رسائل هيلاري ومقتل السفير الأمريكي ببنغازي.. علمت وصمتت
مسؤولو الخارجية الأمريكية تقلوا تحذيرا أوليا بشأن الهجوم على المجمع الدبلوماسي الأمريكي في بنغازي عام 2012 لكنهم تأخروا في الاستجابة
كشفت إحدى رسائل البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أن مسؤولي الوزارة، تلقوا تحذيرا أوليا بشأن الهجوم على المجمع الدبلوماسي الأمريكي في بنغازي العام 2012، لكنهم تأخروا في الاستجابة واتخاذ أي إجراء لوقفه.
وتظهر الرسالة، المؤرخة في 12 سبتمبر/أيلول 2012، أن "مركز قيادة الأمن الدبلوماسي" في واشنطن أرسل تقريرا أوليا عن الهجوم، الثلاثاء 11 سبتمبر/أيلول الساعة 11:41 مساءً بعنوان "(بيانات حساسة لكنها غير سرية) تحديث: بنغازي".
وقال المركز، في رسالته، "يشارك مركز قيادة الأمن الدبلوماسي معلومات الحدث التالية لاطلاعك على الوضع. يرجى الاتصال بمركز قيادة الأمن الدبلوماسي مباشرة لأية طلبات متابعة للحصول على معلومات".
وأضاف: "حسب اتصال هاتفي مع ضابط أمن إقليمي في بنغازي، يتعرض موقع ملجأهم الحالي الآن لهجوم بقذائف الهاون".
وتابع: "سقطت ثلاث أو أربع قذائف على موقعهم. هناك إصابات جديدة بين أفراد القوات الخاصة. سنوافيكم بالمستجدات لاحقًا".
وبعد 10 دقائق، أرسل أحد المساعدين، رسالة ثانية، كتب فيها: "السفير مول (ستيفن دي مول مساعد وزير الخارجية بالإنابة للشؤون السياسية والعسكرية) يرجى الاطلاع على آخر المستجدات الواردة من ضابط أمن إقليمي في بنغازي أدناه. نحن نجهز أيضًا تحذيرا الآن".
وخلال دقيقتين، أرسل السفير، ستيفن دي مول، رسالة ثالثة، موجهة إلى عدد كبير من المساعدين في الخارجية كتب فيها: "لمعلوماتكم، هجمات جديدة على بنغازي".
وبعد 20 دقيقة، أرسلت المساعدة شيريل ميلز، رسالة إلى الوزيرة، الأربعاء 12 سبتمبر 2012، الساعة 12:14 صباحًا، تشمل كل الرسائل السابقة لاطلاعها على آخر المستجدات في بنغازي، وهذا يعني أن الرسالة وصلتها بعد 33 دقيقة من إصدار التقرير الأولي.
ولم تحرك وزيرة الخارجية الأمريكية حينها ساكنا، ما تسبب في خسائر فادحة جراء الهجوم.
وأسفر الهجوم على المجمع الدبلوماسي في بنغازي عن مقتل السفير الأمريكي، كريستوفر ستيفنز و3 أمريكيين آخرين.
وتسبب هجوم بنغازي في عاصفة غضب بواشنطن حينها، ووجه جمهوريون اتهامات متكررة لوزيرة الخارجية آنذاك هيلاري كلينتون بالفشل في توفير الحماية الكافية للمجمع الدبلوماسي.
وكانت هيلاري تسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة وزيرة للخارجية عندما وقع هجوم بنغازي.
واتهم الجمهوريون وزارة الخارجية بالتباطؤ في تسليم الوثائق المطلوبة في التحقيق.
وسمحت إدارة الرئيس دونالد ترامب لوزارة الخارجية الأمريكية بإماطة اللثام عن عدد من رسائل البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وأعلن ترامب في أكتوبر/تشرين الأول الجاري رفع السرية عن رسائل هيلاري، وكتب في تغريدة عبر تويتر: "لقد أذنت برفع السرية تماما عن جميع الوثائق المتعلقة بأكبر جريمة سياسية في التاريخ الأمريكي، خدعة روسيا. وبالمثل، فضيحة البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون. لا تنقيح".
aXA6IDMuMTM4LjExNC4xNDAg جزيرة ام اند امز