«ثورة الدرونز».. «حرب أوكرانيا» تغيّر أولويات الجيش الأمريكي

يبدأ الجيش الأمريكي تحولاً جذرياً هو الأضخم منذ نهاية الحرب الباردة، عبر خطة تهدف إلى تزويد كل فرقة قتالية بنحو ألف طائرة مسيّرة، والتخلص من الأسلحة التقليدية القديمة.
وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال طالعته «العين الإخبارية»، تستند الخطة الجديدة، التي وُضعت بعد تجارب مكثفة في ميدان هوهِنفِلس التدريبي ببافاريا وقواعد أخرى، إلى الدروس المستقاة من الحرب في أوكرانيا، حيث أثبتت الطائرات المسيرة الصغيرة فاعليتها في تغيير موازين القتال.
وفي حال تبنى الجيش الأمريكي هذه الخطة، ستتحول الفرق القتالية العشر النشطة إلى الاعتماد بشكل رئيسي على الطائرات المسيّرة في مهام الاستطلاع، ونقل الإمدادات، وتنفيذ الهجمات.
وللاستفادة من تجربة أوكرانيا، أجرى ضباط أمريكيون مقابلات مع عناصر أوكرانية، واستشاروا متعاقدين عملوا على تطوير استخدام هذه التكنولوجيا بشكل مبتكر.
وفي مقابلة مع الصحيفة، أكد الكولونيل دونالد نيل، قائد الفرقة الثانية المدرعة، أن الجيش بحاجة إلى إنتاج أعداد كبيرة من الطائرات المسيّرة وتوظيفها في ساحات القتال، مشيراً إلى أن الاعتماد السابق عليها كان محدوداً. وتجلّت جهود الدمج خلال تدريبات فبراير/ شباط الماضي، حيث واجهت كتيبة من الفرقة الجبلية العاشرة خصماً وهمياً باستخدام سيناريوهات مستوحاة من تكتيكات أوكرانيا.
خلال التمرين، واجهت الطائرات المسيّرة تحديات غير متوقعة، مثل تكوّن الجليد على شفراتها وضعف البطاريات في البرد القارس، ما اضطر الجنود لإعادة شحنها بشكل متكرر.
وبالرغم من الدور الذي لعبته المدفعية والمركبات المدرعة والمقاتلات المأهولة وغيرها من الأنظمة التقليدية في الحرب الروسية الأوكرانية، كانت الطائرات المسيرة هي التي غيّرت مجرى الصراع، نظراً لرخص ثمنها، وقدرتها على الهجوم بأعداد كبيرة لسحق الدفاعات، وقدرتها على إرسال بث مباشر للفيديو إلى الخطوط الخلفية، مما يُصعّب الاختباء في ساحة المعركة، وفق محللين للصحيفة.
ووصف الجنرال المتقاعد جاك كين، نائب رئيس أركان الجيش سابقاً، التحول بأنه "نقلة نحو عصر حرب الطائرات المسيّرة"، حيث يمكن استهداف الجنود والدبابات ومراكز القيادة بدقة وسرعة.
ولا تقتصر الخطة على الطائرات فحسب، بل تشمل تعزيز الاتصالات بين الجنود عبر الهواتف والأجهزة اللوحية، وتطوير أنظمة مضادة للطائرات المسيّرة، واستثمار 3 مليارات دولار في الحرب الإلكترونية.
تبلغ تكلفة الخطة الإجمالية 36 مليار دولار على مدى خمس سنوات، سيتم تمويلها عبر إلغاء أنظمة قديمة مثل عربات الهامفي، ودبابات M10 الخفيفة (التي ثبت عدم فاعليتها)، وإحالة مروحيات أباتشي إلى التقاعد، بالإضافة إلى تقليص عدد الموظفين المدنيين.
وتحتاج هذه الخطوات إلى موافقة الكونغرس، خاصة مع توجهات إدارة "كفاءة الحكومة" بقيادة إيلون ماسك لخفض الإنفاق.
وأوضح الجنرال راندي جورج، رئيس أركان الجيش، أن الهدف هو "إنفاق المال بشكل أفضل دون طلب ميزانية إضافية". وقد بدأ الجيش بالفعل في تجهيز ثلاث كتائب (3,000–5,000 جندي لكل منها) بالأنظمة الجديدة، مع خطة لإكمال تحويل باقي القوات خلال عامين.
في السياق ذاته، تخلت فرق مشاة البحرية الأمريكية عن دباباتها لصالح فرق قتالية صغيرة مزودة بصواريخ، تهدف إلى التحرك بين جزر المحيط الهادئ لمواجهة التهديد الصيني. لكن الجيش يحتفظ بخطط لشراء دبابات جديدة وصواريخ بعيدة المدى لدعم وجوده في آسيا وأوروبا.
ويواجه التصنيع العسكري الأمريكي تحدياً لتوسيع قاعدة إنتاج التكنولوجيا المتقدمة، خاصة مع حظر استخدام مكونات صينية في الطائرات المسيّرة، رغم نجاح أوكرانيا في إنتاج مليوني طائرة سنوياً باستخدام تلك المكونات.
وتعكس "مبادرة التحول العسكري" هذه استجابة أمريكية سريعة لتطورات ساحات القتال الحديثة، مع تركيز غير مسبوق على التكنولوجيا الرخيصة والقابلة للتكرار، التي قد تحدد مستقبل الحروب التقليدية.
aXA6IDMuMTQ5LjIzOC4yMDcg جزيرة ام اند امز