أبطال في الظل.. لاكورونيا من بطل إسبانيا للهاوية
"العين الرياضية" تلقي الضوء على تألق ديبورتيفو لاكورونيا أحد الأندية التاريخية التي توارت عن الأنظار بعد كتابة التاريخ.
شهد مطلع الألفية الحالية بزوغ نجم فريق ديبورتيفو لاكورونيا، الذي وضع حدا لهيمنة القطبين ريال مدريد وبرشلونة على الألقاب المحلية، كما حفر لنفسه اسما براقا على الصعيد الأوروبي.
ديبورتيفو يعيش أوقاتا صعبة حاليا، حيث ينافس حاليا في دوري الدرجة الثانية الإسباني، كما بات على أعتاب الهبوط إلى الدرجة الثالثة، حيث يحتل المركز الـ19 في جدول الترتيب (أول مراكز الهبوط)، برصيد 35 نقطة من 31 مباراة.
"العين الرياضية" تستعرض في السطور التالية فترة تألق ديبورتيفو لاكورونيا، الذي أصبح واحدا من الأندية التاريخية التي توارت عن الأنظار بعد كتابة التاريخ واعتلاء منصات التتويج.
رحلة الظهور
رغم أن ديبورتيفو لاكورونيا يعد واحدا من أقدم الأندية في إسبانيا، حيث تأسس عام 1906، فإنه لم يملك تاريخا كبيرا في القرن الماضي، وخاصة بعدما عاش فترة مظلمة بين عامي 1977 و1988، هبط فيها للدرجة الثالثة أكثر من مرة، قبل أن يتقدم إلى مصاف الأندية الكبيرة في مطلع الألفية.
مع نهاية عقد الثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي نجحت إدارة ديبورتيفو في التخلص من المشاكل المالية التي عانى منها النادي لسنوات طويلة، كما عملت على استقرار الفريق والتخلص من حالة التخبط التي أثرت بشكل واضح على نتائجه.
دخل ديبورتيفو لاكورونيا موسم 1999-2000 في الليجا بطموح الحصول على إحدى بطاقات التأهل للبطولات الأوروبية، أو هكذا ظهر للجميع وقتها، حيث أنهى الموسم السابق له في المركز السادس بجدول الترتيب.
الفريق الجاليثي حقق مفاجأة في الموسم المذكور، وخطف لقب الليجا من براثن حامله برشلونة، حيث جمع 69 نقطة، بفارق 5 نقاط عن البارسا الذي أنهى الموسم في الوصافة.
وأصبح ديبورتيفو، وبشكل غير متوقع، واحدا من 9 أندية فقط نجحت في الفوز بلقب الدوري الإسباني، منذ انطلاق البطولة عام 1929.
الجدير بالذكر أنه في الفترة بين عامي 1984 و1999، نجح الريال وبرشلونة قطبا الكرة الإسبانية، في الفوز بـ14 من 15 لقبا بالدوري الإسباني، بجانب لقب وحيد لأتلتيكو، قبل أن يدخل ديبورتيفو قائمة الكبار.
ديبورتيفو حصل على وصافة الدوري الإسباني في الموسمين التاليين لتحقيقه اللقب، وذلك بفارق 7 نقاط عن ريال مدريد المتوج بنسخة 2000-2001، ونقطتين عن فالنسيا بطل نسخة 2001-2002.
ولم تتوقف إنجازات ديبورتيفو عند هذا الحد، حيث أفسد احتفالية ريال مدريد بمئويته عام 2002، وهزمه على ملعبه "سانتياجو برنابيو" في نهائي كأس ملك إسبانيا، في يوم 6 مارس/آذار، الذي يوافق ذكرى تأسيس النادي المدريدي.
وبهذا حقق لا كورونيا لقبه الثاني في تاريخه ببطولة كأس الملك، بعد فوزه بنسخة 1994-1995.
عملاق أوروبي
وعلى الصعيد الأوروبي، قدم ديبورتيفو عروضا قوية في دوري أبطال أوروبا بالتزامن مع توهجه المحلي، حيث وصل لربع نهائي موسمي 2000-2001، و2001-2002.
كذلك بلغ الفريق الجاليثي نصف نهائي موسم 2003-2004، بعدما أقصى العملاقين الإيطاليين ميلان ويوفنتوس في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يخرج على يد بورتو البرتغالي، الذي حقق اللقب لاحقا.
ثورة على التقاليد الإسبانية
سر نجاح ديبورتيفو من الناحية الخططية خلال فترته الذهبية يعود لعاملين أساسيين، هما اللعب الدفاعي مع الهجوم بشكل حذر، بجانب الاعتماد على اللعب الجماعي وروح الفريق.
وبهذا جاء نجاح ديبورتيفو قصير الأمد بالثورة على تقاليد الكرة الإسبانية، التي تعتمد في الغالب على اللعب الجميل في وسط الملعب والثلث الأخير منه، بجانب التعويل على وجود نجم أوحد أو مجموعة من النجوم تدفع الفريق للأمام.
تدهور مستمر
مستوى ديبورتيفو واصل الانحدار حتى هبط إلى الدرجة الثانية في عام 2011، وعاد مجددا بعد موسم واحد هبط بعده مباشرة، ثم عاد في 2014 وقضى 4 مواسم متتالية في الدرجة الأولى، قبل أن يعود للدرجة الثانية في 2018.
ديبورتيفو كان على أعتاب العودة لدوري الأضواء هذا الموسم، حيث احتل المركز السادس في الدرجة الثانية الموسم الماضي، ليخوض ملحق الصعود، قبل أن يخسر في النهائي أمام ريال مايوركا.
ورغم الظهور القوي لديبورتيفو في الموسم الماضي، إلا أنه فشل في مواصلة المنافسة على الصعود للدرجة الأولى، وبات أقصى أمانيه هو الاستمرار في الدرجة الثانية، وتجنب الهبوط للدرجة الأدنى.