كاتدرائية نوتردام.. معلم تاريخي صمد في وجه الكوارث لـ800 عام
كاتدرائية نوتردام المتربعة في قلب باريس شهدت أحداثا عنيفة تسببت بخرابها ودمارها، ليتم ترميمها عدة مرات على مدار قرون.
هز العاصمة الفرنسية، الإثنين 15 أبريل/نيسان، حريقا ضخما التهم إحدى أعرق معالمها التاريخية، وهو كاتدرائية نوتردام العريقة، التي بدأ بناؤها عام 1163 وشهدت عقب ذلك عدة عمليات تجديد وإعادة بناء للمحافظة على مكانتها الدينية والتاريخية، وهي مطلة على نهر السين ومتربعة في قلب باريس بهيكلها الضخم وعمارتها المميزة، ليشكل حريقها صدمة مريعة لسكان باريس ومحبيها.
إلا أن القارئ للتاريخ يعلم أن الكنيسة على مدى قرون نجت من عدة أحداث كارثية، ما بين غزو وحروب أهلية وغارات وأوبئة ونزاعات دولية، لتصبح قبلة السياح من كل العالم، ومعلما يروي تاريخ باريس منذ أكثر من 8 قرون.
- الثورة الفرنسية
خلال الثورة الفرنسية تم هدم برج الكاتدرائية الذي يعود للقرن الـ 13 إضافة لـ28 تمثالا من قبل مناهضي الحكم الملكي في فرنسا، ولم ينجُ من تماثيلها سوى تمثال لمريم العذراء وعدد من التماثيل الأخرى، لتخضع لاحقا لعمليات إصلاح وتجديد منتصف القرن التاسع عشر، والتي استمرت لـ 20 عاما لإعادتها لما كانت عليه.
- الحرب العالمية الأولى
تعرضت الكاتدرائية في الحرب العالمية الأولى عام 1914 لأكثر من 20 قذيفة أطلقتها القوات الألمانية ما تسبب في إحراق دعامات خشبية وتصدع السقف وتفحم مقاعد الكنيسة، كما دمرت النوافذ الزجاجية والتماثيل، وتعرضت لهجمات أخرى عامي 1917 و1918، إلا أنها رُممت وأعيد افتتحها عام 1938.
- حريق عام 1936
يعد الحريق الذي شهدته عام 1936 من أفظع الكوارث التي مرت على الكاتدرائية، حيث اشتعلت النيران لـ 11 يوما متواصلة لتتحول بسببه ملفات تاريخية ووثائق قديمة إلى رماد، كما هُدمت أعمدة وتماثيل للكنيسة.
- الحرب العالمية الثانية
نالت الكاتدرائية نصيبها من الحرب العالمية الثانية حين قصفتها القوات النازية بـ14 قنبلة شديدة الانفجار و70 قنبلة حارقة، لكن القائمين عليها آنذاك تمكنوا من إزالة النوافذ العريقة التي تعود للحرب العالمية الثانية وحماية عدد من القطع القيمة والثمينة في الكاتدرائية بأكياس من الرمل، وتمكنوا من ترميمها والاحتفال بالذكرى الـ 700 لوضع حجر الأساس لها أي عام 1948.