مخالفا التوقعات.. اتفاق تاريخي لـ "أوبك" على خفض إنتاج النفط
"أوبك" تتوصل في الجزائر إلى "اتفاق تاريخي" على تخفيض إنتاج النفط إلى مستوى يتراوح بين 32,5 و33 مليون برميل يوميا، والتفاصيل في نوفمبر.
"إنه قرار تاريخي".. بهذه العبارة وصف وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة، اتفاق دول منظمة أوبك على تسقيف مستوى إنتاجها من النفط بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، خلال الاجتماع الذي عقدته في الجزائر، الأربعاء، والذي تحول إلى دورة استثنائية رسمية قراراتها ملزمة.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، على خفض محدود لإنتاجها النفطي في أول اتفاق من نوعه منذ عام 2008 مع قيام السعودية أكبر منتج في المنظمة بتخفيف موقفها حيال غريمتها إيران وسط تنامي الضغوط الناجمة عن هبوط أسعار الخام.
وتقدر أوبك إنتاجها الحالي بواقع 33.24 مليون برميل يوميا. ومن شأن الخطوة التي اتخذتها أوبك اليوم، أن تعيد المنظمة فعليا إلى تبني سياسة وضع سقف للإنتاج التي تخلت عنها قبل عام.
غير أنه سيتم تحديد مستوى الإنتاج لكل دولة في الاجتماع الرسمي القادم لأوبك في نوفمبر/ تشرين الثاني الذي قد تدعو فيه المنظمة المنتجين المستقلين مثل روسيا أيضا إلى المشاركة في خفض الإنتاج.
و في استجابة فورية للقرار، قفزت أسعار النفط بما يزيد على 6%، لتتجاوز 48 دولارا للبرميل عند التسوية مساء الأربعاء.
وعاكس لقاء أوبك غير الرسمي بالجزائر كل التوقعات بفشله، بعد أن تحول إلى اجتماع رسمي وخرج بقرارات فعلية لضبط مستوى الإنتاج في السوق، على أن يبدأ تنفيذ القرار بعد استكمال تفاصيله التقنية خلال اجتماع دول المنظمة بفيينا نهاية شهر نوفمبر المقبل.
وقال رئيس منظمة أوبك الحالي محمد بن صالح السادة، في ندوة صحفية عقدت عقب الاجتماع، إن تحديد سقف الإنتاج بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، جاء لإعطاء مرونة للفريق التقني الذي سيعمل على ضبط الحصص في الوصول إلى قسمة عادلة بين الجميع، مشيرا إلى أن 3 دول داخل المنظمة هي العراق وليبيا ونيجيريا ستحظى بمعاملة تفضيلية نتيجة ظروفها الاقتصادية الصعبة.
وأبرز السادة أن تغير طابع الاجتماع من غير الرسمي إلى دورة استثنائية ملزمة يعود إلى جو الحوار الإيجابي الذي ساد لقاء الجزائر وهو ما أظهر الحاجة إلى اتخاذ قرار، خاصة وأن دول أوبك هي في أمس الحاجة إليه، ولا يمكن ذلك إلا بتحويل الاجتماع إلى رسمي لأن اللقاءات التشاورية لا تخرج بقرارات.
وحول توقعاته لتغير السعر في السوق بعد هذا القرار، أوضح رئيس أوبك أن ذلك يرجع بالدرجة الأولى إلى أساسيات السوق التي تعد عاملا رئيسيا في ضبط الأسعار، لافتا إلى أن دول أوبك ستعمل على استغلال عامل هام في هذه الأساسيات وهو "إدراة الإنتاج" للعودة إلى التوازن المطلوب بين العرض والطلب.
وبخصوص الخلاف بين السعودية وإيران تحديدا، نفى السادة أن وجود مفاوضات تمت بين هذين البلدين تحديدا، وذكر أن النقاش كان عاما بين كل الدول في إطار تسوده روح التعاون، ما دفع الجميع للموافقة على إدارة الانتاج وترك التفاصيل المتعلقة بالحصص إلى فريق متخصص سيقوم بضبطها وعرضها على اجتماع فيينا المقبل.
ومن جانبه، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه الذي اختلف مرارا مع السعودية في الاجتماعات السابقة "اتخذت أوبك قرارا استثنائيا.. فبعد سنتين ونصف السنة توصلت أوبك إلى توافق على إدارة السوق."
وذكر الوزير الإيراني "قررنا خفض الإنتاج نحو 700 ألف برميل يوميا."
وفي نفس السياق، بدا وزير الطاقة الجزائري سعيدا جدا بما توصل إليه الاتفاق الذي رعته بلاده، وقال معلقا على نتائجه: "لقد نجحنا في تحويل الاجتماع غير الرسمي إلى دورة استثنائية، ونحن أمام قرار تاريخي يعيد منظمة أوبك إلى موقعها كضابط لإيقاع سوق النفط الدولي".
وأضاف مخاطبا الصحفيين الذين كانوا يبحثون عن تفاصيل الخلاف الإيراني السعودي: "عليكم أن تقدروا أهمية هذا القرار بالنسبة لمنظمة أوبك وموقعها العالمي.. لا تهم تفاصيل الحصص اليوم لأنها مسألة تقنية .. المهم أننا اتفقنا".
وقد استمر الاجتماع بين دول أوبيك نحو 6 ساعات كاملة، تخللتها العديد من التسريبات والإشاعات حول ما يكون يدور بالداخل، وعكست صعوبة المحادثات بين دول لديها نظرة متباينة لوضع السوق الحالي، إلا أن البيان النهائي قطع الشك باليقين في توصل المنظمة إلى اتفاق هو الأول من نوعه منذ 8 سنوات.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni43MSA= جزيرة ام اند امز