المثلية الجنسية في أفلام ديزني.. طبيب نفسي يوضح مخاطرها على الأطفال
تبنت منصة ديزني قضية الجنسية المثلية وأتاحت مساحة كبيرة للتعبير عنها في أعمالها الموجهة للأطفال، فهل يؤثر هذا على هويتهم الجنسية؟
الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر، تحدث عن تأثير مشاهدة الأطفال لأعمال تدعم الجنسية المثلية، والعوامل الأولية والثانوية لظهور الجنسية المثلية عند الصغار.
وشرح المختص أن بداية ظهور الجنسية المثلية في أفلام والت ديزني كان عام 2017 في فيلم "الجميلة والوحش"، واقتصرت على مشاهد قصيرة جدا تمثل علاقة مثلية.
لكن بعد ذلك أكدت رئيسة المحتوى الترفيهي لشركة ديزني كيري بورك، أن هناك نية لدى الشركة لتحويل وإنتاج نحو 50% من الشخصيات الكارتونية التي تظهر في أفلام ومسلسلات الكارتون الخاصة بديزني بنهاية عام 2022 إلى شخصيات مثلية الجنس؛ لدعم مجتمع المثليين والعابرين والمتحولين جنسيا ومزدوجي الهوية الجنسية.
تشكل الجنسية المثلية لدى الأطفال
حذر المهدي، في منشور توعوي عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، من خطورة تعرض الأطفال لمثل هذا المحتوى، قائلا: "من المعروف أن تعرض الأطفال لهذه الجرعة من المشاهد المثلية تؤثر في أفكارهم وفي تحديد توجهاتهم الجنسية، لأن نفوسهم تكون في مرحلة التشكل، وهذا يوسع من انتشار سلوك الجنسية المثلية".
وأوضح أن سلوك الجنسية المثلية رغم حذفه من تقسيمات الإضطرابات النفسية تحت ضغط اللوبي المثلي، فإنه ما زال يرتبط بمراضة مصاحبة عالية مثل زيادة نسب الإصابة بالأمراض الجنسية، على رأسها الإيدز والاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب، واضطراب العلاقات حتى في البلدان التي لا تمارس أي تمييز ضد المثليين.
ورأى أن منع مشاهدة الأطفال الأعمال التي تدعم المثلية الجنسية لا يعني تمييزا عنصريا ضد المثليين بقدر ما يعني حماية الأطفال من محتوى جنسي غير مناسب لهذه المرحلة من العمر.
عن سؤال: هل مشاهدة الأطفال للأفلام الكرتونية التي تبثها شركة ديزني يؤدي إلى تحولهم للجنسية المثلية؟، قال إن الإجابة هي أن الجنسية المثلية الأصلية تحتاج لتكامل العناصر التالية لكي تظهر وهي:
- طفل شديد الحساسية.
- أم متشبثه بطفلها ولا تسمح له بالحركة نحو أبيه وقد تشوه صورة الأب.
- أب ضعيف أو رافض أو بعيد أو مشوه أو كثير الانتقاد للابن.
- يأنس الطفل بعالم النساء ويجالسهن ويندمج معهن ويتصرف مثلهن، لكن يظل بداخله حنين شديد إلى أب عطوف متقبل وإلى رجل يكتمل به ويعطيه الحب والحنان.
- يتعلق الطفل تعلقا شديدا بمدرسيه أو مدربيه أو أصدقائه الأكبر سناً.
- يتلوث الشعور بالحاجه للحب والحنان من نفس الجنس بالرغبة الجنسية فيما بعد.
وأوضح أن هذه الظروف المذكورة تشكل العوامل الأولية لظهور المثلية الجنسية، أما العوامل الثانوية والتي تشجع أيضا على السلوك الجنسي المثلي فهي معايشة المجتمعات المثلية في الواقع الحياتي أو الواقع الافتراضي، مثل كافيهات وبارات ونوادي المثليين والأفلام الكارتونية والمواقع الجنسية لهم.
وأضاف: "هذه المعايشة تفتح مسارات للاستمتاعات الجنسية المثلية ربما لم يكن ينتبه إليها الطفل في أحواله العادية، فيدخلها على سبيل التجربة ويتعود عليها وقد يدمنها".
وتابع: "إذن فأفلام ديزني ذات المحتوى الجنسي المثلي تشكل عاملا ثانويا لانتشار السلوك المثلي، أما العوامل الأولية بالنسبة للذكور تكمن في البيت من خلال اضطراب العلاقات بين الطفل وأبويه، خاصة لو كان هذا الطفل بتكوينه الجيني شديد الحساسية، يضاف إلى ذلك عنصر آخر وهو التعرض لاعتداء جنسي في الطفولة".
وأكمل: "أما بالنسبة للإناث فالسبب الأساسي هو اضطراب العلاقة بالأم إضافة إلى تحرش أو اعتداء جنسي في الطفولة ".
رأى المهدي أن "الخطورة تكمن في أن بعض الأطفال الذين يعيشون ظروفا أسرية مضطربة لكنها لم تصل إلى حد تثبيت السلوك المثلي، قد يعانون في فترة الطفولة والمراهقة بعض التوتر والتخبط في الميول الجنسية، وفي هذه الظروف إذا وجدوا خيار المثلية أمامهم سهلا ومقبولا فإنهم يتوجهون إليه فورا".
وقال: "هناك نسبة من الناس قد تلجأ إلى الممارسات المثلية كنوع من التنويع والتغيير والتجربة، خاصة إذا تم التطبيع مع السلوك المثلي من خلال أفلام تظهر السلوك المثلي ليس فقط على أنه متقبل في المجتمع بل بشكل يثير الإعجاب والتقليد".
وأوضح أن الأطفال كعادتهم في هذا السن يعجبون بأبطال الأفلام ويتعاطفون معهم ويقلدونهم ويعتقدون أن ما يفعلونه هو الصواب، والطفل في هذا السن غير قادرعلى التمييز والاختيار، لهذا سيحاكي ما يعرض عليه دون وعي بعواقبه.
ووفقا للمختص، فإنه نتيجة لمحاولات التطبيع وعرض السلوك المثلي بصور تدعو للإعجاب والتعاطف، فقد زادت أعداد المثليين في مدارس كندا وأمريكا بأعداد غير مسبوقة مقارنة بسنوات طويلة مضت لم يحدث فيها ذلك التطبيع والتجميل لصورة المثلية.
أستاذ الطب النفسي أوضح أن السلوك المثلي قد يبدأ بالحب والتعاطف لدى الأطفال مع الشخصيات الكارتونية التي تعرض المثلية في صورة مألوفة أو براقة، ومع التكرار يحدث شغف وحب تجريب ومع التجربة يحصل تعزيز ثم يتثبت السلوك، وهكذا تصبح ديزني وما تعرضه من مواد شبكة غير آمنة للأطفال.
وقال المهدي: "يبدو أن مقاطعة المواد التي تنشر المثلية للأطفال مهمة حتى لا يزيد انتشار السلوك الجنسي المثلي، خاصة أن الأديان السماوية الثلاث تحرم هذا السلوك، وأن الثقافة العربية وثقافات أخرى كثيرة في العالم لا تستسيغه، وهذا قد يجعل إدارة الشبكة تعود عن إصرارها على هذه السياسة خاصة للأطفال".
واختتم: "الأهم من ذلك توعية الآباء والأمهات بالعوامل التي تشكل البنية الأساسية لتنامي السلوك الجنسي المثلي، وهي عوامل موجودة داخل بيوتنا من غياب الأب أو ضعفه أو تشويه صورته بواسطة الأم واحتضان الطفل في وسط أنثوي يتماهى فيه مع النساء، وتعرضه للنقد الشديد أو القهر من الأب أو تعرضه للتحرش الجنسي".
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg
جزيرة ام اند امز