بعد "الغرفة 207".. "العين الإخبارية" تحلل أسباب طفرة دراما الرعب العربية
شهدت السينما المصرية والعربية على مدار تاريخها الكثير من محاولات تقديم دراما تنتمي لنوعية "الرعب"، بعضها نجح وبعضها لم يحالفه الحظ.
وخلال الأعوام الأخيرة، كان لمصر محاولات ملموسة وواضحة في عالم الرعب، بعضها استمد الإلهام من سلاسل رعب ناجحة في عالم هوليوود.
ومن هذه الأمثلة فيلم كامب، الذي استمد الإلهام من سلسلة الرعب الشهيرة Scream، وكان يفترض أن يحقق نجاحًا كبيرًا أسوة بالسلسة المأخوذ عنها، وهو ما لم يحدث.
وتكررت التجربة مجددًا مع فيلم ماكو، المستوحى من قصة حقيقية، والذي يذكر عشاق الرعب بسلسلة Jaws، أو سلسلة Open Water، ورغم ذلك لم ينجح هو الآخر في إثارة الحماس المطلوب من الجمهور.
ومسلسل الرابوص أيضًا للكاتب السوري سعيد حناوي، كان من الأعمال التي لم تنل رد فعل إيجابي من الجمهور، وبات من الواضح أن الفن العربي قد يواجه مشكلة في صنع دراما الرعب.
ثم حدثت الطفرة في الأعوام الأخيرة، خاصةً على منصات البث، مع ظهور مسلسلات رعب أصيل مثل ما وراء الطبيعة والغرفة 207، أو رعب كوميدي مثل البيت بيتي.
وأصبحت أعمال الرعب مؤخرًا تلقى رواجًا واضحًا، حتى مع وجود بعض التحفظات النقدية، إلا أن الجمهور كان المناصر الأول لهذه النوعية ويبدو أنه لا يمل منها.
أسباب نجاح دراما الرعب
ويرى الناقد والمخرج السينمائي أحمد شوقي، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن أهم عوامل نجاح أعمال الرعب الأخيرة هو طابع المحلية.
وأوضح: "إذا كان هناك رعب مختلف أقرب للذائقة العربية، رعب الأشباح والجن على سبيل المثال من نوعية الرعب ذي الخصوصية التي تناسب مجتمعاتنا، والتي لا يمكن للغرب منافستنا فيها، وبالتالي تنفيذها سوف يمنحنا أفضلية ويحقق النجاح المتوقع.
وقال شوقي إن لديه شكوك حول نجاح دراما الرعب لهذه الدرجة، فمن جانب مسلسل غرفة 207 ناجح فعلا والجمهور يحبه، ولكن مسلسل ما وراء الطبيعة شاهده بعض المتابعين من أجل انتقاده لأنه مختلف عن تصورهم لعالم قصص الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق.
وأضاف أن منصة "شاهد" تطرح مسلسلات رعب بشكل مستمر، لكن الجمهور لا يعرف عنهم شيئًا، وهو ما يعني أن دراما الرعب ما زال أمامها المزيد للتطور.
وخالفه الرأي، الناقد خالد محمود، الذي قال لـ"العين الإخبارية"، إن نجاح دراما الرعب مؤخرًا هو شيء متوقع، لأن جمهور منصات البث الأجنبية عاشق لدراما الرعب، وبالتالي كان هناك حالة تلهف لوجود رعب عربي أصيل.
وترى الناقدة ماجدة خير الله، أن نجاح دراما الرعب قائم بشكل أساسي على افتقاد الجمهور لها، لأنها قديمًا كان يتم تناولها بكثير من السذاجة، لكنها تطورت كثيرًا في ما وراء الطبيعة والغرفة 207.
وأشارت في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إلى عامل مهم لنجاح هذه الأعمال، هو دقة التنفيذ وقصر الحلقات، مما تفادى مشاكل كثيرة مثل المط وملل الأحداث، وأخيرًا كونها مأخوذة عن كاتب أبدع واشتهر بهذه النوعية من القصص وهو أحمد خالد توفيق.
المقارنة بين الدراما العربية والأجنبية
يرى الناقد أحمد شوقي أن هناك مجالا للمقارنة بين الدراما العربية والأجنبية، خاصة مسلسل الغرفة 207، إذ توجد مواطن تشابه بينه وبين فيلم الرعب الكلاسيكي The Shining للنجم جاك نيكلسون.
وقال إن الكاتب احمد خالد توفيق، مؤلف رواية الغرفة 207 ذكر أكثر من مرة أنه متأثر بتيمات الرعب الغريبة، وبالتالي لا يمكن أن ننفي وجود تشابهات بين الرواية وقصص ستيفن كينج، وأنه لا يوجد ما يعيب في ذلك.
وذكر خالد محمود أن المقارنة بين دراما الرعب العربية والأجنبية، قد لا يكون في صالح العربية، إن لم تتطور تقنيًا من حيث الصورة والخيال والإبهار مثل نظيرتها الأجنبية لضمان جذب الجمهور.
وأضاف أن الجمهور أعجب بأعمال الرعب الأخيرة بسبب حبكتها الغامضة والمليئة بالأسئلة الجديدة غير التقليدية، ولكن بمرور الوقت قد نجد المقارنة في صالح الأعمال الأجنبية.
وتابع: "السوق حاليًا يرحب بالتميز، حتى لو كان هناك مسلسل يعتمد على 40% من التميز كان سيحقق نجاحًا في هذا الإطار، لعدم وجود منافسة، وتحمل منصات البث والإنتاج عوامل تكلفة كبيرة".