أكروبوليوم قرطاج.. جوهرة معمارية شاهدة على التاريخ
شموخ يميز أكروبوليوم قرطاج، أو ما تسمى بكاتدرائية القديس لويس، تلوح من بعيد من فوق هضبة بيرصة، بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس.
تلك الكنيسة الضاربة في القدم تعتبر جوهرة معمارية من حيث الهندسة والزخارف، وتعود إلى الحقبة الاستعمارية في زمن الاحتلال الفرنسي (1881-1956).
كاتدرائية لا تزال صامدة منذ نهاية القرن التاسع عشر، وهي الشاهدة على تاريخ مر على تونس، لتروي تاريخ ولى وانتهى.
وبمجرد الدخول لمدينة قرطاج، تجد تلك الكاتدرائية شامخة من فوق هضبة لتخبر الزائرين بحكايا التاريخ وأسرار الماضي، وتوشوش لهم بأنها الدليل على ما تزخر به تونس من حضارة وتاريخ وأصالة.
وبجانب تلك الكاتدرائية تجد مركز حكم عليسة لقرطاج، ومن ناحية البحر ترى آثار الميناء القديم الذي كان بوابة البلاد.
أكروبوليوم قرطاج، هي كاتدرائية كاثوليكية، تقع على ربوة بيرصة في قرطاج..
سميت الكاتدرائية باسم لويس التاسع ملك فرنسا، الملقب بالقديس لويس، والذي توفي في قرطاج أثناء الحملة الصليبية الثامنة سنة 1270.
وبعد مرور 5 قرون من وفاته، أرادت سلطات الاستعمار الفرنسي إحياء ذكرى لويس التاسع، وطلبوا من الباي التونسي حسين باي الثاني عام 1830 تمكين الفرنسيين من أرض صالحة للبناء لتشييد كنيسة صغيرة تحمل اسم سان لويس.
فكلف ملك فرنسا لويس فيليب الأول، القنصل الفرنسي في تونس، فرديناند ديليسبس، بإتمام إجراءات بناء الكنيسة الصغيرة مع الباي التونسي وحكومته.
ولتشييد هذا المعلم، جلبت الحجارة من آثار قرطاج ومقاطع "سليمان" في محافظة نابل شمال شرقي تونس، وشارك في تمويل عملية البناء الكثير من أحفاد الصليبيين الذين قدموا مع لويس التاسع إلى تونس عام 1270. وفي وقت قياسي أُنجزت الكنيسة.
وفي يوم 25 أغسطس عام 1842، وهو التاريخ الذي يتزامن مع الاحتفال بيوم القديس سان لويس، تم تدشين الكنيسة وأداء الصلوات والطقوس المسيحية فيها.
لكن في اواسط القرن 19 أُهملت الكنيسة طيلة 20 سنة كاملة إلى حين تسمية “الكاردينال” الشهير شارل مارسيال لافيجري، كبير الأساقفة في الجزائر.
وتبلغ مساحة الكاتدرائية، التي يطغى على طرازها المعماري، الطابع القوطي والبيزنطي، 1200 متر مربع.
لم تعد الكاتدرائية تحتضن أي مراسم للعبادة، وأصبحت منذ سنة 1993 فضاء ثقافياً وسياحيا تحت اسم الأكروبوليوم.
لكن هذه الكاتدرائية أصبحت آيلة للسقوط ما دفع السلطات التونسية إلى إطلاق مشروع من تمويل الاتحاد الأوروبي لإعادة تهيئتها وتهيئة المتحف الوطني بقرطاج والموقع الأثري بقرطاج.
مقر لأسقفية قرطاج
وقال فوزي محفوظ، المدير العام للمعهد الوطني للتراث، إن الأكروبوليوم تتميز بموقع تاريخي على بعد أمتار من الموقع الأثري لمدينة قرطاج، التي تأسست سنة 814 قبل الميلاد، وكانت مقرا للحكم القرطاجي فوق هضبة بيرصة.
وتابع في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن مدينة قرطاج، التي عاشت العديد من الحضارات، منها رومانية ووندالية وبيزنطية وإسلامية، فقدت دورها المركزي كعاصمة للبلاد، وأصبحت ضاحية من ضواحيها فقط، لكن منذ الفترة الاستعمارية الفرنسية بدأ بريق قرطاج يعود باعتبارها منطقة سكن.
وأضاف: "الفترة الاستعمارية أعطتها مكانة مهمة، لأنهم اتخذوا من قرطاج مقرا لأسقفية قرطاج وبنوا الكاتدرائية في نهاية القرن 19".
وأكد أن مشروع إعادة تهيئة وترميم الأكروبوليوم سيعيد بريق هذا المعلم التاريخي لاستقطاب السياح وسيكون حاضرا سنة 2024.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xNjAg جزيرة ام اند امز