فواتير معلقة ورواتب مؤجلة.. عيد الميلاد يوقف التحويلات البنكية في أوروبا
مع اقتراب عطلة عيد الميلاد ونهاية العام، يجد ملايين الأوروبيين أنفسهم أمام مفاجأة غير سارة، حيث تتوقف مؤقتا التحويلات البنكية التقليدية بين المصارف.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن هذا الانقطاع، الذي يمتد لعدة أيام، قد يعقّد دفع الرواتب أو الفواتير أو حتى إرسال "العيدية" للأبناء، لكنه يبقى، بحسب المختصين، محدود التأثير، في ظل توفر حلول بديلة تضمن استمرار تدفق الأموال بين الأفراد.
هل ستعجز عن تحويل مبلغ مالي لابنك المراهق بمناسبة عيد الميلاد؟
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الوقف يأتي "في وقت بات فيه المال النقدي أو التحويلات البنكية تحظى بشعبية متزايدة لدى فئة الشباب، إذ يصرح 63% من المراهقين بأنهم يفضلون تلقي المال بدل الهدايا العينية (مقابل 54% في عام 2024)".
وتشير دراسة أُجريت عبر الإنترنت على أولياء أمور ومراهقين من عملاء منصة "بكس باي" إلى أن 59% منهم يعتبرون المال أفضل من هدية مادية. غير أن الأيام المقبلة لن تتيح إجراء تحويلات بنكية تقليدية بسهولة.
ويرجع سبب هذا التوقف إلى أن أنظمة تسوية المدفوعات، التي تشغلها البنك المركزي الأوروبي، تكون مغلقة خلال عطلات نهاية الأسبوع وبعض الأعياد الرسمية.
هذا العام، يصادف عيد الميلاد يوم الخميس، فيما يعد يوم 26 ديسمبر/ كانون الأول عطلة رسمية في دول مثل ألمانيا وإيطاليا، ما يجعل كامل الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى المملكة المتحدة وسويسرا، معنيًا بهذا التعليق المؤقت. وبما أن هذين اليومين يتبعهما عطلة نهاية الأسبوع (27 و28 ديسمبر/ كانون الأول)، فلن تنفذ عمليات التسوية البنكية إلا اعتبارًا من يوم الاثنين 29 ديسمبر/ كانون الأول.
وبناءً على ذلك، سواء كنت شركة أو فردًا، إذا قمت بإصدار أمر تحويل بين 25 و28 ديسمبر/ كانون الأول لدفع راتب، أو تسديد فاتورة، أو إرسال مكافأة نهاية العام، فسيتم تسجيل العملية، لكن المبلغ لن يصل إلى المستفيد إلا عند إعادة فتح نظام التسوية يوم 29 ديسمبر/ كانون الأول.
لا قلق على الرواتب… والبنوك تستبق الإغلاق
وقالت الصحيفة الفرنسية إنه "رغم هذا التوقف، لا داعي للقلق بشأن صرف الرواتب، إذ غالبًا ما تستبق الشركات هذه الفترات وتُجري المدفوعات قبل حلول الأعياد".
وأكدت فيدرالية البنوك الفرنسية أن هذا الجدول الزمني يبلغ سنويًا إلى الشركات عبر البنوك، ما يسمح لها باتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب لتنفيذ أوامر التحويل خلال فترات الإغلاق الطويلة.
ما البدائل المتاحة؟
من المهم الإشارة إلى أن هذا التعليق يطال فقط التحويلات البنكية التقليدية بين المصارف، سواء القياسية أو ضمن نظام "سيبا"، أما خدمات التحويل الفوري، مثل خدمة "ويرو"، فتبقى متاحة وتعمل بشكل طبيعي خلال فترة الإغلاق. كما أن التحويلات الداخلية بين حسابات تابعة للمصرف نفسه تظل ممكنة دون أي انقطاع.
وبذلك، ورغم الإزعاج المؤقت، تؤكد الجهات المصرفية أن النظام البنكي يوفر بدائل كافية تضمن استمرار التعاملات المالية الأساسية، حتى خلال أكثر فترات السنة ازدحامًا بالعطل والمناسبات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز