سلاح حزب الله ونيران الجنوب وخطة ترامب.. سلام يضبط بوصلة لبنان
شدد على ضرورة أن يتحول حزب الله لحزب سياسي غير مسلح، وشبه الوضع على الحدود مع إسرائيل بـ"حرب استنزاف"، ورحب بخطة السلام الأمريكية.
ملفات عديدة توقف عندها رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، في مقابلة مع مجلة "باريس ماتش" الفرنسية، كاشفا بذلك عن البوصلة في بلد ينبض على وقع التحديات.
سلاح حزب الله
في ملف نزع سلاح حزب الله، أكد سلام أن الهدف هو "استعادة احتكار الدولة للسلاح جنوب نهر الليطاني خلال 3 أشهر" عبر عملية متعدّدة المراحل لتحويل الحزب إلى حزب سياسي من دون جناح مسلّح.
وأوضح أنه "في الأشهر الثلاثة الأولى، سيكون الهدف احتواء الأسلحة: أي نقل أو استخدام للأسلحة سيُحظر جنوب نهر الليطاني".
وأضاف: "ثم ستُركز المرحلة الثانية على المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني وصيدا (جنوب)"، مشددا على أن "الهدف النهائي واضح: إعادة ترسيخ احتكار الدولة للقوات المسلحة، كما هو منصوص عليه في اتفاق الطائف لعام ١٩٨٩ (أنهى الحرب الأهلية اللبنانية)".
ويسري منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل إثر مواجهة دامية لمدة عام، تمّ التوصل إليه برعاية أمريكية وفرنسية.
وينصّ الاتفاق على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.
وإضافة إلى الغارات المستمرة التي تشنها، أبقت إسرائيل قواتها في 5 تلال في جنوب لبنان، في حين نصّ الاتفاق على انسحابها الكامل من المناطق التي توغلت داخلها خلال الحرب.
وفي أغسطس/آب الماضي، اتخذت الحكومة اللبنانية قرارا بتجريد حزب الله من سلاحه، ووضع الجيش اللبناني خطة من 5 مراحل لسحب السلاح، في خطوة سارع الحزب إلى رفضها، واصفا القرار بأنه "خطيئة".
خطة ترامب
بخصوص الموقف من خطة السلام الأمريكية، قال نواف سلام: "رحّبنا بخطة ترامب لعدة أسباب؛ فهي تنص على تقديم مساعدات إنسانية فورية لغزة، دون تهجير سكانها، كما أنها تعارض ضم الضفة الغربية، وتعترف، على الأقل من حيث الجوهر، بإمكانية حل الدولتين.. لهذا السبب رحّبنا بها".
وأضاف: "أعتقد أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يتعامل مع الحرب كراكب دراجة؛ إن توقف، سقط".
ولفت إلى أنه "لهذا السبب ما زلت قلقا بشأن الوضع: على الحدود مع لبنان، نواجه حرب استنزاف، ليست حربًا شاملة، بل حربًا تُنهك الجميع".
ومع استمرار إسرائيل في غاراتها على جنوب لبنان، يقول سلام: "لقد أجرينا بالفعل مفاوضات مع إسرائيل، لا سيما بشأن ترسيم الحدود البحرية، قبل عامين. لذا، هذه ليست المرة الأولى، وما نطالب به اليوم هو التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار والذي لا يزال غير محترم".
ولفت إلى أن الإسرائيليين "لم ينسحبوا بالكامل: ما زالوا يحتلون عدة نقاط في جنوب لبنان ويحتجزون رهائن لبنانيين. لكي يكون وقف إطلاق النار حقيقيًا، يجب تنفيذه، لا مجرد إعلانه".
دعم الجيش
في رسالة إلى الرئيس اللبناني جوزيف عون، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "تصميمه" على تنظيم مؤتمر لدعم القوات المسلحة اللبنانية، وآخر لإعادة إعمار البلاد، بحلول نهاية عام ٢٠٢٥.
وفي معرض حديثه عن التوقعات من هذه المبادرة، قال سلام: "نعول بشدة على هذا المؤتمر المزدوج الذي تُنظمه فرنسا والمملكة العربية السعودية بشكل مشترك. جيشنا يفتقر إلى الموارد والعتاد، وجنوده يتقاضون رواتب متدنية".
وأكد أهمية "معالجة هذا الوضع. سنحتاج أيضا إلى تجنيد أعداد كبيرة، لا سيما مع انسحاب قوات اليونيفيل (الأممية) من البلاد على المدى المتوسط. يجب ملء هذا الفراغ بجيش وطني قوي ومجهز بشكل جيدا".
وبناء على ما تقدم، اعتبر ماكرون أن "المساعدة الفرنسية أساسية - ليس فقط على الصعيد العسكري، بل أيضا على الصعيدين الاقتصادي والمؤسسي".