مسيرات ضد التشويش.. الألياف الضوئية تصيغ الحرب في أوكرانيا

في سياق الحرب الأوكرانية، تتزايد عمليات تطوير الأسلحة، خاصة الطائرات بدون طيار، لتتكيف مع متطلبات القتال، وتتجاوز العقبات الدفاعية.
وفي ورشة عمل سرية في شمال شرق أوكرانيا، يعمل نحو 20 شخصًا على تجميع مئات المسيرات بتقنية "FPV"، أي الألياف الضوئية، وأصبح لديهم تصميم جديد.
وتحت هيكل الطائرة الرباعية المألوفة، أصبح هناك أسطوانة بحجم الساعد ملفوف داخلها كابل ألياف ضوئية، بطول 10 كيلومترات (6 أميال) أو حتى 20 كيلومترًا، لإنشاء طائرة سلكية بدون طيار، وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقال الكابتن يوري فيدورينكو، قائد وحدة المسيرات المتخصصة، إن مسيرات الألياف الضوئية كانت بمثابة استجابة تجريبية للتشويش في ساحة المعركة، وقد انطلقت بسرعة في أواخر العام الماضي.
وبدون اتصال لاسلكي، لا يمكن تشويش المسيرات، كما يصعب اكتشافها، وتصبح قادرة على الطيران بطرق لا تستطيع المسيرات التقليدية القيام بها.
فيدورينكو أوضح: "إذا كان محركو الطائرات ذوي خبرة، فيمكنهم تحليق هذه المسيرات على ارتفاع منخفض جدًا وبين الأشجار في الغابة، ما يصعب اكتشافها".
والشهر الماضي، أظهر مقطع فيديو من قناة "تليغرام" العسكرية الروسية، قدرة مسيرة ألياف ضوئية روسية على إصابة مدفع أوكراني مُخبأً في حظيرة، وهو موقع كان يُعتبر سابقًا آمنًا.
لذلك، يقر فيدورينكو، بأن روسيا"متقدمة على أوكرانيا بكثير" على الأقل في الوقت الحالي.
وأوضح أن ذلك يعود إلى حد كبير إلى قدرة موسكو على الوصول بشكل أكبر إلى كابلات الألياف الضوئية، بينما تُكافح أوكرانيا للحاق بها.
وكانت طائرات الألياف الضوئية المسيرة قد استخدمتها روسيا بكثافة في هجومها المضاد بكورسك الروسية، ويعتقد الخبراء أنها كانت عاملاً أساسياً في نجاح موسكو في دفع القوات الأوكرانية بعيدا في المنطقة.
ويقدر الخبراء أن المسيرات بجميع أنواعها تُسهم الآن في حوالي 70% إلى 80% من الخسائر العسكرية على كلا الجانبين.
أما بالنسبة لطائرات الألياف الضوئية، فأشار صمويل بينديت، خبير الطائرات المسيرة في مركز التحليلات البحرية، إلى أنها تُثبت فعاليتها في بداية أي هجوم.
وقال بينديت "بما أن هذه المسيرات لا يُمكن تشويشها بوسائل الحرب الإلكترونية، فإنها تُستخدم كموجة هجوم أولى لاستهداف قدرات الحرب الإلكترونية المعادية.. وهو ما يُمهد الطريق لمسيرات FPV التقليدية التي يتم التحكم فيها عن بُعد لشنّ هجوم".