عالم أمريكي لـ"العين الإخبارية": مهمة مسبار الأمل الإماراتي بالمريخ ستزيد من فهمنا للأرض
وصف عالم أمريكي شهير مسبار الأمل الإماراتي بأنه مهمة فريدة من نوعها ستوفر للبشر بيانات لا تقدر بثمن عن المريخ والأرض أيضا.
وقال إن هذه البيانات ستساعدنا ليس فقط في فهم المريخ، لكنها أيضا ستزيد من فهمنا للأرض.
ويقول جوزيف باتاليو، باحث ما بعد الدكتوراه في علوم الأرض والكواكب بجامعة ييل، والذي قاد دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية " نيتشر أسترونومي" حول مناخ كوكب المريخ، إن مدار مسبار الأمل حول الكوكب الأحمر سيسمح له بالرصد في أوقات مختلفة من اليوم، ليساعد ذلك في سد فجوات معلوماتية ستكون مفيدة في تفسير العديد من الظواهر.
وأشار في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية" إلى أن الأقمار الصناعية للولايات المتحدة وأوروبا تدور حول المريخ مرة واحدة يوميًا، ويعد هذا مفيدا لإنشاء سجل موثوق للطقس، لكنه يجعلنا نفقد ما يحدث خلال أجزاء كبيرة من اليوم على سطح المريخ.
وأضاف أن التباين النهاري مهم جدا على المريخ، وسيساعدنا مسبار الأمل في سد تلك الفجوات من خلال المراقبة في أوقات مختلفة من اليوم بواسطة الأدوات التي يحملها.
وحول قيمة مثل هذه البيانات واتجاه البعض للقول إن هناك مجالات بحثية قد تكون أكثر فائدة للبشرية، قال باتاليو إن هذا الكلام مردود عليه بأمرين، أولهما أن الحاجة إلى الاستكشاف والرغبة في المعرفة من الصفات الإنسانية الفطرية، وكلما زاد عدد الدول التي تعمل معًا لاستكشاف الكون ، زاد ثراء جميع الشعوب.
أما الأمر الثاني، فهو أنه من وجهة نظر عملية، نحتاج إلى دراسة المريخ لفهم الأرض بشكل أفضل، لذلك فإن بيانات مسبار الأمل قد تكون مفيدة لذلك.
ولفت إلى قيمة البيانات التي ستوفرها تلك الأدوات، ومنها جهاز الإمارات للتصوير الاستكشافي ( EXI)، المكون من كاميرا متعددة النطاقات عالية الدقة في نطاق الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية، والذي سيساعد في توفير تغطية أفضل للتغيرات في العواصف الترابية.
أما جهاز مطياف الإمارات المريخي للأشعة تحت الحمراء (EMIRS)، فسيوفر بيانات لا تقدر بثمن لدراسة العلاقة بين العواصف الترابية وأنظمة الطقس، وستسمح الملاحظات الإضافية بتشخيص الأنماط الحلقية في المناخ، والتي قد تتيح التنبؤ بالطقس على كوكب المريخ.
وأوضح أنه " في حين أن مجال علوم الغلاف الجوي قد كشف الكثير عن نظام مناخ الأرض، فإن جميع نظرياتنا التي تشرح فيزياء وديناميكيات الغلاف الجوي تأتي حتى الآن من عينة بحجم واحد، وللتأكد من أن فهمنا قابل للتعميم قدر الإمكان، علينا الذهاب إلى كواكب أخرى، و تساعد دولة الإمارات العربية المتحدة عبر مسبار الأمل علماء المناخ على القيام بذلك".
وأضاف: "على سبيل المثال ، بينما يمكننا قياس وتقدير الأنماط الحلقية في المناخ، ما زلنا لا نعرف بالضبط سبب وجودها في المقام الأول، ومن خلال اكتشاف واستقصاء الأنماط الحلقية في عوالم أخرى، قد نشرح سبب وجودها في جميع الأجواء، وعند القيام بذلك ، سوف نفهم بشكل أفضل علاقتهم بالمناخ وتأثيره على الطقس".
والأنماط الحلقيّة هي أهم أنماط تقلبية في المناخ بخطوط العرض الوسطى والعليا في نصف الكرة الشمالي والجنوبي، ومنها ظاهرة (النينو) والتي تختص بارتفاع غير طبيعي لدرجة الحرارة عن درجة حرارة سطح البحر في الوسط والشرق الاستوائي للمحيط، وظاهرة التذبذب الجنوبي لظاهرة النينيو (ENSO) وهو تحول دوري في نظام المحيط والغلاف الجوي في المحيط الهادئ الاستوائي الذي يؤثر على الطقس في جميع أنحاء العالم.
ويعتزم باتاليو إجراء مزيد من الدراسات حول الأنماط الحلقيّة لمعرفة ما إذا كانت ستسمح بالتنبؤ بأحداث الغبار الكبيرة على كوكب المريخ، وهو أمر بالغ الأهمية لضمان سلامة البشر على السطح عند ارسال مهام بشرية إلى المريخ، حيث يمكن للعواصف الترابية منع ضوء الشمس من الوصول إلى السطح، مما يجعل توليد الكهرباء الشمسية شبه مستحيل.
ويقول: "ستسمح تنبؤات العواصف الترابية للناس حال وجودهم على سطح المريخ بالاستعداد، علاوة على ذلك فإن الهبوط على السطح أثناء العواصف الترابية أكثر خطورة مما هو عليه الحال عندما يكون السطح واضحا، لذا فإن التنبؤات بالعواصف الترابية ستساعد المركبات على النزول الآمن".
ويضيف: "يمكن أن تساعد أبحاثنا في إجراء هذه التنبؤات لأن التغييرات في الأنماط الحلقيّة تحدث قبل حدوث أكبر العواصف الترابية، لذلك مع الملاحظات الجيدة للأنماط الحلقيّة على المريخ، ومنها الملاحظات التي سيقدمها مسبار الأمل قد يكون من الممكن توليد تنبؤات قصيرة المدى بالعواصف الترابية".
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg جزيرة ام اند امز