"العين الإخبارية" تكشف وثائق كلينتون.. منح وقروض لتثبيت حكم مرسي
لا تزال تسريبات البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، حُبلى بالمفاجآت التي تتكشف يوما تلو الآخر.
لا تزال تسريبات البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، حُبلى بالمفاجآت التي تتكشف يوما تلو الآخر.
تسريبات لرسائل تكشف عن علاقات مريبة بين فريق كلينتون (المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016)، وأحداث جرت في منطقة الشرق الأوسط.
أحدث هذه التسريبات رفعت عنها الستار وثيقة سرية توصلت لها "العين الإخبارية"، تكشف الدعم اللامتناهي الذي قدمته إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لنظام الإخوان في مصر إبان عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي.
فإلى جانب الدعم السياسي والترويج لمرسي حول العام، لم يغفل فريق كلينتون الشق الاقتصادي لنظام الإخوان، من خلال عدة بوابات في مقدمتها صندوق النقد الدولي.
قرض صندوق النقد
في رسالة سرية أُعدت قبل اللقاء الذي عقد بين كلينتون ومرسي في 14 يوليو/تموز 2012، تقول الوزيرة الأمريكية "لقد تحدثت من قبل عن كيف أن الأفعال وليس الكلمات، هي المقياس الحقيقي لعلاقتنا الجديدة. نشعر بنفس الشعور ، ونحن مستعدون للقيام بدورنا. هذه القضايا تهم الولايات المتحدة والكثيرين في المجتمع الدولي".
وتكشف الورقة النقاب عن أن كلينتون أبلغت مرسي استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لدعم نظامه اقتصاديا، بقولها "نريد الدعم في تقديم المساعدة الاقتصادية التي تحتاجها".
وبالإشارة لصندوق النقد الدولي، تضيف كلينتون "كما ناقش معك الأسبوع الماضي نائب وزير الخارجية (بيل) بيرنز ، نعتقد أن الطريقة الوحيدة التي يمكن لمصر من خلالها معالجة فجوة التمويل التي تبلغ 12 مليار دولار أمريكي بشكل مستدام، وتجنب حدوث أزمة اقتصادية خطيرة، هي من خلال جهد موحد، بقيادة مصر وصندوق النقد الدولي، وبمشاركة شركاء القاهرة ، وخاصة من هم في المنطقة".
خطةٌ تمثل بالنسبة للوزيرة الأمريكية السابقة "الخطوة الأولى الأساسية في تطوير برنامج إصلاح واستقرار اقتصادي يحظى بقبول واسع من الجمهور المصري ويمكن أن يدعمه صندوق النقد الدولي".
كما أن "إبرام اتفاقية مع صندوق النقد الدولي في أقرب وقت ممكن سيساعد في استعادة الثقة بالاقتصاد المصري بين المقرضين الدوليين والمانحين المحتملين".
كل ذلك ممكنا، فهيلاري كلينتون "لم تتوقع أن يفرض صندوق النقد الدولي شروطا مرهقة للحصول (نظام مرسي) على قرض. وهو ما يساعد جهودكم في توفير الوظائف والأمن الاقتصادي والحكم الرشيد للشعب المصري الذي يسعى إليه كما وعدتم".
صندوق أمريكي مصري برأس مال 300 مليون دولار
وفي الرسالة السرية التي حصلت عليها "العين الإخبارية" تعرض المسؤولة الأمريكية على مرسي المساعدة الفنية الأمريكية.
وتقول في هذا الصدد: "نعلم أن لديك برامج اقتصادية واجتماعية طموحة. لدينا مجموعة واسعة من الخبرات والمساعدة الفنية - الحكومية والقطاع الخاص - التي يمكننا تقديمها لمساعدتك في تنفيذها".
وأمام هذا، أبدت كلينتون استعداد بلادها "لإطلاق صندوق المشروعات المصري الأمريكي، والذي سيكون مبادرة من القطاع الخاص لدفع نمو الأعمال الصغيرة، وخلق فرص العمل".
وأوضحت أن ذلك الصندوق "سيكون شراكة بين مستثمرين أمريكيين ومصريين لتحديد قضية شراكات واعدة وضخ رأس المال في الاقتصاد المصري"، على أن يتم إطلاق الصندوق "باستثمار أولي قدره 60 مليون دولار".
ولتوفير هذا الدعم ، لفتت كلينتون إلى أنهم سيسعون "للحصول على مخصصات مستقبلية من الكونجرس واستهداف رأس مال الصندوق بمبلغ 300 مليون دولار على مدى خمس سنوات".
دعمٌ لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن إدارة أوباما، ووفق الوثيقة السرية، "تريد زيادة الاستثمار الأمريكي في مصر بشكل ملحوظ، بالاشتراك مع مجلس الأعمال الأمريكي المصري والغرفة التجارية الأمريكية".
ولتحقيق هذا الهدف، ذكرت الوزيرة الأمريكية في لقائها مع مرسي أن فريقها ينظم زيارة لوفد تجاري أمريكي رفيع المستوى إلى مصر في الفترة من 9 إلى 12 سبتمبر (2012)".
بل إنها خططت لإرسال نائبيها للانضمام إلى الوفد، "إنهم يأملون في مقابلتك ومع حكومتك الجديدة". تكمل الوزيرة الأمريكية السابقة حديثها مع مرسي.
أما خارجيا، فسعت كلينتون- بحسب حوارها مع مرسي- إلى "استخدام مؤسسة الاستثمار الخاص في الخارج لتوفير ضمانات قروض للبنوك المصرية وتقليل متطلبات الضمانات للشركات الصغيرة".