من هو الصحابي الجليل الذي رأى المسيح الدجال؟
من بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أحدهم المسيح الدجال خلال سفره وحكى تجربته للنبي الكريم، فمن هو؟
الصحابي الجليل الذي رأى المسيح الدجال هو تميم الداري، وكان رضوان الله عليه قبل إسلامه راهبًا مسيحيًا، وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه في السنة التاسعة هجريًا مهاجرين من فلسطين، واشتهر الصحابي بأنه كان كثير التعبد ويكثر من تلاوة القرآن الكريم ويقيم الليل كثيرا.
ورأى تميم الداري المسيح الدجال على متن سفينة، كان على متنها هو وثلاثون رجل آخرون، فاشتدت بهم الأمواج شهرًا بالبحر، فلجأوا إلى جزيرة حتى مغيب الشمس فدخلوا الجزيرة ولكن العجيب أنهم وجدوا دابة كبيرة كثيرة الشعر لا يرون قُبلها من دبرها من كثرة الشعر، ففزعوا منها وسألوها من أنت؟ قالت أنا الجساسة، ثم قالت لهم اذهبوا إلى هذا الرجل في الدير.
وتفرق الصحابي الجليل ومن كان معه في السفينة خوفًا ورهبة من أن تكون الدابة شيطانًا، وانطلقوا مسرعين إلى الدير حتى دخلوا الدير فوجدوا به رجل على حسب روايته أنه أعظم إنسان قد رأوه في حياتهم يده مجموعة إلى عنقه ومن بين كعبيه لركبتيه حديد، قالوا له ويلك من أنت؟ قال أنتم على خبر بي، أخبروني من أنتم.
فقالوا له نحن أناس من العرب كنا على سفينتنا واشتد بنا الموج فذهبنا للجزيرة لحين غروب الشمس فوجدنا دابة وأرشدتنا على مكان الدير وأخبرتنا بك فهرعنا إلى هنا خوفا من أن تكون شيطانا، فقال لهم أنا المسيح وقال لهم الكثير من علامات الساعة، وقال لهم لقد اقترب خروجي، فأخرج فأسير فيكم فلا أترك قرية إلا وأهبط بها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان.
وحين أخبر تميم الداري رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حدث معه أثناء سفره صدق حديثه، حيث قالت فاطمة بنت قيس رضوان الله عليها إنها في يوم ما سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي للصلاة، فذهبت إلى المسجد وصليت مع نبي الله، وكنت في صف النساء بعد ظهور القوم فلما انتهى نبي الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جلس على منبره ضاحكا، فقال ليلزم كل منكم مُصلاَّه ثم سأل للقوم هل تعلمون لم جمعتكم قالوا الله ورسوله أعلم، فقال صلى الله عليه وسلم جمعتكم لأن هناك رجلا نصرانيًا جاء إلى المدينة وبايعني وأسلم وحدثني عن المسيح الدجال.
وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية تميم رضوان الله عليه كاملة، وقال لهم إن المسيح الدجال ما هو إلا فتنة من الله سبحانه وتعالى، يخرج للقوم في نهاية الزمان في الزمن الذي تكثر فيه الفتن والمعاصي والمحظورات، ويقل فيه العلم، وحذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، وأمرهم بالدعاء إلى الله للوقاية من فتنة المسيح.