جميلات الفراعنة يعانقن الخط العربي وكتاب الموتى في القاهرة
الفنان عادل ثروت يتأمل فلسفة الوجود منطلقاً من معين الحضارة المصرية القديمة وهو يُشيد عالم لوحاته ليخلق حواراً مفتوحاً بين أبطاله
يُجدد الفنان التشكيلي المصري عادل ثروت زياراته إلى التراث، مقتبسًا من عوالمه سرديات بصرية تلتقي بالزخارف وفنون الخط العربي.
في معرضه الجديد "العودة إلى الوجود" الذي يستضيفه جاليري "النيل" بالعاصمة المصرية القاهرة، ويستمر حتى 5 مارس/آذار، يتأمل الفنان عادل ثروت، فلسفة الوجود منطلقاً من معين الحضارة المصرية القديمة وهو يُشيد عالم لوحاته، ليخلق حواراً مفتوحاً بين أبطاله ونصوص كتاب الموتى وأدبياته الفرعونية.
وهو الكتاب الذي عُرف في مصر القديمة كدليل للميت في رحلته للعالم الآخر، وبه ترتبط مفاتيح النعيم بمواقف أخلاقية على شاكلة "لم ألوث ماء النهر"، "لم أقم سدًا"، وهي العبارات التي نقلها من النصوص القديمة على هيئة حروف عربية مُزخرفة في أفق لوحاته التي تستدعي سطح جداريات المعابد الفرعونية والبرديات.
يضم المعرض نحو 40 لوحة فنية، ويجد الفنان المصري صيغًا ترابطية فنية بين الأجواء المصرية القديمة وبين توظيف الخط العربي وزخارفه ورموز قديمة كالمثلثات، في تناغم يظهر على نسيج لوحاته، التي تُطل منها ألوان المعابد والمقابر التي تنحدر من درجات الأخضر والأحمر والأبيض والأسود التي تحمل رموزاً لدى المصريين القدماء للخصوبة والنماء والقوة، علاوة على اللون الأصفر ومسطحات ذهبية التي تعكس الشمس التي قدسها المصريون القدماء.
يستعين عادل ثروت، مواليد 1966، بمفردات الحياة المصرية القديمة في لوحاته، بما في ذلك ملابس أبطاله التي تُحيل لملمس الكتان الذي كانوا يرتدونه بتعدد ألوانه، وكذلك حضور لآلات موسيقية عرفها التراث الفرعوني بما في ذلك الدفوف ودلالتها في الفرح والحزن على السواء، كأنها صدى أناشيد قديمة.
ويضع عادل ثروت شخوصه، خصوصا النساء، في وضعيات حركية مُتحررة وسوريالية، يُجاورون مراكب الشمس التي تعد واحدة من موتيفات المواكب الجنائزية في مصر القديمة.
ويهتم مشروع الفنان عادل ثروت بثيمات التراث الشعبي وانسجامه مع المفردات الفنية للعمارة والزخرفة ونسج علاقة جمالية مع قصص التاريخ، بخلق نصوص موازية له، وهو حاصل على درجة دكتوراه الفلسفة في التربية الفنية، ويعمل أستاذا ورئيس قسم الرسم والتصوير بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، ومن أبرز معارضه "على هامش الذاكرة" و"قرابين العشق"، و"موال أخضر" و"الزار".
