دراسة بريطانية: الغذاء الغني بالدهون يهدد بفقدان البصر
الباحثون وجدوا أن خلايا الظهارة الصبغية في شبكية العين "RPE" تتمتع بدرجة كبيرة من المرونة يتم فقدها بسبب التغذية السيئة.
كشفت دراسة لجامعة ساوثهامبتون البريطانية أن اتباع نظام غذائي غير صحي يشمل الأطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول يمكن أن يسهم في تطوير العين لأمراض ربما تؤدي في النهاية إلى فقدان البصر.
وأظهرت الدراسة التي نشرتها دورية بحوث التغذية الجزيئية والأغذية "Molecular Nutrition & Food Research"، كيف تتضرر خلايا الظهارة الصبغية في شبكية العين (RPE) بسبب سوء التغذية، لكنها كشفت أيضا عن طريق علاجي جديد محتمل يمكن من خلاله إنقاذ هذه الخلايا قبل حدوث أمراض تتطور مع العمر مثل الضمور البقعي (AMD).
والضمور البقعي مرض يسبب العمى، ولا علاج له ويحدث بسبب العوامل الوراثية والعوامل الخارجية مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم أو زيادة الوزن، ويؤثر على الرؤية المركزية التي تُستخدم لقراءة الوجوه والتعرف عليها، وهو السبب الرئيسي لفقدان البصر في المملكة المتحدة، ويصاب به أكثر من 600 ألف شخص.
وخلال الدراسة التي نشرت هذا الشهر وجد العلماء أن خلايا الظهارة الصبغية في شبكية العين "RPE" السليمة تتمتع بدرجة كبيرة من المرونة للتعامل مع الظروف المتغيرة في عين كبار السن، في حين أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون يمكن أن يعطل هذه المرونة، ما يتسبب في أضرار طويلة المدى وبالتالي فقد البصر.
وتعمل الخلايا RPE الصحية على تحليل المنتجات الثانوية الناتجة عن الأنشطة اليومية لمستقبلات الضوء من خلال نظام التخلص من النفايات في الخلايا، الذي ينتهي في حويصلات صغيرة تسمى الليزوزومات.
وأوضحت النتائج التي توصلت إليها الدراسة كيف أن نظام التخلص من النفايات في خلايا RPE يتضرر من جراء مسارات الأمراض غير الصحية التي يحركها النظام الغذائي الغني بالدهون.
والخطوة التالية التي سيعمل عليها هي معرفة ما إذا كان من الممكن تفادي هذا النوع من الضرر من خلال التغذية الأفضل، وما إذا كانت خلايا RPE المجهدة أو التالفة يمكن أن توفر علاجات جديدة محتملة يتم تطويرها لعلاج بعض مرضى الضمور البقعي AMD.
وعن أهمية هذا البحث، تقول الدكتورة أرجونا راتناياكا، المحاضرة في علوم الرؤية بجامعة ساوثهامبتون في تقرير نشره موقع الجامعة: "على الرغم من أن آثار سوء التغذية في صحة العين قد تمت دراستها في أعداد كبيرة من السكان، فإن كيفية تسببها في إحداث تغييرات مسببة للأمراض في خلايا الشبكية لم يكن مفهوما".