الكاتب الأمريكي ماثيو ليفيت ومدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى يرصد جرائم حزب الله العابرة للقارات
"تهديد حزب الله تطوّر ولم يعد محدود النطاق للسياسة في الشرق الأوسط ولم تقتصر مهمته على محو إسرائيل من الوجود، ولابد من الاعتراف بهذا التهديد في كل مكان يظهر فيه، وتحديه على نطاق عالمي".
ما سبق هو مقتطف من مساهمة الدكتور "ماثيو ليفيت" في كتابه الجديد "فيما يتجاوز التقارب: عالم بلا نظام" المنشور بموقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي يرصد فيه بالتحليل والتدقيق العمليات الإجرامية التي شارك فيها "حزب الله" اللبناني ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية في القارات الخمس حول العالم.
وماثيو ليفيت هو كاتب أمريكي ومدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
ويرى ليفيت أنه لم يعد من الممكن اعتبار حزب الله أداة إيرانية ومنظمة إرهابية فحسب، بل أصبح يشكل حالياً قوة عسكرية كبيرة، ومنظمة إرهابية قاتلة على مستوى العالم، وشبكة معقدة للإجرام وغسل الأموال".
وفيما يلي أهم الجرائم المتورط فيها حزب الله بحسب الكاتب الأمريكي..
بيع المسروقات والأسلحة
في عام 2009، كشفت "مصلحة تنفيذ قوانين الهجرة والجمارك" الأمريكية عن سلسلة من المخططات الإجرامية لحزب الله في الولايات المتحدة، تراوحت بدءاً من أجهزة الكمبيوتر المحمولة المسروقة، وجوازات السفر، وأجهزة الألعاب، إلى بيع العملة المسروقة والمزورة، وشراء الأسلحة، ومجموعة واسعة من أنواع الدعم المادي الأخرى، مما يشير إلى المجموعة والحجم الواسع النطاق للأنشطة الإجرامية لحزب الله.
اقرأ أيضاً:
- "حزب الله".. من المقاومة إلى الفساد والمتاجرة في الدماء العربية
- "حزب الله".. يد إيران "الطائفية" تعبث بالمنطقة العربية
وقد لعب كبار مسؤولي حزب الله أدوار عملية في تخطيط العديد من الجرائم وتنفيذها، ووفقاً للمحققين الأمريكيين، دلّ اتباع الخيوط الهشة في العديد من الحالات الأخيرة وبصورة مباشرة إلى ممثل حزب الله في إيران عبد الله صفي الدين وهو ابن عم حسن نصر الله الأمين العام للحزب ويُعتبر أحد أهم رجال المال في حزب الله.
وتصل العائدات التي يجمعها الحزب بشكل عام ما يتراوح بين 20 و30 مليون دولار، يجنيها سنويا عن طريق صناعة الاحتيال غير المشروعة في الولايات المتحدة وحدها.
وبحسب الكتاب يسعى حزب الله في الفترة الحالية إلى الاستفادة من خدمات الشبكات الإجرامية المنظمة لتسهيل دخوله في المشاريع الإجرامية واسعة النطاق.
وقد ارتبطت أسماء على صلات بالحزب اللبناني مع مجموعة واسعة جداً من الجرائم والعملاء، بدءاً من المخدرات وصولاً إلى مبيعات السيارات المستعملة الدولية، ومن غسل الأموال إلى شركات مشتريات وهمية.
قضية "البنك اللبناني الكندي"
في يناير عام 2011، تم تصنيف أيمن جمعة كأحد كبار تجار المخدرات ومسؤول عن "غسل ما يصل إلى 200 مليون دولار شهرياً" من خلال "البنك اللبناني الكندي" وقنوات أخرى مرتبطة بحزب الله.
وبعد عدة أشهر، وفي ديسمبر /كانون الأول 2011، قام المحققون في مختلف أنحاء العالم بتعقب خيوط المعلومات المتعلقة بقضية "البنك اللبناني الكندي" من الولايات المتحدة إلى أوروبا، وأستراليا، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية، بإلقائهم القبض ليس فقط على تشكيلات متنوعة من تجار المخدرات، بل أيضاً على متورطين في غسيل أموال و"ميسرين فائقين" أساسيين لهم صلات مع كبار شخصيات حزب الله. على سبيل المثال، كان عبد الله صفي الدين أحد كبار مسؤولي الحزب المتورطين في قضية "البنك اللبناني الكندي".
غسيل الأموال في كولومبيا
في شهر ديسمبر من العام 2015، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" خبر عن اكتشاف شبكة تهريب دولية تمتد من كولومبيا الي اوروبا تقوم بغسيل أموال المخدرات وللشبكة صلات بحزب الله بالإضافة الي مجموعة قضايا عن مشتبه بهم اعتقلوا في ليتوانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، ويستخدم الحزب مجموعة متنوعة من الوسائل لجني الأموال النقدية، ونقلها، وإخفائها بمساعدة رجال مال وشركات إجرامية مختلفة تخفي مصادر تمويلها.
شبكات التهريب الدولية
بالإضافةإلى مجموعة الشبكات الاجرامية المنظمة يقوم الحزب اللبناني، ارتبط الحزب اسم حزب الله بمجموعة عمليات إرهابية في قبرص، والفلبين، وعلى طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية؛ بالإضافة إلى غسل الأموال في منطقة الحدود الثلاثية، وولاية كارولينا الشمالية، وبلجيكا، وسيراليون، وتهريب المخدرات والممنوعات الأخرى في كندا، وكولومبيا، وألمانيا، وأفريقيا.