"عدوى المستشفيات" تُمرض اليمنيين.. وباحث يكشف تدابير السلامة الضرورية
في ظل الحرب وتأثيراتها المدمرة أصيبت المرافق الصحية في اليمن بالشلل، ما أثر على سلامة المرضى ومنها "عدوى المستشفيات".
"عدوى المستشفيات" عبارة عن عدوى يكتسبها المريض بعد دخوله للمستشفى، ولم يكن مصابا بها قبل ذلك منها فيروسية ومنها بسبب انتشار البكتيريا وسوء التعقيم، ويصاب نحو 1 من كل 10 أشخاص يدخلون المرفق الصحي ما قد يؤدي لوفاتهم.
ويتأثر بـ"عدوى المستشفيات" مئات الملايين من المرضى حول العالم كل عام، فيما تصبح أعلى بكثير في البلدان النامية منها اليمن بسبب البنية التحتية الصحية الهشة، وعدم تطبيق المعايير الدولية لسلامة المرضى، وفقا لأحدث الدراسات العلمية النوعية في البلاد.
لكن الدراسة العلمية التي أجريت في مستشفيات المحافظات اليمنية منها لحج وعدن كنموذج، قدمت شعاعا من الأمل بأنه يمكن الوقاية من "عدوى المستشفيات" عبر إعطاء الأولوية لسلامة المرضى واتباع المعايير الدولية.
"العين الإخبارية" حاورت معد الدراسة العلمية الباحث اليمني أنيس العفيفي، وهو أيضا الملحق الطبي للسفارة اليمنية في جمهورية الهند، لفهم كيف يمكن تجنب المرض.
ومنحت جامعة السمبايسس الهندية الباحث العفيفي درجة الدكتوراه لرسالته الموسومة بـ"تقييم تدابير سلامة المرضى في المستشفيات العامة"، ليحرز لقب أول باحث أجنبي ينال الدكتوراه منذ تأسس الجامعة العريقة.
اتباع المعايير ضرورة
أصبحت معايير سلامة المرضى تحتل أولويات منظمة الصحة العالمية وكل الدول المتقدمة.
ووفقا للمسؤول اليمني فإن هذه المعايير تبدأ منذ "تصميم وتشييد المنشآت الصحية وحتى آخر خطوة وتتمثل بتقديم الخدمة الطبية للمرضى".
وأوضح أن "معايير السلامة للمرضى تعد من أهم شروط التقييم لحماية المرضى من (عدوى المستشفيات)، فضلا عن تقليل نسب الأخطاء الطبية وتقليل حجم الآثار الجانبية للمرضى لدى دخول المستشفيات للعلاج".
وأضاف أن مئات الملايين من المرضى بالفعل يتأثرون بـ"عدوى المستشفيات" المكتسبة حول العالم سنويا، ويعد "إصابة المرضى أثناء العلاج في البلدان النامية كاليمن أعلى بكثير مما هي عليه في البلدان المتقدمة".
وفضل الملحق الطبي للسفارة اليمنية في الهند تقديم دراسة علمية وبحثية تُفيد صناع القرار في الحكومة اليمنية والمنظمات العاملة، حيث تتضمن الخدمات الطبية هذه المعايير من أجل حماية المريض.
وأكد العفيفي ضرورة تفعيل آلية لتقييم المعايير العالمية في المستشفيات، من أجل الارتقاء بالخدمات الطبية، وبما يحقق خدمة صحية بأقل مخاطر كـ"عدوى المستشفيات" وغيرها الناجمة من اختلال هذه المعايير.
ولم يخف المسؤول اليمني أن بلاده وإثر الحالة الحالية للبنية التحتية الصحية والقصور في معييار سلامة المرضى منها مكافحة "عدوى المستشفيات" وعدم الاهتمام ببرنامج تأهيل الموظفين، والنقص في تمويل الخدمات الصحية يجعل وقوع الأحداث السلبية أعلى للمريض أثناء تلقي العلاج.
قضية عالمية مهمة
أصبحت سلامة المرضى قضية عالمية مهمة في السنوات الأخيرة ومن الأولوية القصوى، كونها تقلل المخاطر الضرورية المرتبطة بالرعاية الصحية للحد الأدنى.
وطبقا للباحث اليمني فإن تقييم سلامة المرضى في المستشفيات يعد "مجالا جديدا للدراسة باليمن من شأنه أن يساعد في تحسينها لاحقا، لأنه يفيد بشكل مباشر المرضى ويساعد في ضمان الرعاية الصحية باليمن".
وأضاف أن "المستشفيات في اليمن تحتاج مثل جميع المستشفيات بالعالم إلى إعطاء الأولويات لسلامة المرضى باعتبارها قضية مهمة وعالمية والعمل على تحسينها".
وذكر أنه سعى من خلال دراسته العلمية للتعرف وفهم تدابير سلامة المرضى والعوامل المرتبطة بها في اليمن، بهدف تحسين جودة الرعاية الصحية وتوفير صحة آمنة للمرضى في مستشفيات بلاده.
وشدد الباحث اليمني على ضرورة الاهتمام بتدابير سلامة المرضى كأولوية في قطاع الصحة في اليمن، وأن تعمل الحكومة ووزارة الصحة اليمنية على إيلاء اهتمام خاص لتقديم برامج التدريب لتعزيز وتطوير تدابير سلامة المرضى لتجنب "عدوى المستشفيات".
وكشف أنه لاحظ أن سلامة المرضى لا تمارس بالرجوع إلى المعايير الدولية، وأن دراسته سلطت الضوء على إجراءات تحسين الوضع العام لإدارة الرعاية الصحية باليمن.
وكانت الدراسة أوصت بـ"تنفيذ معايير الاعتماد الوطنية وبرنامج سلامة المرضى لتنظيم تدريب مكثف على سلامة المرضى لضمان جودة أفضل للخدمات الرعاية الصحية".
كما أوصت بـ"تنفيذ برامج تأهيل ممارسة التمريض والتعليم والإدارة والبحث بشأن تدابير سلامة المرضى".
واختتم حديثه لـ"العين الإخبارية"، قائلا إنه وبشكل عام تعتبر سلامة المرضى عملية معقدة وديناميكية، داعيا للبحث المستمر كل عامين أو 3 أعوام لضمان أفضل الممارسات وبالتالي تحسين الرعاية الصحية للمرضى وتجنب "عدوى المستشفيات" كظاهرة تؤرق الجميع.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTkuNjcg
جزيرة ام اند امز