"حرافيش القاهرة".. نظرة أخرى للعاصمة المصرية
الكتاب يركز على مهن أوشكت على الانقراض في القاهرة ومنها "دباغ الجلود، العجلاتي، الخياط البلدي، والحلاق الطواف على بيوت الأهالي".
صدرت عن هيئة قصور الثقافة في مصر طبعة جديدة من كتاب "حرافيش القاهرة" للكاتب الراحل عبدالمنعم شميس.
والكتاب يتضمن صور قلمية عن شخصيات شعبية مجهولة عرفها الكاتب خلال جولاته في أحياء القاهرة المختلفة، منطلقا من حي عابدين بوسط المدينة، أحد أبرز أحياء الطبقة الوسطى في مصر.
والكاتب عبدالمنعم شميس أحد أبرز مؤرخي الحياة الثقافية منذ الخمسينيات وحتى رحيله، وله عدة مؤلفات أشهرها "مقاهي الأدب والفن"، "القاهرة قصص وحكايات"، و"عظماء من مصر".
تخرج شميس في كلية الآداب جامعة القاهرة 1942 حصل على الماجستير في عام 1957 تتلمذ على أيدي كبار الفكر والثقافة والأدب في مصر وفي مقدمتهم الدكتور طه حسين والشيخ أمين الخولي وغيرهم، تخصص في كتابة الأعمال الدرامية، وكان أكبر كتاب الإذاعة للدراما التاريخية والثقافية والإسلامية.
والكتاب يقدم وثيقة مهمة من مصادر دراسة التاريخ الاجتماعي لمدينة القاهرة، والتحولات التي شهدتها في أعقاب ثورة يوليو/تموز 1952، من مدينة كوزموبوليتانية الطابع.
ويؤرخ لتلك التحولات انطلاقا من مقر قصر الحكم في عابدين لكنه يستع ليشمل مصائر انسانية مختلفة، تظهر عبرها التفاصيل الصغيرة التي غيرت من شكل المدينة عبر ما يزيد عن مائة عام، ونعرف من خلالها قصص فتوات القاهرة وحرافيشها والتغيرات اللافتة في عمارتها مع دخول الكهرباء وشبكات صرف المياه، وتطور شبكات المواصلات، إلى جانب نشأة فرق الموسيقى وطبيعة الأفراح الشعبية آنذاك فضلا عن تطورات ظاهرة تعاطي الحشيش والمخدرات وأشكال الرعاية الصحية حتى أوائل القرن العشرين.
ويركز الكتاب على مهن أوشكت على الأنقراض في القاهرة ومنها"دباغ الجلود "و العجلاتي " والخياط البلدي" والحلاق الطواف على بيوت الأهالي كما يلقتط نماذج انسانية أخرى منها الحرافيش والمجاذيب وأبو شوارب ويكتب كل ذلك بطرافة بالغة.