"الصفايحي".. حرفة تركيب حدوات الدواب تصارع الانقراض في المغرب
مع قرب فصل الخريف، يعمد مزارعو المغرب إلى تجهيز دوابهم، بتقليم حوافرها وتغيير حدواتها؛ استعدادًا لموسم الحرث.
وبحسب صحيفة "هسبريس" المحلية، تواجه حرفة تغيير حدوات الدواب "الصفايحي" خطر الانقراض في ريف البلاد، لضعف الإقبال على الدواب أمام توغل وسائل النقل والحرث الحديثة.
حدوات الدواب.. "لكل دابة صفيحة"
عبدالرحيم الحداد وزهير الهراس، عاملان بهذه الحرفة في منطقة سلاس تاونات الريفية شمال غرب البلاد، يقولان إنها تصارع الانقراض، بعد عملهما بها لعشرات السنين.
وقال "الحداد"، البالغ من العمر 40 سنة، إنه تعلم الحرفة عندما كان عمره 10 سنوات، وورثها عن والده الذي كان يزاولها إلى جانب حرفة الحدادة، وكان يرافقه في رحلات العمل.
يستعمل "الحداد" في تثبيت الحدوات، أو ما يعرف بين المغاربة بـ"الصفيحة"، مطرقة صغيرة وكماشة حديدية ومبردا وأداة حادة مخصصة لقص الحوافر، مؤكدًا أن "لكل دابة حدوة".
حدوات الدواب.. مهنة تصارع للبقاء في المغرب
وأضاف الرجل، في تصريحات لصحيفة "هسبريس"، أن الحرفة تصارع من أجل البقاء: "المهنة في طريقها إلى الانقراض، بسبب قلة الزبائن، وغياب الخلف، كما أنها لا تناسب تطلعات الجيل الجديد".
بالتعاون مع شريكه زهير، يجوب "الحداد" مختلف الأسواق الأسبوعية في إقليم تاونات لتركيب حدوات الدواب، من خيول وبغال وحمير، موضحًا أن الحدوات تتنوع بين "بلدية" و"رومية".
وبيّن الرجل أن الحدوة الأولي تتميز بكونها مغلقة الجوانب، ومن مساوئها أنها تجمع الأتربة وقطع الحجارة داخلها، والثانية تكون مفتوحة من جانبها الخلفي، ولا تسمح بتكدس الشوائب تحت الحوافر.
وأشار "الحداد" إلى خضوعه لدورة تدريبية في صناعة حدوات الخيول وتركيبها بمدينة تيسة، مؤكدًا أن هذا التدريب، الذي أشرف عليه خبراء فرنسيون ومغاربة، ساعده كثيرا في تطوير مهاراته الحرفية.