#إيميلات هيلاري.. قطر والإخوان "بوسطجي" أوباما لنشر الفوضى
"العين الإخبارية" ترصد قراءة سياسيين مصريين بشأن رسائل (إيميلات) هيلاري كلينتون المفرج عنها، والتي كشفت مخططات نشر الفوضى في المنطقة
اعتبر برلمانيون وسياسيون مصريون ما كشفت عنه رسائل البريد الإلكتروني لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، "دليلا دامغا على سعي إدارة أوباما السابقة لمخططات الفوضى في المنطقة".
وشددوا في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" على أن مضمون الرسائل يفضح علاقة إدارة أوباما بمثلث الإرهاب ودعمه، وفي مقدمته جماعة الإخوان الإرهابية، بالإضافة إلى الجزيرة وقطر.
وكشف رسائل البريد الإلكتروني لكلينتون العديد من المفاجآت من بينها تمويل قطر لتنظيم الإخوان الإرهابي لتأسيس مؤسسات إعلامية باستثمارات قيمتها ملايين الدولارات.
كما كشفت الوثائق مدى ارتباط الوزيرة بقناة "الجزيرة" القطرية، بوق قطر لدعم الإرهاب والدعوة للفوضى، ومحاولة استغلالها لتلميع صورة إدارة أوباما.
صلاح حسب الله، المتحدث باسم البرلمان المصري قال لـ"العين الإخبارية" إن "ما كشفته رسائل البريد الخاص بهيلاري كلينتون، يؤكد مخططات الإدارة الأمريكية السابقة، في إحداث فوضى خلاقة، تعيد رسم شكل الشرق الأوسط من جديد، بحيث تتراجع فيه الدول العربية، مقابل تقدم دور الإخوان الإرهابية وتركيا".
لم يعتبر متحدث البرلمان الأسرار والتفاصيل التي كشفتها رسائل كلينتون "مفاجئة" لكنه اعتبرها "دليل دامغ" على حجم المخططات والمؤامرات التي كانت تحاك بالمنطقة العربية، خاصة فيما يتعلق بدعم ما عرف باسم ثورات الربيع العربي، من خلال إشعال الأزمات في بلدان المنطقة.
وفي تصريحات خاصة عبر الهاتف، أضاف "حسب الله": عندما كنا نتحدث عن المؤامرات كان البعض يقول إننا نرجع كل شيء لنظرية المؤامرة، الآن هناك أدلة واضحة على أن هذه المخططات ليست نظرية ولكنها وقائع ودلائل تؤكد أننا كنا أمام واقع مرير ومخطط كبير لهدم الدولة المصرية ودول عربية شقيقة.
وتابع: لم يكن لدينا الأدلة لكننا كنا نعيش تفاصيل هذه المخططات، وكنا نقرأ أنها ليست صدفة، وأن الإخوان الإرهابية هي أداة لتنفيذ أجندات خارجية.. لكن بفضل قادة المنطقة فشل مشروعهم الخبيث.
وشدد متحدث البرلمان على أن المثلث العربي، بما يتضمنه من قاعدة ارتكاز وهي مصر، ومعها المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات المتحدة، كان بمثابة حائط الصد في مواجهة هذه المخططات.
الإخوان.. أدوات لأجندات خارجية
في السياق ذاته، قال المصري محمد عبد العزيز، أحد مؤسسي حركة تمرد (التي عزلت الرئيس الإخواني محمد مرسي) لـ"العين الإخبارية": "لم أفاجىء بما ذُكر في رسائل هيلاري كلينتون لأن قناعتنا منذ عام 2012 وصعود تيار الإسلام السياسي وفي مقدمته جماعة الإخوان الإرهابية أنه هناك أجندة إقليمية تقودها قطر وتركيا وهناك أجندة دولية تخدم مصالح هذا التنظيم، جميع مشاهداتنا كانت تؤدي لهذه القناعات".
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أضاف "عبدالعزيز": "رسائل هيلاري كلينتون تثبت ما رأيناه وعايشناه منذ عامي 2012 و2013 وأتمنى من كل الذين عارضونا في ذلك التوقيت أن يقرأوا هذه الرسائل ويعلموا أن هذا التنظيم لم يكن يعمل للمصلحة الوطنية ولكن لمصالح التنظيم الخاصة".
