بـ«الدبابير السوداء» وعناصر حزب الله... هكذا تستعد فنزويلا لحرب ترامب

مع إعطاء الرئيس دونالد ترامب الضوء الأخضر لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لشن عمليات سرية ضد كاراكاس، أعلنت فنزويلا اكتمال خطة الدفاع الخاصة بها.
ويتهم الرئيس الأمريكي نظيره الفنزويلي بالضلوع المباشر في عمليات التهريب، وبتزعم كارتيل مخدرات، وهو ما ينفيه مادورو.
وأثارت تصريحاته غضب مادورو الذي أمر بإجراء تدريبات عسكرية في جميع أنحاء البلاد.
وقال في تسجيل صوتي نُشر عبر تطبيق «تليغرام» السبت: «اليوم، استكملنا جميع مناطق الدفاع المتكاملة في البلاد».
تدريبات عسكرية
وأعلن إجراء تدريبات عسكرية جديدة أطلق عليها اسم «الاستقلال 200».
ويتم تنفيذ غالبية هذه التدريبات ليلا ولا تنتهي بتمركز قوات عسكرية بشكل دائم.
وبثّ التلفزيون الرسمي لقطات لجنود يغادرون ثكناتهم.
كذلك، شاركت الشرطة وموظفو الحماية المدنية وأفراد في مجموعات مدنية في التدريبات التي تجريها فنزويلا، وسط التوترات مع الولايات المتحدة.
الدبابير السوداء
وكشفت تقارير استخباراتية أمريكية، عن أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يتحصّن في مخبأ محفور داخل أحد التلال المطلة على قاعدة «فورت تيونا» العسكرية في العاصمة كاراكاس، مُحاطًا بوحدة من القوات الخاصة الكوبية تُعرف باسم «الدبابير السوداء».
وكشفت تقارير استخباراتية أمريكية عن أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يتحصّن في مخبأ محفور داخل أحد التلال المطلة على قاعدة "فورت تيونا" العسكرية في العاصمة كاراكاس، محاطًا بوحدة من القوات الخاصة الكوبية تُعرف باسم "الدبابير السوداء".
ويأتي ذلك فيما تستعد القوات الأمريكية المنتشرة في منطقة الكاريبي لشنّ عمليات عسكرية تهدف إلى الإطاحة بمادورو، الذي تتهمه واشنطن بدعم شبكات تهريب المخدرات وتمويل الجماعات المسلحة، بحسب صحيفة ذا صن.
استراتيجية "المقاومة المطوّلة"
أعلن الرجل الثاني في النظام، ديوسدادو كابيّو، عن خطة دفاعية تحمل اسم "المقاومة النشطة المطوّلة"، متوعدًا بتحويل أي غزو أمريكي إلى حرب استنزاف طويلة. وقال في اجتماع مع قادة الجيش والمليشيات: "يظنون أنهم سيدخلون ويخرجون بسهولة، لكننا سنجعلهم عالقين هنا لمئة عام".
تصريحات كابيّو، وفق مراقبين، تكشف نية النظام في تحويل البلاد إلى ساحة مواجهة مفتوحة، حتى وإن كان الثمن دمارًا يشبه ما حدث في غزة أو العراق.
انقلاب عسكري؟
في المقابل، تعتقد إدارة ترامب أن استعراض القوة الأمريكية، عبر المدمرات المزودة بصواريخ نووية والغواصات النووية المنتشرة قبالة السواحل الفنزويلية، قد يدفع كبار ضباط الجيش إلى الإطاحة بمادورو وتسليمه مقابل مكافأة مالية تصل إلى 50 مليون دولار.
ويؤكد الجنرال المنشق ماركو فيريرا، أحد كبار الضباط السابقين، أن أول صاروخ توماهوك سيسقط كفيل بتفكك الجيش الفنزويلي. لكنه يشير إلى أن النظام نشر داخل الوحدات العسكرية عناصر يُعرفون بـ"السيكاريوس" -أي القتلة المأجورين- بهدف مراقبة الولاء وتنفيذ الإعدامات الفورية لأي قائد يشكّ في نواياه.
ترسانة روسية ومليشيات في الظل
يمتلك مادورو ترسانة ضخمة من الأسلحة الروسية، تشمل منظومات دفاع جوي إس-300 وصواريخ بوك، وسربين من مقاتلات سو-30، ونحو 100 دبابة تي-72، إضافة إلى مروحيات مي-35 الهجومية.
لكن تقديرات البنتاغون تشير إلى أن معظم هذه القدرات ستُدمّر خلال الساعات الثماني الأولى من أي هجوم أمريكي.
ورغم ذلك، يزعم مادورو أنه قادر على حشد "مليون" مقاتل من مليشيا الشعب، في حين تشير التقارير إلى أن القوة الحقيقية لا تتجاوز بضعة آلاف من مليشيات "الكولكتيفوس" الموالية له، التي تتلقى تدريبات على حرب المدن وتتحرك بسرّية تامة.
حزب الله والعصابات الكولومبية
تؤكد تقارير استخباراتية وجود تنسيق وثيق بين "الكولكتيفوس" وتنظيم حزب الله اللبناني. ويقول الجنرال المنشق كريستوفر فيغيراس، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات، إن نحو ألف عنصر من حزب الله يتمركزون في جزيرة مارغريتا، التي تحوّلت إلى مركز لغسل الأموال ونشاطات تمويلية تحت غطاء السياحة.
كما ينتشر 400 عنصر قرب قاعدة ماراكاي، و200 آخرون في مدينة فالنسيا الساحلية يعملون مع شبكات تهريب المخدرات.
ويضيف فيغيراس أنه وقّع بنفسه مئات جوازات السفر الفنزويلية لعناصر قادمين من الشرق الأوسط لا يتحدثون الإسبانية.
وفي أحد مراكز التدريب في كاراكاس، يُشرف اللبناني نصر الدين -الذي تصنفه واشنطن كأحد عناصر حزب الله- على صالة رياضية تدمج بين التدريب القتالي والعروض الدعائية التي تمجّد الهجمات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي المناطق الحدودية مع كولومبيا، تسيطر جماعات "فارك" و"جيش التحرير الوطني" على طرق تهريب الكوكايين، وتتعاون مع مسؤولين محليين موالين للنظام، بينهم حاكم ولاية تاتشيرا فريدي بيرنال، وهو أحد مؤسسي مليشيات "الكولكتيفوس".
خطر الصواريخ المحمولة
تشير تقديرات الاستخبارات الأمريكية إلى أن فنزويلا تمتلك نحو 6 آلاف قاذفة صواريخ محمولة من طراز إيغلا-إس، قادرة على إسقاط المروحيات والطائرات الأمريكية. وقد شوهدت بعض هذه الأسلحة في أيدي مليشيات "الكولكتيفوس" داخل كاراكاس.
كما تنتج القوات الجوية الفنزويلية نسخًا محلية من الطائرات الإيرانية "شاهد-131" الانتحارية، يُعتقد أن بعضها قد يُسلَّم لخلايا حزب الله تحت إشراف مستشارين عسكريين إيرانيين.
فرص نجاح محدودة
بحسب تقديرات الدكتور إيفان إليس، خبير شؤون أمريكا اللاتينية في كلية الحرب الأمريكية، فإن احتمال نجاح أي عملية أمريكية لاعتقال مادورو لا يتجاوز 30%، مشيرًا إلى أن الحرس الكوبي لن يسمح بسقوطه حيًا، وقد يسعى لتهريبه إلى البرازيل أو كولومبيا، اللتين تحتفظان بعلاقات ودّية مع نظامه.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز