من هو الصحابي الذي وصفه النبي بأنه أحد الأواهين؟
وردت الكثير من الأحاديث أن النبي محمد صلى الله عليه دعا لصحابته وبعضهم أطلق عليه ألقابا، فمن الذي دعا له ولقبه بـ"أحد الأواهين"؟.
الصحابي الذي وصفه النبي بأنه أحد الأواهين عبدالله ذو البجادين، الذي دفنه النبي عليه الصلاة والسلام بيديه ودعا له في قبره.
كان هذا الصحابي الجليل شابًا ثريًا توفى والده فكفله عمه الذي كان بالغ الثراء فجعله يعيش في رغد من العيش ورفاهية لا يعيشها أقرانه، وعندما بلغ السادسة عشر من العمر تزامن هذا مع هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة فكانوا يمرون على مدينته، فالتقوا به وكان اسمه وقتها عبدالعزى المزني، فعرضوا عليه الإسلام، فلامس قلبه وشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمدًا رسول الله.
وعندما علم عمه بإسلامه غضب منه غضبًا شديدًا فجرده من متاع الدنيا حتى ملابسه، فذهب إلى أمه فقطعت بجادًا لها (الكساء الغليظ الجافي)، وأعطته إياه فائتزر بواحدة وارتدى الأخرى، وهرب من عمه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وعن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال: أتى عبدالعزى النبي صلى الله عليه وسلم فصلى معه الصبح، وكان الرسول إذا صلى الصبح تفقد الناس ونظر في وجوههم فرآه. فقال: "من أنت؟" قال: أنا عبد العزى وكان اسمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنت عبد الله ذو البجادين، إلزمنا وكن معنا، فكان يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حجره.
وقال التيمي: "فكان إذا قام يصلي من الليل جهر بالدعاء والاستغفار والتمجيد فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله أمراء هو؟ قال: دعه فإنه أحد الأواهين".
استشهد الصحابي الشاب بعد 7 سنوات من إسلامه في غزوة تبوك، فعندما خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزوة تبوك قال له ذو البجادين: يا رسول الله ادع لي بالشهادة؛ فربط النبي صلي الله عليه وآله وسلم على عضده لحى سمرة وقال: اللهم إنى أُحَرِم دمه على الكفارـ فقال له ذور البجادين: يا رسول الله ليس هذا أردت، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنك إذا خرجت غازياً فأصابتك الحمى فقتلتك فأنت شهيد أو وقصتك دابتك فأنت شهيد.
وأقاموا في تبوك أياماً ثم أصيب ذو البجادين بالحمى فتوفى، فحفر له الصحابة قبرًا ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قبره ليلحده، وأنزله أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما إلى قبره، فقال لهما النبي: "قربا لي أخوكما برفق"، فتناوله النبي منهما وأسكنه فى لحده، وقال: "اللهم إني أمسيت راضٍ عنه فأرضى عنه"، حينها قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "يا ليتني كنت مكانه، وقد أسلمت قبله بخمسة عشر سنة".
aXA6IDMuMTQ3Ljc0LjEwMCA= جزيرة ام اند امز