هوكوساي.. أبرز فناني اليابان في عالم الرسم على الخشب
أثرت أعماله في حركة الفن التشكيلي في أوروبا وتأثر به مجموعة من أشهر الرسامين الفرنسيين
يعتبر كاتسوشيكا هوكوساي واحدا من أهم وأكبر فناني مدرسة الرسم على الخشب في اليابان عاش في الفترة من (نوفمبر 1760- 10 مايو 1849) ويعتبر من رواد فن الهانجا، وهو فن نحت الرسومات على الخشب ثم طباعتها على الورق، وهي حركة فنية تصويرية ظهرت في بداية القرن السابع عشر للميلاد.
اسمه الأصلي في الطفولة توكيتارو، انضم إلى ورشة الفنان كاتسوكاوا شونشو عام1788 وتعلم تقنية الرسم على الخشب. تعود أولى أعماله إلى عام 1796 ومن بينها لوحات على ألبومات وأوراق منفصلة، وقعها باسمه المستعار الجديد هوكوساي. اشتهرت أعماله بتنوع الأساليب والمواضيع التي تعالجها من بين أشهر أعماله التي تركها، المجلدات الثلاثة عشر للدفاتر كان يخط عليها، والتي تسمى هوكوساي مانغا، كان قد بدأ إنجازها عام1814 وسلسلة من لوحات محفورة على غرار مشاهد جبل فوجي الستة والثلاثين، التي أنجزها خلال الفترة 1826- 1833 ومن بين أشهر رسوماتها الموجة الكبيرة في كاناغاوا والمحفوظة اليوم في متحف غيميه في باريس.
وتضم هذه المجموعة أشهر النماذج على فن الرسم الياباني. تم اقتناء العديد من هذه الرواشم من طرف الباريسيين (سكان مدينة باريس في فرنسا) في أواسط القرن التاسع عشر، وقام بعض الفنانين بجمعها. أثرت هذه الرسومات في أعمال هنري دو تولوز-لوتريك، وإيدغار دوغا. ومن أشهر أعماله عالميا لوحة الموجة الكبيرة في كاناغاوا - 1830 م.
وقد ترك هوكوساي إلى جانب آثاره الفنية، رسائل في النقد الفني، ضمنها آراءه الخاصة في الفن، وملاحظاته حول صنعة التصوير وأساليبه، وعلى الرغم من أن هذه الرسائل كتبت منذ زمن بعيد، فإنها تحتفظ بأهميتها الفنية، يقول هوكوساي في تلك الرسائل: «قال القدامى: لكي تكون رساماً عظيماً، يجب أن تتوفر لديك شروط ثلاثة: سمو الروح، وحرية الريشة، وفهم الأشياء... منذ القديم نسخ الإنسان وصور الأشياء وأشكالها، فمن السماء أخذ الشمس والقمر والنجوم، وعن الأرض أخذ الجبال والأشجار والأسماك، ومن ثم البيوت والحقول، وهذه الصور التي بُدّلت فيها الطبيعة وأصبحت أكثر بساطة، هي التي حملت للإنسان ملامح الكتابة، ولكن من أراد أن يكون رساماً، فعليه أن يحترم الصورة الأصلية للأشياء، وعندما يرسم البيوت والقصور والهياكل، عليه أن يعرف كيف أقيمت هذه الأشياء وكيف بُنيت.. يجب ألّا تكون الألوان كثيفة جداً، ولا مشرقة جداً، وعلى الريشة أن تتوارى دائماً تحت الألوان".