الأمير محمد بن سلمان اختار أن يبدأ طريق النور رغم كل الصعوبات والتحديات، والأسبوع الماضي بدأ جولة دولية استهلها بمصر ثم بريطانيا.
لم نر عبر التاريخ دولاً تتقدم آلياً، ولا شعوباً تتغير تلقائياً، تحتاج الأمم من وقت لآخر لوقفة لمراجعة مواقفها ومواقعها.
وكل التغيرات التي شهدها التاريخ كانت تأتي بطريقتين، إما من القاعدة الشعبية عبر ثورات تتسبب غالباً في الكثير من الخسائر والدماء، ويكون ثمنها باهظاً ونتائجها غير مضمونة، أو عبر قادة مصلحين يتمتعون بالحكمة والعظمة وكاريزما غير عادية، ويكون شعوبهم محظوظين بذلك، ورأينا أمثلة لذلك عبر التاريخ وأمجاد أمم حققها قادة خلّدهم التاريخ.
وإذا نظرنا إلى منطقتنا العربية والعصر الحديث يمكن أن نرى ذلك بشكل جلي؛ وأحسن مثال على ذلك هو دولة الإمارات العربية المتحدة التي بنتها رؤية وحكمة المغفور له الشيخ زايد القائد؛ الذي جعل كل إماراتي يفخر أينما حل بانتمائه لدولة عظيمة مشرّفة.
واليوم نرى قائداً آخر يحمل مشعل الإصلاح، رغم التحديات الكبيرة والمرحلة الحرجة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط بسبب تحالف قوى الشر التي خلقت الإرهاب ومازالت تدعمه؛ لتخدم أيديولوجيات ليس وراءها حب للدين ولا غيرة عليه ولا نزعات طائفية حقيقية، بقدر ما تسعى إلى التمكّن من شعوبنا العربية أدمغة وأجساداً للسيطرة عليها سياسياً واستغلال ثروات بلدانها.
يسير الأمير محمد بن سلمان بخطى واثقة لأنه سطّر طريقه بوضوح، ويعلم جيداً ما يريد وكيف يرى مملكته وشعبه، هي مسألة وقت لا غير. وكل عوامل النجاح متوفرة لتحقيق رؤية 2030 والتي يباركها الدعم الدولي وجهود الشعب السعودي، الذي آمن بها ويدعم قائدها المصلح للانتقال بالمملكة نحو مستقبل أفضل وآفاق أوسع.
الأمير محمد بن سلمان اختار أن يبدأ طريق النور رغم كل الصعوبات والتحديات، والأسبوع الماضي بدأ جولة دولية استهلها بمصر ثم بريطانيا وبعدها يتجه إلى الولايات المتحدة.
عكست زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة توجهاته نحو بناء رؤيته الإصلاحية التاريخية، والزيارة المميزة والتي أتت في إطار جولة بدأها ولي العهد السعودي من مصر ثم بريطانيا، أسهمت في تفعيل وسائل الإعلام البريطانية للتحدث عن المملكة السعودية، وتصحيح صورة طالما حاول الإعلام الغربي أن يشوهها، وركزت المواقع الحكومية الرسمية على الكاريزما القيادية لما وصفوه بالأمير المصلح، مشددين على ضرورة دعم توجهاته.
ونقلت الصحف البريطانية ووسائل التواصل الاجتماعي الزيارة التي عكست أوجه التعاون السعودي البريطاني، والذي كان له جذور تاريخية، لكنه الآن يتخذ منعرجاً جديداً بسبب التغيرات السياسية والتحديات الجديدة التي يمر بها البلدان.
فبريطانيا وبخروجها من الاتحاد الأوروبي من مصلحتها سياسياً واقتصادياً أن تعزز علاقاتها بالمملكة، وتوسع آفاق الاستثمار والتعاون.
كما أن المملكة العربية السعودية تحتاج الآن، وإلى جانب بقية الدول، أن تعزز علاقاتها الاستراتيجية ببريطانيا، وخاصة توضيح ما يحدث في المنطقة، لاسيما العمل من أجل التصدي للإرهاب الذي صنعته أنظمة مخربة في المنطقة كان همها ولعقود من الزمن هو تهديد أمن الدول العربية، بقيادة إيران في محاولة منها لاستنساخ النموذج الثوري الذي بنته في الظلام تحت عباءات تجرها آملة ان تسحب داخلها مناطق عربية بشعوبها وثرواتها.
مسيرة المملكة العربية السعودية بدأها الأمير الطموح، بخطوات ثابتة بمحاربة الفساد الذي تسبب في عرقلة مسيرة المملكة لسنوات، وأنشأت هيئة لمحاسبة المتورطين وإعادة أموال الدولة لاستثمارها لصالح شعبها .
وبالتوازي مع الإصلاحات الاقتصادية تعمل الرؤية المتكاملة على فتح أفق أمام المرأة السعودية، فكانت سنة 2017 سنة الامتياز والتميز، لتفتح مجالات تتمتع النساء السعوديات فيها بكفاءات وخبرات لا تقل شأناً عن نظيراتهن في الغرب، لكن ما كان ينقصهن هو الفرصة، وما نراه من تحرك في صفوف النساء يبشر بتميز عالمي سنرى نتائجه، وتقطفه ثماره المملكة في وقت قصير من الآن.
كما فتح التوجه السعودي الجديد أبواب المملكة على الثقافات والفنون، في رؤية متكاملة وواضحة؛ وما يتم الآن هو جمع عناصرها للوصول إلى 2030 وتحقيق الرؤية التاريخية، بالتوازي مع جهودها في محاربة قوى الظلام التي تعمل على تخريب المنطقة ودعم الإرهاب.
وعكست زيارة الأمير محمد بن سلمان لبريطانيا تقدير الغرب لجهود المملكة في هذا المجال، حيث أعربت المملكة المتحدة عن تقديرها لجهود المملكة العربية السعودية في مجال مكافحة الإرهاب، وتجفيف منابع تمويله، من خلال إعلانها عن تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب ومقره الرياض بعضوية 41 دولة إسلامية.
وأعربت المملكة المتحدة عن ارتياحها لأن تكون أول دولة داعمة، توقع إعلان ارتباط مع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في مبادراته للصد لتهديدات الإرهاب والتطرف العنيف في مجالات العمل الأربعة: (الفكري، الإعلامي، مكافحة التمويل، والجانب العسكري).
كما أشادت المملكة المتحدة بقيادة المملكة العربية السعودية لتأسيس المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب في الرياض.
يسيّر الأمير محمد بن سلمان بخطى واثقة، لأنه سطّر طريقه بوضوح ويعلم جيداً ما يريد وكيف يرى مملكته وشعبه، هي مسألة وقت لا غير، وكل عوامل النجاح متوفرة لتحقيق رؤية 2030؛ والتي يباركها الدعم الدولي وجهود الشعب السعودي الذي آمن بها ويدعم قائدها المصلح للانتقال بالمملكة نحو مستقبل أفضل وآفاق أوسع، رغم مساعي قوى الظلام عرقلة هذه المسيرة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة