مواقف الأمير محمد بن سلمان تجاه إيران لم يسجلها زعيم عربي قبله، ولم يصف أحد الحالة الإيرانية مثلما عبّر عنها بوضوح وثقة وقوة.
مواقف الأمير محمد بن سلمان تجاه إيران لم يسجلها زعيم عربي قبله، ولم يصف أحد الحالة الإيرانية مثلما عبّر عنها بوضوح، وثقة، وقوة؛ فلم يجرؤ أحد غيره على تشبيه المرشد الأعلى الإيراني بـ«هتلر»، ولم يقلل أحد من مكانة إيران مثلما وصفها بأنها «نمر من ورق»، ولم يتصد لمشروعها الطائفي وتعريته مثلما فعل في عاصفة الحزم، فضلاً عن مواقف وتحالفات إقليمية ودولية لاستعادة أمن المنطقة واستقرارها من كل دولة مدّت يدها إلى إيران لنشر الفوضى والإرهاب.
ولي العهد في مقابلته التلفزيونية مع قناة (CBS) الأمريكية قبل لقائه المرتقب يوم الثلاثاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يبعث برسائل مهمة إلى الداخل الأمريكي تجاه إيران، وضرورة التصدي لمشروعها، وإعادة النظر في برنامجها النووي، حيث لا يمكن أن تمتلك إيران قنبلة نووية قبل أن تكون السعودية لديها الشيء نفسه وبشكل سريع، وهي إشارة مهمة إلى أن التسلح النووي ليس هدفاً للسعودية، ولكنه ردة فعل على خطوة إيران لامتلاك تلك القنبلة، وتوازناً إقليمياً في المنطقة.
حينما يقول الأمير محمد بن سلمان إن خامنئي هو هتلر العصر الجديد؛ فإن العقلية الغربية والأمريكية تحديداً سوف تتوقف كثيراً عند ذلك التشبيه، ودلالته، ومخاوفه أيضاً، وستدرك أن موقف الإدارة الأمريكية الحالية محق بتعديل بنود الاتفاق النووي مع إيران، أو الانسحاب من الاتفاقية
إيران في نظر الأمير محمد بن سلمان ليست سوى مشروع هتلري فاشي، والسكوت عنها يعيدنا إلى ذاكرة الحرب العالمية الثانية؛ حين صمت العالم على مجازر هتلر التي راح ضحيتها أكثر من 11 مليون إنسان، وخسر بسببها اقتصاده وعلاقاته؛ لذا استدعاء شخصية هتلر بطموحها في حكم العالم هو جرس إنذار لإيقاظ دول العالم وشعوبها لما تحلم به إيران وتطمح في الوصول إليه، واستشعار للخطر الذي تمارسه في شؤون الآخرين، وتصدير الإرهاب، والفوضى، والتأزيم الطائفي بين الشعوب.
حينما يقول الأمير محمد بن سلمان إن خامنئي هو هتلر العصر الجديد؛ فإن العقلية الغربية والأمريكية تحديداً سوف تتوقف كثيراً عند ذلك التشبيه، ودلالته، ومخاوفه أيضاً، وستدرك أن موقف الإدارة الأمريكية الحالية محق بتعديل بنود الاتفاق النووي مع إيران، أو الانسحاب من الاتفاقية، وهو ما ينوي الرئيس ترامب فعله، خاصة بعد التغيير الذي أحدثه في وزارة الخارجية الأمريكية، واستدعاء العقلية الأمنية والعسكرية لإدارة الملف بدلاً عن طاولة السياسة الدبلوماسية.
إيران أمام حالة ارتهان قسري للواقع، فلم يعد لها مجال أن تراوغ أو تتمدد أو تتأخر عن مواجهة الحزم العالمي الجديد، وليس لها قدرة على مواجهته وداخلها الهش قابل للانفجار في أي وقت، وأموالها التي وزعتها على مشروع ثورتها لن تعود كما تتوهم على حساب أمن المنطقة واستقرارها.
مرة أخرى الأمير محمد بن سلمان يخاطب إيران بالعقلية التي تفهمها كثورة وليست دولة، ولكنه يدرك أيضاً أن العالم لن يسمح بأن يعود هتلر مجدداً حتى لو كان متنكراً بعمامته.
نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة