أوديسا.. هل تشن روسيا هجوما برمائيا لحصار المدينة التاريخية؟
قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير، الأحد، إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن روسيا على وشك شن هجوم برمائي على مدينة أوديسا الأوكرانية
أو بالقرب منها وسط مخاوف متزايدة من هجوم محتمل على المدينة.
وقدر المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن روسيا أطلقت نحو 600 صاروخ منذ بداية الغزو ونشرت في أوكرانيا نحو 95 في المئة من القوات القتالية التي كانت قد حشدتها مسبقا خارج البلاد.
وأضاف المسؤول أن القوات الروسية واصلت محاولة التقدم وعزل كييف وخاركيف وتشرنيهيف وتواجه "مقاومة أوكرانية قوية".
وفي وقت سابق، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن القوات الروسية تستعد لقصف أوديسا، المدينة التاريخية المطلة على البحر الأسود التي تضم ميناءً.
وأعلن زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو: "إنهم يستعدون لقصف أوديسا. أوديسا! لطالما قدم الروس إلى أوديسا حيث لم يشعروا إلا بالدفء والإخلاص. والآن ماذا؟ قنابل على أوديسا؟ مدفعية ضد أوديسا؟ صواريخ ضد أوديسا؟".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الرئيس الأوكراني قوله: "ستكون هذه جريمة حرب. ستكون جريمة تاريخية".
وحققت القوات الروسية تقدما في جنوب أوكرانيا منذ انطلاق حملتها العسكرية في 24 فبراير/شباط، إذ سيطرت على مدينة خيرسون فيما تحاصر ماريوبول، لكن أوديسا بقيت إلى حد ما بمنأى عن القتال.
ويقطن قرابة مليون شخص في أوديسا، المدينة الواقعة على ساحل أوكرانيا الجنوبي والتي تضم ناطقين بالروسية والأوكرانية وأقليات بلغارية ويهودية.
أهمية أوديسا
تشتهر أوديسا بكونها مدينة صناعية وزراعية، وتضم مرفأين هما: أوديسا ويوجني، والأخير يعتبر أيضا مرفأ نفطيا مهما على الصعيد العالمي، وتضم أيضا منفذا آخر لا يقل أهمية في الإقليم نفسه إلى الجنوب الغربي، بالإضافة إلى أنها تمثل مركزا رئيسيا للنقل التكاملي مع خطوط السكك الحديدية. حيث يتمّ توصيل النفط من أوديسا إلى الاتحاد الروسي والدول الأوروبية عبر شبكة خطوط أنابيب استراتيجية.
أوديسا تختزل أيضا التوليفة المختلطة في معظم مدن أوكرانيا؛ الدولة السوفيتية السابقة، حيث يتكلم أهلها الأوكرانية والروسية، كما تضم موالين لكييف وآخرين لموسكو، وفي هذا المزيج، يبدو التعايش سلميا عبر تقسيم يشمل الأحياء.
فبينما ينظم البعض من أبناء المدينة للمقاومة الشعبية استعدادا لمواجهة الروس، يعلن آخرون تأييدهم لموسكو، وفي جزء آخر من المدينة، تقوم مجموعة من المواطنين، كل مساء، بدوريات في الشوارع، وينظمون نقاط تفتيش للسيارات للتأكد من أن الغرباء لا يحملون أسلحة.
وفي حي آخر، تقوم النساء بمسح العلامات الفلورية التي من شأنها أن تكون إشارات للطائرات بدون طيار الروسية، بينما انكب شبان في فناء حي آخر على صنع زجاجات حارقة للدفاع عن أنفسهم ضد الجيش الروسي.
تعتبر أوديسا أدفأ مدن أوكرانيا في فصل الشتاء لوجودها على البحر، وفيها تتجلى ملامح التطور ملحوظة عبر البناءات الشاهقة الجديدة والسيارات الحديثة، كما تضم عددا من الكنائس و4 مساجد للمسلمين، وتستضيف العديد من الأجانب من مختلف دول العالم من طلاب وتجار، ما يمنحها جميع معايير الجمال القابع على ساحل البحر الأسود، تعززه مبانيها التاريخية وشوارعها القديمة الجميلة.
ووفق دراسة أجراها المعهد الجمهوري الدولي عام 2015، فإن 68 بالمئة من سكان أوديسا من أصل أوكراني و25 بالمئة من أصل روسي، كما تضم عددا كبيرا من اليهود، وتقارب أوديسا حجم بلجيكا أو مولدوفا، وتشكل حوالي 5.5% من أراضي أوكرانيا.
مدينة جميلة يخشى مراقبون أن تشوهها الحرب الجارية، وسط معطيات تشير بتحرك سفن حربية روسية من شبه جزيرة القرم باتجاهها بالتزامن مع انتشار قطع بحرية تابعة لموسكو على ساحل المدينة.
والاستيلاء على أوديسا يحمل معه شبح خنق الاقتصاد الأوكراني، وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، فإن خسارة أوديسا ستكون مثل خسارة المملكة المتحدة لدوفر، من حيث التأثير.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDguMjIwIA== جزيرة ام اند امز