابي في المنطقة، ولغة الشوارع الفعلية والسياسية التي يطبقها التنظيم ما هي إلا صورة للانحدار العظيم الذي وصل إليه هذا الحزب الإرهابي.
كما غنت صوت لبنان السيدة فيروز ذات يوم وقالت: «سكروا الشوارع... عتموا الشارات... زرعوا المدافع... هجروا الساحات»... هذا هو حال من يقع أسيراً لدى تنظيم «حزب الله» الإرهابي.
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة