ضغط الدم المرتفع.. واجه عدوك الصامت بسلاح المعلومات
باحثة بالمركز القومي للبحوث تقدم لـ"العين الإخبارية" معلومات تفصيلية عن مسببات مرض ضغط الدم المرتفع وكيفية الوقاية منه.
يقول المثل الشعبي "اعرف عدوك"، وليس هناك أخطر من عدو يتسلل إليك خلسه لينال منك بعد إحكام قبضته عليك، بطريقة يصعب الفكاك منها. وضغط الدم المرتفع أحد الأمراض التي تتسلل إلى الجسم خلسه، ولا يعرف الإنسان أنه مصاب بالمرض إلا بعد بلوغه مرحلة حادة للغاية أو مهددة للحياة، ولذلك سموه "القاتل الصامت".
وحتى تستطيع أن تواجه هذا العدو الصامت يجب أن تتعرف على إمكانياته والأسلحة التي يستخدمها للتسلل إلى جسمك، وكيف تستطيع أن تقي نفسك من شروره، وهي المعلومات الأساسية التي تقدمها لـ"العين الإخبارية" الدكتورة هند عباس عبدالرازق الباحثة بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومي للبحوث بمصر.
أولا: ما هو ضغط الدم؟
يتم تحديد ضغط الدم من خلال كمية الدم التي يضخها قلبك ومقدار مقاومة تدفق الدم في الشرايين.. وكلما يضخ القلب كمية من الدم كبيرة وكانت الشرايين ضيقة كان ضغط الدم مرتفعا.
ومن الممكن أن تُصاب بارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم) لسنوات دون ظهور أي أعراض، ويزيد ارتفاع ضغط الدم غير المتحكم فيه من خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، بما فيها النوبة القلبية والسكتة الدماغية.
وعلى الرغم من هذه السلبية الخطيرة لهذا المرض، فإنه يمكن الكشف عنه بسهولة باستخدام جهاز الضغط، وبمجرد أن تعرف أنك مصاب به يمكن أن تتعاون مع طبيبك للتحكم فيه.
الأعراض
لا توجد علامات أو أعراض لدى معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم، وقد يعاني بعض المصابين بارتفاع ضغط الدم به من حالات الصداع وضيق التنفس أو نزيف الأنف، ولكن هذه العلامات والأعراض ليست محددة ولا تحدث عادة إلا بعد بلوغ ارتفاع ضغط الدم مرحلة حادة للغاية أو مهددة للحياة.
عوامل الخطر
وتوجد في المقابل عوامل الخطر وتتضمن:
- العمر: يزداد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم العمر.. ويعد ارتفاع ضغط الدم هو الأكثر شيوعا لدى الرجال خلال فترة منتصف العمر المبكر، أو في نحو عمر 45.. وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم بعد سن 65.
- العِرق: ينتشر ارتفاع ضغط الدم بين ذوي البشرة السوداء بشكل خاص، وغالبا ما يتعرضون للإصابة به في سن مبكرة أكثر من ذوي البشرة البيضاء.
- التاريخ العائلي: يميل ارتفاع ضغط الدم للانتشار بين أفراد الأسرة الواحدة.
- عدم الحفاظ على نشاطك البدني: يميل معدل ضربات القلب لدى الأشخاص الذين يعيشون حياة غير نشطة إلى الزيادة.. وكلما زاد معدل ضربات القلب يجب على القلب أن يعمل بجدية مع كل عملية انقباض وزادت القوة الضاغطة على الشرايين.
- زيادة الوزن أو السمنة: كلما زاد وزنك احتجت إلى كميات أكبر من الدم لإمداد الأنسجة بالأكسجين والمواد الغذائية.. وكلما زاد حجم الدم الذي يسير عبر الأوعية الدموية يزيد الضغط أيضا على جدران الشرايين.
- التبغ: ليس التدخين أو مضغ التبغ فقط هو ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل مؤقت على الفور، ولكن يمكن للمواد الكيميائية الموجودة في التبغ أيضًا العمل على إتلاف بطانة جدران الشرايين.. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تضييق الشرايين، ما يزيد من ضغط الدم. كما يمكن للتدخين السلبي زيادة ضغط الدم.
زيادة الملح (الصوديوم) في النظام الغذائي: يمكن أن تؤدي زيادة الصوديوم في نظامك الغذائي إلى احتفاظ الجسم بالسوائل، ما يزيد من ضغط الدم.
نقص البوتاسيوم في النظام الغذائي: يساعد البوتاسيوم على توازن كمية الصوديوم في الخلايا. في حالة عدم الحصول على ما يكفي من البوتاسيوم في نظامك الغذائي، فقد تتراكم كمية كبيرة من الصوديوم في دمك.
الضغط النفسي: يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الضغط النفسي إلى زيادة ضغط الدم. إذا كنت تحاول الاسترخاء بتناول المزيد من الطعام أو استخدام التبغ أو شرب الكحول، فإنك قد تزيد من مشكلات ارتفاع ضغط الدم فقط.
بعض الأمراض المزمنة: يمكن لبعض الحالات المزمنة أيضًا زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم، مثل مرض الكلى وداء السكري.
5 طرق مساعدة للوقاية من ضغط الدم
إن تغيير نمط الحياة يمكن أن يساهم بشكل كبير في السيطرة على ضغط الدم المرتفع، وينصح بالآتي:
1- ممارسة الرياضة بانتظام، والإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي للجسم.
2- تناول طعاما صحيا، وجرّب الطرق الغذائية لوقف فرط ضغط الدم التي ترتكز على الفاكهة، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والدجاج، والأسماك، ومنتجات الألبان منخفضة الدهون.
3- احصل على كفايتك من البوتاسيوم، الذي يساعدك في منع ارتفاع ضغط الدم والسيطرة عليه.
4- قلل من تناولك للدهون المشبعة والمتحولة.
5- قلل الملح في نظامك الغذائي، بحيث يقتصر على 1500 ميلليجرام (ملجم) يوميا بالنسبة إلى الأشخاص البالغ عمرهم 51 عامًا أو أكبر، أو الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أو السكري أو مرض كلوي مزمن.. غير ذلك، يمكن للأصحاء تناول 2,300 ملجم أو أقل يوميًا.
