اتفاق تاريخي بين واشنطن وكييف يمنح أمريكا موطئ قدم في موارد أوكرانيا الطبيعية

أبرمت أمريكا وأوكرانيا اتفاقًا اقتصاديًا واسع النطاق، ينصّ على إنشاء صندوق مشترك للاستثمار في إعادة إعمار أوكرانيا.
ويفتح الاتفاق التاريخي، الباب أمام واشنطن للوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية، بما في ذلك المعادن الاستراتيجية مثل الليثيوم والتيتانيوم.
جاء توقيع الاتفاق في واشنطن بين وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ووزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو، وسط مساعٍ دبلوماسية لإنهاء النزاع المستمر مع روسيا. وينص الاتفاق على إنشاء "صندوق الاستثمار لإعادة الإعمار" بتمويل وإدارة مشتركة بين البلدين، حيث ستموَّل مشاريع تتعلق باستخراج النفط والغاز والمعادن النادرة.
وشددت كييف على أنها تحتفظ بالسيادة الكاملة على مواردها الطبيعية، إذ قالت سفيريدينكو: "أوكرانيا هي من يحدد ما يُستخرج وأين"، مؤكدة أن ملكية وإدارة هذه الموارد ستبقى بيد الدولة الأوكرانية.
ويأتي الاتفاق في وقت حرج تمر فيه البلاد بمرحلة إعادة بناء بعد ثلاث سنوات من الحرب مع روسيا، وقد وُصف من الجانب الأوكراني بأنه خطوة لجذب الاستثمارات العالمية وتسريع الانتعاش الاقتصادي.
قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها اليوم الخميس إن صفقة المعادن التي جرى توقيعها مع الولايات المتحدة "تمثل علامة فارقة مهمة في الشراكة الاستراتيجية بين أوكرانيا والولايات المتحدة والتي تهدف إلى تعزيز اقتصاد أوكرانيا وأمنها".
من جانبه، صرّح وزير الخزانة الأمريكي أن الاتفاق "يُظهر التزام الولايات المتحدة ببناء أوكرانيا حرة ومستقرة ومزدهرة"، مضيفًا أن لواشنطن مصلحة اقتصادية مباشرة في هذا التعاون، بما يعزز نفوذها السياسي والاقتصادي في شرق أوروبا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أبدى دعمًا صريحًا للاتفاق، وصرّح بأنه "فرصة لأمريكا للمشاركة وتعويض ما قدمته من دعم ومساعدات عسكرية لأوكرانيا خلال الحرب".
إلا أن الاتفاق لم يخلُ من الجدل؛ فقد وُصف من بعض الساسة الديمقراطيين بأنه ابتزاز اقتصادي، في حين اعتبرته موسكو دليلاً على أن كييف باتت مضطرة "لدفع ثمن" المساعدات الأمريكية من ثروتها الوطنية، بحسب تصريحات دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي.
ويُتوقع أن يخضع الاتفاق لمراجعة البرلمان الأوكراني خلال الأسابيع المقبلة، وسط تساؤلات حول مدى تأثيره على السيادة الاقتصادية للبلاد، في ظل استمرار الحرب وتضاؤل السيطرة الأوكرانية على بعض المناطق الغنية بالموارد.