دلالات رسائل هيلاري
بدوره، قال النائب المصري مصطفى بكري لـ"العين الإخبارية" إن "رسائل هيلاري ليست مفاجئة للمراقبين والسياسيين المصريين، لأن الجميع يعلم أن ما يسمى بالربيع العربي كان مؤامرة هدفها تفيت المنطقة وإثارة النعرات الطائفية والعرقية لمصلحة أجندات خارجية هدفها السيطرة والهيمنة على مصادر الثروة في الوطن العربي".
ونوه "بكري" أن "نشر إيميلات هيلاري كلينتون في هذا التوقيت له دلالات، أولها أن مخططات الفوضى والمؤامرات على المنطقة العربية "جادة"، وأن إدارة أوباما وهيلاري كلينتون أطراف رئيسية فيها".
وثانيا، حسب بكري، أن "الرسائل تعد مؤشر قوي على حجم المؤامرة وأبعادها، على مصر وبقية الدول العربية، وثالثا أن قطر هي من كانت تمول هذه المخططات في المنطقة".
وأوضح النائب المصري أن "جميع ما جاء في الرسائل بشأن علاقة الإدارة الأمريكية إبان عهد أوباما بقناة الجزيرة القطرية وجماعة الإخوان الإرهابية ليس جديدا لكنه بمثابة دليل على استخدام إدارة أوباما للجزيرة والإخوان كأدوات لتفتيت المنطقة وإثارة الفوضى بها".
وطالب "بكري" بضرورة "اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية لاتهام هيلاري كلينتون ومسؤولي الإدارة الأمريكية بالتآمر وتخريب البلدان والتسبب في ضياع أكثر من 800 مليون دولار وسقوط عشرات الآلاف من الشهداء".
وتابع: "دمائهم في عنق أمير قطر ومن كانوا يتولون الإدارة الأمريكية في هذا التوقيت".
متفقا معه قال، اللواء يحيي كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري لـ"العين الإخبارية" إن "مضمون رسائل كلينتون دليل على المخططات المدروسة لإضعاف الشعوب العربية، وإثارة الفوضى بها"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "كل ما جاء في هذه الإيميلات كان متوقعا وغير مفاجئا".
وأضاف النائب المصري: للآسف نجحت هذه المخططات في حينها بفضل التمويل والتآمر مع دول إقليمية وتنظيمات إرهابية، محاولة الاستفادة من أي مشكلات داخلية، واستخدام هذه الدول والتنظيمات كأدوات، لكن سرعان ما انكشفت مخططاتهم لدعم الاتجاهات الراديكلية كبديل للأنظمة وأصبح رجل الشارع العادي لديه الوعي الكافي بتلك المؤامرات التي تحاك ضد بلاده.
وذهب كل من بكري والكدواني إلى أن هذه المخططات التي دعمتها إدارة أوباما مازالت مستمرة لإثارة الفوضى بالمنطقة ضمن حروب الجيل الرابع والخامس.
وطالب الكدواني بموقف واضح من المجتمع الدولي تجاه الإرهاب للحد من انتشاره وتحريكه وتمويله، وقطع الطريق عليه، فهو مازال يجد ملاذات آمنه له في بعض العواصم الكبرى، في إشارة لتنظيم الإخوان الإرهابي.
أما بكري فقال إن "المؤامرات لضرب استقرار الدول العربية مازالت مستمرة ومتعددة، لكن المطمئن أن قادة المنطقة يتصدون لهذه المحاولات بكل قوة".
ووفق النائب المصري فإن حديث ترامب حول أن المنطقة تعرضت لمؤامرة فيما يسمى بـ"الربيع العربي" يؤكد أن لديه معلومات في هذا الصدد، ستخرج للعلن في حينها.
وخلال الساعات الماضية، أثارت رسائل هيلاري كلينتون موجة فخر لدى المغردين العرب لمواقف السعودية والإمارات الداعمة لأشقائهم العرب إبان "احتجاجات الربيع العربي".
وأكد المغردون في الوقت نفسه أن تلك الرسائل كشف الدور المخزي لقطر في التآمر على الدول العربية، وهي الدول التي تقوم به وإعلامها وعلى رأسه قناة "الجزيرة" حتى اليوم.