إلى متى وبعض الإعلام غير المسؤول يستغل عاطفة الجماهير الصغار عمرا وأحيانا عقلا، نحو افتعال صراعات جديدة وطرق خلافات واختلافات
إلى متى وبعض الإعلام غير المسؤول يستغل عاطفة الجماهير الصغار عمرا وأحيانا عقلا، نحو افتعال صراعات جديدة وطرق خلافات واختلافات حول منتخب السعودية الوطني، والنظر إليه بمنظار الأندية، فأين تألق وأبدع فهو بسبب وجود لاعبي فرقهم المفضلة، وإن أخفق فهو بسبب وجود لاعبي الفريق المنافس، وأن ضمهم جاء بتدخلات خارجية فهم لا يستحقون ذلك.
هذا السيناريو قديم لكنه استجد أثناء مباراة منتخب السعودية ضد أوزبكستان بعد أن امتلأت وضجت وسائل التواصل بهاشتاقات تحريضية ومسيئة تحت اسم "منتخب الهلال"
ومنذ أكثر من 3 عقود وهم يرددون ذلك الأمر، ويستخدمون طريقة التتابع فيه، فالسلف يسلم الراية للخلف وفق قناعات غريبة وساذجة بل غير مسؤولة، وكان الهلال ولاعبوه هم محور ذلك، والغريب أنهم حين يستدعونهم لتأدية الواجب الوطني ففي ذلك مجاملة صريحة لهم حتى يكتسبوا صفة الدولية والثقة بالنفس، وحين لا يستدعونهم فهم بذلك يجاملون ناديهم حتى يتفرغوا لخدمته.
وهذا يعد أكثر المعايير ظلما، ولم يتخل هؤلاء عن هذه القناعة إلا العام الماضي، حين شارك منتخب السعودية في كأس الأمم والدوري ما زال مستمرا في واحد من أغرب القرارات، وحين يظهر السبب يختفي العجب، فالفريق الأزرق خسر 4 نقاط خلالها وهو يفتقد العمود الفقري وجل نجومه.
هذا السيناريو قديم، لكنه استجد أثناء مباراة منتخبنا ضد المنتخب الأوزبكي بعد أن امتلأت وضجت وسائل التواصل بهاشتاقات تحريضية ومسيئة تحت اسم "منتخب الهلال"، حينها كان الأخضر متخلفا في النتيجة وفي طريقه للخسارة، فالمستوى كان سيئا ولا بوادر للتحسن، لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب بعد الدقيقة الثمانين حين تحسن الأداء.
وجاءت "ريمونتادا" تاريخية حين قلب "الأخضر" تأخره بهدفين لهدف لفوز مثير بثلاثية بعد هدفين رائعين من "سلمان وسالم"، ليصبح بعدها منتخبا للوطن، وهذه هي القاعدة الجديدة، فإن فاز المنتخب فهو للجميع، وإن خسر فهو منتخب أزرق أو كحلي.
هذا الفكر يجب أن يوقف ضده بحزم، فنحن في ساحتنا الرياضية نعاني من تشعب وسائل الخلافات والاختلافات، وكنا نعتمد على منتخب الوطن في لم شملنا ولو لفترة محدودة، فكيف يحول أولئك الأمل الوحيد إلى ألم جديد؟
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة